قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى «نؤكد على وحدتنا وأخوتنا وأهمية تعاوننا، ولنعزز بأقوالنا وأفعالنا مسيرة حضارتنا الإسلامية الغراء، التي سادت بمبادئها الأخلاقية السامية وقدمت للعالم أسمى الحضارات التي عرفتها البشرية إلى يومنا هذا».وأعرب جلالته خلال استقباله بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في قصر الصخير مساء الأمس عدداً كبيراً من العوائل البحرينية الكريمة ورؤساء المآتم والحسينيات في مملكة البحرين يتقدمهم صادق البحارنة، عن تمنيه بأن تكون وقفتهم الوطنية هذه خير ما يجمع أهل البحرين «يداً واحدة وصوتاً واحداً في وجه التحديات وأمام العالم الذي يرى اليوم حقيقة تلك المواقف المشرفة»، مضيفاً «نشكر لكم طيب مشاعركم ومواقفكم المؤيدة وحرصكم على أن تكون إدارة شؤونكم رهن تقديركم أنتم وليست بيد من لا ينتمي للبحرين».وأعرب الحضور عن خالص التهاني لجلالته بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، راجين من المولى العلي القدير أن يعيدها على جلالته بالصحة والسعادة وعلى الوطن الغالي بالعزة والرفعة والتقدم، وأن يحفظ مملكة البحرين ويديم عليها أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادة العاهل المفدى حفظه الله، وذلك لدى تشرفهم بالسلام عليه، فيما بادلهم جلالته التهنئة بهذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل، مشيداً بجهودهم وعطائهم في خدمة البحرين وتعزيز مسيرتها المباركة.وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، تفضل صاحب الجلالة العاهل المفدى حفظه الله بإلقاء كلمة سامية نصها:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يطيب لنا أن نرحب بكم وأن نهنئكم ببلوغ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، ونحن إذ نلتقي بكم في هذه الليالي المباركة، لنؤكد على وحدتنا وأخوتنا وأهمية تعاوننا، ولنعزز بأقوالنا وأفعالنا مسيرة حضارتنا الإسلامية الغراء، التي سادت بمبادئها الأخلاقية السامية وقدمت للعالم أسمى الحضارات التي عرفتها البشرية إلى يومنا هذا، ولنجدد عزمنا على الاستمرار في التمسك بنهج حضارتنا الإسلامية، ومبادئ ديننا الحنيف، وأعراف عروبتنا الأصيلة، ممتثلين بقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإِثم والعدوان) وبقوله: (إِنما المؤمنونَ إِخوة) وبقوله سبحانه: (ولاَ تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).ونود بهذه المناسبة أن نشكر لكم طيب مشاعركم ومواقفكم المؤيدة وحرصكم على أن تكون إدارة شؤونكم رهن تقديركم أنتم وليست بيد من لا ينتمي للبحرين، من منطلق واجبكم الوطني النابع من حبكم وولائكم للبحرين، التي يشهد تاريخها العريق على مواقف أبنائها الراسخة المؤكدة على وحدتها وعروبتها، والمجسدة لاستقلال القرار الوطني النابع من قناعة المواطنين الكرام بوحدة مصيرهم، وحماية وطنهم، وصون عروبتهم. ونسأل الله أن تكون وقفتكم الوطنية هذه خير ما يجمع أهل البحرين، يداً واحدة وصوتاً واحداً في وجه التحديات وأمام العالم الذي يرى اليوم حقيقة مواقفكم المشرفة، فجزاكم الله كل خير وبارك لكم جهودكم المخلصة.ولا يسعنا في الختام إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير لمن يجعل رفعة البحرين واستقرارها نصب عينيه، بما يحفظ لها مكانتها ويلم شمل أهلها ويوحد كلمتهم، سائلين الله جلت قدرته في هذه الأيام المباركة من شهر الرحمة والغفران، بأن يوفقنا ويسدد خطانا ويقوي أواصر المودة بيننا، ويجعل قلوبنا مليئة بالخير والمحبة للجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بعدها ألقى رئيس الأوقاف الجعفرية محسن العصفور كلمة نيابة عن العوائل ورؤساء وإدارات المآتم والحسينيات قال فيها:حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه أصحاب السمو والمعالي والسماحةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. صاحب الجلالة..نتشرف نحن عوائل البحرين ورؤساء وإدارات المآتم والحسينيات أن نرفع إلى مقام جلالتكم الكريم في هذا اليوم الأغر أسمى آيات التقدير والامتنان على ما تولونه جلالتكم - حفظكم الله- من رعايةٍ دائمةٍ لدور العبادة في مملكتنا الغالية في إطار من الوحدة الوطنية والتعايش وفي ظل روح الأسرة الواحدة، حيث عاش جميع أبناء هذا الوطن والعائلات الكريمة على الدوام بتآلف وترابط وانسجام يجمعها الود والتآخي، متكئة على أرث عريق من الترابط والود والمحبة والتسامح، إذ وقف أبناء البحرين على مر العصور كالبنيان المرصوص شامخاً متجاوزاً كافة التحديات.جلالة الملك المفدى..إن شعبكم الوفي وهو يستحضر في فكره ووجدانه مبادراتكم الكريمة منذ مطلع الألفية حيث انبثق فجر مشروعكم الإصلاحي الكبير الذي وسع الجميع، ليشعر بالفخر والاعتزاز بتاريخنا الوطني الناصع منذ عهد الأجداد والآباء الكرام، الذين كانوا يولون المساجد والمآتم والحسينيات والمواكب وسائر الشعائر الدينية المرعية أيما رعايةٍ وعناية، ودعمٍ سخي تواصل بل تضاعف في عهدكم الزاهر، وخصوصاً في مناسبة عاشوراء التي تولونها جلالتكم وحكومتكم الموقرة أقصى مراتب الرعاية والاهتمام، مثمنين عالياً مكرمتكم السنوية السامية للمآتم والروضات الحسينية والتي تمثل سنة حميدة منذ عهود آبائكم الكرام كابراً عن كابر وتوجيهاتكم الكريمة لحكومتكم الموقرة بمتابعة احتياجات دور العبادة وكفالة ممارسة الشعائر الدينية في أجواء من الأمن والتسامح والطمأنينة وتقديم ما يلزم من تسهيلات وخدمات على الصعد كافة فضلاً عن تخصيص عطلة في مناسبة عاشوراء التي تعطل فيها الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها. صاحب الجلالة..ومن نافلة القول التأكيد أنّ حرية الشعائر الدينية لكل الأديان والمذاهب مكفولة دستورياً ومصونة بفضل الله سبحانه وتوجيهات قيادتكم الحكيمة، وبدعم من حكومتكم الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.جلالة العاهل المفدى..لا يخفى على جلالتكم حفظكم الله ما للمآتم والحسينيات من دورٍ بارز في إحياء المناسبات الدينية والمساهمة الفاعلة في تعزيز روح التسامح ومساندة مشروعكم الإصلاحي، وتربية النشئ على الوسطية والاعتدال، فضلاً عن احتضان مناسبات أبناء هذا المجتمع في أفراحهم وأتراحهم.فمذ تأسست الأوقاف في عام 1927 في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه ومن ثم تعاهدها بالرعاية والاهتمام أبناؤه وأحفاده الكرام، وهي ترفل اليوم برعاية ومؤازرة جلالتكم ومؤازرة سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الأمين.ويسرنا أن نعلن وفي رحاب هذا اللقاء الميمون عن تدشين حملة تاريخية لإعمار 900 مسجد ومأتم ومقبرة ووقف ضمن الخطة الشاملة بتطوير وإعمار دور العبادة من المساجد والمآتم والحسينيات والعمل على كل ما من شأنه تعزيز مبادئ الشفافية وتأصيل الشراكة المجتمعية وتجذير دور الأوقاف ومساهامتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.وبهذه المناسبة الكريمة نتوجه لجلالتكم بالأمر باستكمال مالم يتم تسجيله من أراضي الأوقاف الجعفرية، والنظر في موضوع التعرفة الكهربائية بما ترونه جلالتكم مناسباً. صاحب الجلالة في ظل هذا البحر المتلاطم الذي تشهده منطقتنا بل العالم أسره من تحديات جسيمة، فإننا نؤكد لجلالتكم أن شعبنا يشرفه الوقوف خلف قيادتكم الرشيدة صفاً واحداً، وبكامل الثقة نرى عين اليقين أن لا سبيل لمواصلة البناء والعبور إلى المستقبل الزاهر سوى الالتفاف حول قيادتكم الرشيدة والمحافظة على ثوابتنا الراسخة، وفي مقدمتها وحدتنا الوطنية التي هي سياجنا الأول وسبيلنا الأمضى لحماية منجزاتنا ومكتسباتنا.جلالة الملك المفدى،،إنّ وطننا يشرق سناه على العالم منذ فجر التاريخ، رايته خفاقة بين الأمم، يزخر علماً وأدباً وأصالةً ونبلاً، يجنح للسلم والسلام، والأمن والأمان، والبناء والنماء، إنه بحق وطن عصي على الشق، وفي هذا المقام نجد لزاماً أن نؤكد أمام جلالتكم حفظكم الله أنّ هذا الوطن العزيز حرٌ أبي، سيدّ نفسه، يرفض منطق الوصاية على مر الحقب، ويلفظ كل تدخلٍ أجنبي في شؤونه الداخلية من أي جهة كانت إيران وغيرها، فأبناؤه هم القادرون وحدهم على النهوض ببناء مستقبله بالالتفاف حول قيادتكم وإعلاء قيم الوحدة والحوار والتسامح والتوافق، لذا فإنّ وطننا العزيز بعون الله- وبحنكة قيادتكم الكريمة - سيظل دوماً الشامخ المنتصر.صاحب الجلالة وختاماً لا يسعنا إلا أن نسأل الله العلي القدير أن يمتع جلالتكم بموفور الصحة والسعادة وطول العمر. ويمدكم بعونه وتسديده لمواصلة قيادة مسيرة الخير والنماء والإصلاح في مملكة البحرين بقيادتكم الحكيمة والشامخة ومؤازرة حكومتكم الموقرة وشعبكم الوفي.«ربنا آَتنا من لَدنكَ رحمةً وهيئ لنا من أَمرِنا رشـداً»ودمتم يا صاحب الجلالة بعون الله سالمين وموفقين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته