هل أصبح رمضان شهر تأجيل الأعمال وقلة النشاط والحركة، وسبباً رئيساً لنقص الإنتاج؟ وهل بات المواطن أقل عملاً وأكثر كسلاً وخمولاً في هذا الشهر الفضيل؟يقول جاسم المحسن وهو صاحب أحد المحلات «في الأيام العادية يشكو المواطنون من بطء المعاملات وتأخيرها في المؤسسات والدوائر الحكومية والرسمية، حيث روتين هذه المؤسسات يفقد أصحاب المعاملات صبرهم، فكيف يكون الأمر في شهر رمضان حين تتقلص ساعات الدوام من ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، ويكون الموظفون فيه خاملين وفارغي البطون؟».كما إن غالبية موظفي الدوائر الحكومية يتكاسلون أكثر في شهر رمضان، ويتعذرون بالصيام والجوع وتعبه، حيث إن بعض الموظفين يماطلون في العمل ولا ينفذون عملهم جيداً».عثمان عبدالله موظف في القطاع العام يؤكد أن الإنتاج في رمضان يقل، «لا إنتاجية في رمضان لأن الصائم لا يعمل جيداً، بالنسبة لي عملي جيد جداً وأفضل من الأيام العادية».نقص ساعات العمل هو عذر الموظفين والعمال، لتبرير نقص العمل والإنتاج في رمضان، ويؤكد يوسف جابر الأمر قائلاً «الموظف يتعب قليلاً ويصاب بالعطش، لكن الإنتاج يبقى كما هو لأن العمل واجب منوط بالعامل يجب أداؤه، سواء إن كان يشعر بالتعب أم لا، وهي ليست مشكلة صاحب العمل، فالعامل عليه القيام بعمله على أكمل وجه في رمضان أو غير رمضان، ومن المعروف أن ساعات العمل تقل رحمة بالموظف لكن إنتاج الموظف يجب أن يبقى كما هو».وبين أن الصيام يعطي الإنسان قدرة أكبر للعمل والتحمل «لا تعب في العمل، فالإنتاج كما هو ولا شيء يتغير، وما يتغير فقط ساعات العمل، وعلى العكس فالصيام يعطي الإنسان قدرة أكبر للتحمل.ويقول أحد الموظفين أن طبيعة العمل هي ما تقرر الجهد الذي يقوم به العامل ونسبة الإنتاج، «كل شخص حسب طبيعة عمله، فإذا كان يعمل في مكان يحتاج الى جهد عضلي فمن الطبيعي أن يشعر بالتعب وهو صائم، أما العمل المكتبي فالعامل لا يـتأثر عمله كثيراً». الإقبال على المأكولات يزيد في رمضان، والمستفيد الأول هم أصحاب المطاعم، لذلك فالإنتاج عندهم يزيد في رمضان، ويقول صاحب إحدى المطاعم «العمل والإنتاجية تزيد، والعمال في رمضان أكثر نشاطاً» وفي المقابل يجد المدراء ورؤساء العمل الأمر عائد لعامل الوقت أولاً، ثم لتعذر الموظفين الصائمين بالصيام لتقليل الإنتاج، ويقول مدير إحدى الشركات «عدد ساعات العمل تقل، بالتالي العمل يقل، ففي الأيام العادية يعمل الموظف ثمان ساعات، بينما يعمل ست ساعات في رمضان، فعدد ساعات العمل متعلق بكمية الإنتاج، بالتالي الإنتاج يقل في رمضان بلا شك» الموظف في رمضان يمن على صاحب العمل بصيامه، ويقول صاحب محل تصوير «هناك ضعف في العمل، فإذا قام بأي عمل يذكرك بأنه صائم، فتجده متكاسل وخامل طوال الوقت».نقص ساعات العمل يؤدي الى نقص الجهد المبذول وهو السبب في نقص الإنتاجية، يعود صاحب محل تجاري ليؤكد أن «العمل لا خلاف فيه، فالإنتاج يجب أن يبقى كما هو في رمضان وغيره، لكنه يقل لأن ساعات العمل تقل، وبهذه الحالة يقل الإنتاج» الأمهات الموظفات في رمضان يبذلن جهداً أكبر في رمضان، فهن يعملن في الصباح في وظائفهن، ويعدن للعمل في بيوتهن وتحضير وجبات الإفطار بالإضافة لأعمال المنزل التي لا تنتهي، تقول صيدلانية وربة بيت أن «العمل في رمضان أكثر إرهاقاً، ليس بسبب الصيام إنما بسبب زيادة المهمات في العمل أولاً ثم في البيت، فبعد العودة من العمل أقوم بتحضير وجبة الإفطار التي يجب أن تكون متنوعة كل يوم، وهو ما يزيد الإرهاق والتعب»التعب في رمضان راجع لعامل نفسي أكثر منه عامل جسدي كما يؤكد الأطباء الأخصائيون، فالكسل والتباطؤ بالعمل في رمضان هو حالة نفسية تصيب الصائمين، وتوحي لهم بالإرهاق، فيشعرون بالتعب وعدم القدرة على العمل. ويعزى الكسل قبل الإفطار إلى شعور سلبي يتغلغل في نفس الصائم تجاه العمل، حيث يهيئ له أن الصيام عن الطعام يؤثر سلباً على القدرة الذهنية والجسدية لديه، فيعتقد أنه من الطبيعي أن تنخفض إنتاجيته في هذا الشهر. والمعروف أن شهر رمضان هو شهر العبادات، تتطهر فيه النفس ويصفى الذهن، فالصيام يزيد نشاط الإنسان وقدرته على العطاء، ففي شهر رمضان كان نزول القرآن، وتمت فيه أهم الفتوحات والغزوات الإسلامية، حيث حقق المسلمون الانتصارات والبطولات. لكن في وقتنا الحاضر السهر، والإفراط في الطعام، والإكثار من الحلويات، وتغير السلوك التغذوي والمعيشي، بالإضافة إلى عدم تناول وجبة السحور مما يسبب الجوع طوال النهار، أسباب أخرى للخمول والكسل، تضاف الى قلة ساعات العمل خلال اليوم، وكلها أمور تؤدي في النهاية إلى نقص إنتاجية العامل في شهر رمضان.
رمضان شهر الكسل عند البعض
27 يونيو 2016