بعلبك - (أ ف ب): يلازم سكان بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سوريا منازلهم خوفاً من تسلل انتحاريين جدد بعد سلسلة تفجيرات هزت البلدة أمس وأوقعت ضحايا، وسط موجة شكوك تجاه اللاجئين السوريين المنتشرين بعشرات الآلاف في المنطقة. وأعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من بلدة القاع التي زارها بعد الظهر أن المعلومات الأولية أظهرت أن «الانتحاريين وصلوا على الأرجح من الداخل السوري وليس من المخيمات». وقال في تصريحات نقلتها محطات التلفزة اللبنانية إن «خطر التفجيرات قائم» في لبنان. وفجر 4 انتحاريين يضعون أحزمة أو يحملون حقائب متفجرات أنفسهم فجر أمس في بلدة القاع، ما تسبب بمقتل 5 مدنيين وإصابة 15. وقرابة العاشرة والنصف ليلاً، فجر 4 انتحاريين آخرين أنفسهم في البلدة ذاتها ما تسبب بوقوع 13 جريحاً، وأثار جواً من الرعب والتوتر في البلدة. وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر «هناك تخوف من وجود إرهابيين آخرين، لذلك تقوم وحدات من الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة بحثاً عنهم». وأضاف «بسبب الوضع الأمني الحرج، تم تأجيل جنازة الشهداء التي كانت مرتقبة عصر اليوم لأجل غير مسمى».وأكد مختار القاع منصور سعد أن «هناك حالة استنفار. كل واحد من الأهالي، رجالاً ونساء، يجلس أمام منزله لحمايته بعد حالة الرعب التي عشناها البارحة». وأظهرت صور في القاع رجالاً وشباناً قرب المنازل وفي الساحات وهم يحملون سلاحاً. وتظهر في إحدى الصور ثلاث سيدات، بينهن مسنة، يحملن السلاح، بينما ترتدي اثنتان منهن سترة عسكرية وتبدو خلفهنّ كنيسة البلدة. ودعا رئيس الحكومة تمام سلام خلال اجتماع لمجلس الوزراء المواطنين إلى «الابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي» و»التعامل مع مسألة التفجيرات ببعدها الوطني وليس الفئوي أو المذهبي». والقاع بلدة ذات غالبية مسيحية. لكن يقطنها عدد كبير من العائلات السنية، خاصة في منطقة مشاريع القاع الزراعية حيث تتداخل الحدود مع الأراضي السورية. وشهدت المنطقة خلال فترة طويلة من النزاع السوري أحداثاً أمنية ناتجة بمعظمها عن تسلل مقاتلين معارضين للنظام السوري عبر الحدود من وإلى سوريا، لكن الحدود أقفلت تماماً قبل أشهر طويلة مع سيطرة قوات النظام ومقاتلين من «حزب الله» على الجانب السوري منها، وتشديد القوى الأمنية اللبنانية رقابتها على المناطق الحدودية. ولا يتجاوز عدد سكان القاع حالياً 3 آلاف، بينما يقول مسؤولون محليون إنها تستضيف أكثر من 30 ألف لاجىء سوري. وحتى قبل إعلان السلطات جنسيات المهاجمين، سارع سكان في بلدة القاع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تجمعات للاجئين السوريين موجودة في منطقة مشاريع القاع. وأكد المختار منصور سعد «منع تجول اللاجئين السوريين نهائياً خارج مخيماتهم، وعلى كل واحد منهم أن يعمل ضمن محيطه». ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري يقيمون بمعظمهم في مخيمات عشوائية لا سيما في منطقتي البقاع وشمال لبنان الحدوديتين مع سوريا. ويتمتع «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري في سوريا، بنفوذ كبير في المدن والبلدات المحيطة بالقاع.