بحثت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة آخر التطورات التي تنجزها الهيئة بمشروع طريق اللؤلؤ والشراكة التنموية بين الهيئة ووزارة الأشغال لإنجاز المشروع والانتهاء منه بحلول عام 2018، في وقت تحتفي فيه البحرين بالمحرق عاصمة للثقافة الإسلامية.وقالت، خلال لقائها في مقر الهيئة أمس، وفداً من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني برئاسة الوزير عصام خلف، وبحضور د.منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، «إن إنجازاتنا الحضارية نحققها بتكاتف جهود جميع الجهات، دورنا في الحفاظ على النسيج العمراني الغني لمدينة المحرق يتكامل مع عمل وزارة الأشغال التي نعمل معها يداً بيد من أجل صون ملامح وطننا وعمرانه العريق»، متوجهة بالشكر إلى كافة كوادر وزارة الأشغال، للعمل الجاد الذي تبديه ومساهمتها الدائمة في تحقيق المشاريع التي ترتقي بالمشهد الثقافي البحريني وفي تشييد البنية التحتية اللازمة للثقافة في المملكة.بدوره، رحب خلف بجهود هيئة البحرين للثقافة والآثار في سبيل إنجاز المشاريع الثقافية، مشيداً بالتعاون البناء ما بين الوزارة والهيئة.وقال إن التعاون يثمر على الدوام منجزات حضارية تعزز من مكانة البحرين إقليمياً وعالمياً، موضحاً أن المحافظة على التراث توجه وطني يحمله كافة المسؤولين والمواطنين. وتطرق إلى أهمية تطوير الاشتراطات والتشريعات الخاصة بالحفاظ على الغنى العمراني لمدينة المحرق وغيرها من مناطق البحرين.وفي سياق متصل، أشار د.بوشناقي إلى أهمية إدراج المواقع التراثية ذات القيمة الحضارية على قائمة التراث العالمي، حيث إن وضع موقع على هذه القائمة يعزز مكانة البلدان ويروج لها ويجذب الزائرين إليها من كافة أنحاء العالم، متوقفاً عند أهمية طريق اللؤلؤ، الموقع الثاني للبحرين على قائمة التراث العالمي. وأوضح أنه سيعكس ما للبحرين من قيمة تاريخية عريقة، إذ إنه يسرد قصة نجاح اجتماعي، ثقافي واقتصادي عايشته المملكة عبر هذا الطريق الشاهد على اقتصاد الجزيرة.وقدم مستشار الحفاظ على التراث بهيئة البحرين للثقافة والآثار د.علاء الحبشي، خلال اللقاء، عرضاً بعنوان «شركاء التنمية في مشاريع الثقافية»، توقف فيه عند تفاصيل مشروع طريق اللؤلؤ الممتد لمسافة 3 كيلومترات ونصف داخل مدينة المحرق ويضم 18 بيتاً تراثياً، و18 ساحة خضراء مفتوحة، و4 مواقف سيارات متعددة الطوابق وجسرا بطول 120 متراً يصل ما بين قلعة بوماهر وحالة بوماهر، كما أن المشروع يعمل على الارتقاء بواجهات المباني الواقعة على طريق اللؤلؤ.وعملت هيئة الثقافة حتى الآن على مسح 5700 عقار داخل المدينة وحددت قيمتها العمرانية والتاريخية مع وضع توصيات بالحفاظ على البيوت القديمة منها. كما قام فريق الثقافة بعمل مسح ديمغرافي للسكان في المناطق المحيطة بطريق اللؤلؤ. وتناول العرض عمليات الحفاظ والترميم التي طالت معظم أجزاء سوق القيصرية.وتناول الاجتماع بعض أجزاء طريق اللؤلؤ، كمجلس سيادي، بيت الغوص، بيت النوخذة وعمارة فخرو، وهذه الأجزاء قد تم ترميمها مع الأخذ بعين الاعتبار أصالة المكان وتطبيق أعلى المعايير العالمية في عمليات الصون والحفاظ.وحول النسيج العمراني التاريخي للمحرق، توقف الاجتماع عند المباني المسماة «الآيلة للسقوط»، حيث قامت هيئة البحرين للثقافة والآثار بدارسة 14 بيتاً في المحرق في محيط طريق اللؤلؤ، وأخذت اللجنة بعين الاعتبار أهمية تطبيق المواصفات الخاصة بالحفاظ على الأجزاء القديمة منها.وتوافق الطرفان على اعتماد الاشتراطات التنظيمية للتعمير في المناطق ذات الطابع التراثي في المحرق والتي أعدتها هيئة الثقافة، وعلى ضرورة التنسيق في تخطيط وتنفيذ عمليات الحفاظ على البيوت القديمة في المحرق، بما يعزز المشهد العمراني في المدينة ويعمل على إشراك أهلها في عملية التنمية المستدامة والحفاظ على التراث البحريني الأصيل.