زهراء حبيب وحذيفة إبراهيمعاشت البحرين أمس فاجعة فقدان طفلين (الفراسان) لم يتجاوزا الرابعة من عمرهما، في حادثتين منفصلتين فجع بهما أهالي الحد وبني جمرة، وتواصلت الفاجعة لتشمل جميع سكان المملكة الذين تفاعلوا معهما بعاطفة جياشة ووحدة مجتمعية وإنسانية راقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.توفي الطفل الأول فراس حسين جراء حادثة دهس حافلة كان يقودها شاب بحريني في بني جمرة. أما الطفل الثاني فراس محمد أحمد فقد وجدت جثته في صندوق سيارة جاره الذي لم يشعر بوجوده رغم تنقله مع والد الطفل ذهاباً وإياباً في رحلة البحث عنه منذ يوم أمس الأول.يقول والد الطفل فراس محمد أحمد لـ «الوطن» إن «ابني اختفى منذ السادسة من مساء يوم الاثنين، كان يلعب كعادته قليلاً قبل الإفطار، ولكن تأخره لأكثر من ربع ساعة، دعانا لنتفقده، دون جدوى.وتابع «ذهبت لمركز الشرطة في السابعة إلا ربع من مساء الاثنين لأبلغ عن اختفاء فلذة كبدي، وصدمت أكثر أنا ووالدته حينما علمنا أن جثته وجدت في صندوق سيارة، ولم أستوعب حتى الآن ما رأيته، كما أن الغشاء الذي حل على عيني لم يبد لي ما إذا كان مصاباً بأي كدمات من عدمها.وقال محمد أحمد والغصة تخنقه «حسبي الله ونعم الوكيل، والحمد لله على كل حال» مضيفاً باستغراب «لا أعلم ماذا حدث، وكيف حدث، ومن جاء به إلى الصندوق وهل استطاع أن يتسلق لوحده، وما هي ملابسات الحادث، إن كل الذي أعرفه أني فقدت فراس ابني، وجعلني ووالدته في حالة انهيار دائم، لا يصبرنا غير «الحمدلله على كل حال».وتابع «ربما سيتم دفانه اليوم (الأربعاء) حال الانتهاء من التحقيقات، التي لم تظهر حتى هذه اللحظة كيف وصل إلى صندوق السيارة، وهل بفعل فاعل أم أثناء اللعب؟». «الوطن» في موقع الحادثزارت «الوطن» موقع وجود الجثة قرب صيدلية «جرين» في الحد، وقال شهود عيان إن الجثة وجدت في سيارة صيدلي (سوداني) ، يسكن في البناية المقابلة لبناية والد الطفل فراس.وأضافوا «إن ما يدعو للغرابة أن الطفل اختفى في السادسة من مساء أمس الأول، وذهب والد الطفل برفقة الصيدلي إلى مركز الشرطة، ولم يعلم الاثنان وهما في السيارة بوجود جثة الطفل خلفهما في صندوق السيارة، كما لم يحسا بأي أمر مريب في الخلف.وتابعوا «إن جاءت الجهات المختصة حضرت إلى الموقع، بصحبة الكلاب التي تتبع الأثر. مشيرين إلى أنها لم تكشف عن وجود الجثة في الصندوق الخلفي للسيارة، رغم أنها تحسست سيارة الصيدلي (كيا ريو)، مرات عدة، ولا نعلم ما السبب، هل أزكمت رائحته أنوفها، أم لم تكن الجثة حينها في السيارة أصلاً».وأوضح شهود العيان، أن الصيدلي خرج كعادته في اليوم التالي لعمله، وبعد ركوبه سيارته، وجد رائحة الجثة الكريهة تملأ فضاء السيارة، وعند وصوله للصيدلية القريبة من منزله، وخلال بحثه عن مصدر الرائحة، صدم بوجود جثة الطفل المفقود قابعة في صندوق سيارته». وأضافوا «أن الصيدلي أبلغ والد الطفل والجهات المعنية، بوجود جثة الطفل فراس، الأمر الذي اوقع صعقاً كبيراً على نفوسهم، باعتبار أنهم جميعاً لم ينتبهوا للصندوق».وأكدوا أن إدارة الأدلة الجنائية انتقلت لموقع الحادث، ووجدت الطفل متوفى جراء أعراض الإجهاد الحراري والاختناق، فيما وجدت بعض آثار الكدمات على رأسه.وتساءلوا دون انتظار لإجابات، (هل أن أحداً اعتدى عليه، ثم تركه في الصندوق؟ أم أن الطفل حاول الخروج من خلال ضرب الصندوق برأسه، أم أثناء تجوال السيارة.وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق عن العثور على جثة طفل في الثالثة من عمره قرب أحد الأسواق التجارية في منطقة الحد. وانتقل ممثل عن نيابة الأسرة والطفل، فور تلقيها البلاغ إلى مكان العثور على جثة الطفل المفقود فراس محمد، لمعاينة الموقع وتم فتح ملف التحقيق لمعرفة ملابسات الواقعة، إذ مازالت التحقيقات مستمرة في النيابة العامة. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و»إنستغرام» و»واتس أب» خبر وصور اختفاء الطفل فراس يوم أمس الأول، فيما ضجت تلك المواقع برسائل الحزن وتعزية أهل الطفل في مصابهم العظيم عقب إعلان وجود جثته، وربط المغردين عبارات عبروا فيها عن مدى حزنهم بفقدان فراس الحد وبني جمرة في يوم واحد، الأول عثر عليه في صندوق سيارة جاره، والآخر لقي مصرعه في حادث مروري وقع قرب منزله ببني جمرة. وأنشأ المغردون وسماً باسم فقدان طفل في الحد ووفاة طفل بنى جمرة، فيما شيع الأخير إلى مثواه الأخير بمقبرة جدحفص أمس.