بين أم يوسف التي تقصد السوق لشراء أنواع (الشربت)، وبين أم عبدالرحمن التي تعد العصائر الطازجة قبل وقت الإفطار، ثمة نمطان استهلاكيان يواجهان بعضهما فيما يتعلق بتفضيل الأسر لما يتناولونه عند كسر الصيام، فبين الشربت والعصير، ثمة حكاية بعيدة كل البعد عما أوصى به رسولنا الكريم بتناول اللبن والتمر عند كسر الصيام.سوسن عبدالرحمن ربة منزل رأيناها في إحدى الأسواق تحمل في عربتها أنواعاً من (الشربت) بين الفيمتو والليمون والبرتقال البودر الذي يخلط بالماء ويضاف إليه السكر، وفي زاوية أخرى تقف فاطمة محمد أمام ثلاجة العصائر الجاهزة لتنتقي ثلاثة أصناف من العصائر التي تراها بأنها أفضل من الشربت، بينما تفضل خولة محمد إعداد العصير الطازج في المنزل قبل أذان المغرب.هذه النماذج لسلوكيات الناس على المائدة ، يواجهها أخصائيو التغذية بالنصح والإرشاد الذي يذهب في اتجاه أن تحتل العصائر الطبيعية الطازجة المرتبة الأولى على مائدة الإفطار في رمضان، خاصة بعد يوم من الصيام والامتناع عن تناول المأكولات والمشروبات، حيث يصبح الجسم بحاجة كبيرة إلى السوائل ليعوض ما فقده خلال ساعات الصيام. وينصح أخصائيو التغذية بالعصير الطبيعي الغني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية التي تزود الجسم بكل العناصر التي يحتاجها، والتي تعوض كمية السوائل التي يفقدها وخصوصاً في الأيام ذات درجات الحرارة المرتفعة.إن العصائر التجارية اليوم تتعرض لانتقادات حادة عالمياً، واتهامات بأنهم يضللون المشترين بما تحويه العصائر من نسبة قليلة جداً من الفاكهة الطبيعية (5%) وكمية مفرطة من السكر والمحليات الصناعية، ومن المعروف أيضاً أن نسبة السكر العالية تؤدي إلى تدمير فيتامين «ب» والذي يسبب نقصه سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات، والخطر الكبير من هذه المشروبات الصناعية أنها تحتوي على العديد من المواد المضافة أثناء التصنيع والتي تكسبها اللون والثبات والطعم الحلو والتي بدورها يكون لها تأثير على خلايا المخ وقد تؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف والضعف، ويكفي عند شرائك للعصائر الصناعية أن تنظر إلى مكوناتها بالملصق لتجد أنك تشرب كمية كبيرة من الألوان والنكهات الاصطناعية والسكر المضاف.. ودون أي فوائد صحية تذكر.ما هي البدائل إذاً.. البدائل موجودة على مائدة الإفطار العربية، فقمر الدين والخشاف تعد من البدائل الصحية التي يمكن الاستعاضة بها، فقمر الدين سيد العصائر في رمضان سمي بذلك نسبة إلى صانعه «قمر الدين» الذي كان يشبه القمر في جماله وكان يملك بستاناً من المشمش في دمشق وهو الذي صنع العصير في رمضان، وعصير «قمر الدين» عبارة عن رقائق مصنوعة من المشمش كان يصنعها أهل الشام لحفظ المشمش من الفساد والعفن فهو معروف بقصر موسمه، أما الخشاف الرمضاني فيتكون من لوز وفستق مقشر وزبيب وتين ومشمش مجفف معد بطريقة جميلة تروي ظمأ الصائم.