واشنطن - (وكالات): كشفت إدارة الرئيس باراك أوباما النقاب جزئياً عن غاراتها التي تشنها طائرات بلا طيار لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أنها أدت إلى مصرع 2581 مقاتلاً، في بلدان خارج مناطق النزاعات الكبرى والحروب منذ 2009، مثل باكستان واليمن والصومال، لكنها تسببت أيضاً في مقتل ما بين 64 إلى 116 مدنياً، كما اعترفت دائرة الاستخبارات الأمريكية.وقد عمدت واشنطن إلى تطوير الطريقة المثيرة للخلاف وتسعى إلى وضعها في إطارها الصحيح، قبل وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض. وللمرة الأولى، نشرت دائرة الاستخبارات الأمريكية حصيلة مقتضبة بالأرقام لعمليات القصف التي قامت بها الولايات المتحدة خارج مناطق القتال، منذ تسلم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهام منصبه في 2009. فعمليات القصف التي استهدفت المتطرفين، ونفذت القسم الأكبر منها طائرات بلا طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» ووزارة الدفاع الأمريكية، أدت إلى مصرع 2581 مقاتلاً، في بلدان مثل باكستان واليمن والصومال. لكنها تسببت أيضاً في مقتل ما بين 64 إلى 116 مدنياً، كما اعترفت دائرة الاستخبارات الأمريكية. ويرى مكتب الصحافة الاستقصائية، وهو منظمة غير حكومية في لندن، أن الخسائر المدنية الناجمة عن عمليات القصف الأمريكية خارج مناطق القتال، تفوق في الواقع 6 إلى 7 مرات الأرقام التي قدمتها الاستخبارات الأمريكية. كذلك وقع الرئيس الأمريكي الذي يتطلع إلى المستقبل، مرسوماً أمر فيه مختلف الوكالات المشتركة في الغارات، باتخاذ كل الاحتياطات الممكنة خلال عملياتها «لتقليص احتمال سقوط ضحايا مدنية». ودعاها صراحة إلى الاعتراف بمسؤولية الولايات المتحدة في حال سقوط ضحايا مدنيين، والى التحاور مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الأخرى غير الحكومية التي تنشط في مناطق القتال. وينص المرسوم أيضاً على نشر تقرير سنوي حول عدد القتلى، على غرار التقرير الذي صدر أمس الأول، في موعد أقصاه الأول من مايو العام المقبل. وقالت نورين شاه، المسؤولة في منظمة العفو الدولية، إن الرئيس أوباما يسعى إلى وضع هذه الغارات في إطار قانوني آخذاً في الاعتبار أن من سيخلفه في البيت الأبيض قد يكون أقل حزماً منه.وتشدد نورين شاه، على غرار زملائها في منظمات أخرى غير حكومية للدفاع عن الحريات المدنية، على القول إن الإدارة الأمريكية مازالت بعيدة عن الشفافية على صعيد تطبيق حقها في القتل. ومازال الغموض يحيط بالمعايير المطلوبة لوصف شخص بأنه «مقاتل» متطرف، كما قالت. وأضافت «لا نعرف ما هي الأدلة المطلوبة لهذه الإدارة. ومن الصعب جداً تقويم ذلك بالاستناد إلى الأرقام المقدمة لنا الآن».وتزايدت كثيراً الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بلا طيار منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض. وفي باكستان، البلد الحليف من حيث المبدأ، ارتفع عدد غارات الطائرات بلا طيار من 48 خلال رئاسة بوش إلى 355 خلال رئاسة أوباما، كما يتبين من أرقام مركز «فاونديشن نيو أمريكا» للبحوث. وفي هذا البلد الذي وقع فيه أكبر عدد من عمليات القصف الأمريكية خارج مناطق الحرب، بلغت الذروة في 2010 لدى مصرع 800 ومقاتلين.وقال مركز «فاونديشن نيو أمريكا» أن الغارات التي تستهدف الإرهابيين مازالت مرتفعة في اليمن، وتزداد في الصومال، مع تسجيل 116 و203 قتلى في 2016. وتشن طائرات عمليات قصف أيضاً.