الرياض - (وكالات): استهدف انتحاريون 3 مدن في عموم السعودية أمس في حملة منسقة، عشية استعدادات السعوديين للاحتفال بعيد الفطر في اليوم قبل الأخير من شهر رمضان. ووقعت التفجيرات التي أصابت قنصلية أمريكية في جدة ومصلين في القطيف ومركزاً أمنياً قرب المسجد النبوي في المدينة المنورة بعد أيام من عمليات نفذها تنظيم الدولة «داعش» أسقطت أعداداً كبيرة في تركيا وبنغلادش والعراق. ونسقت الهجمات لتتزامن مع قرب حلول عيد الفطر. واستهدف احد التفجيرات موقف سيارات قرب كل من الحرم النبوي والمقر الرئيس للمحكمة الشرعية في المدينة المنورة، وذلك أثناء تناول رجال الأمن إفطارهم.وأفادت مصادر بأن الانتحاري استهدف 7 من رجال الأمن، وأظهر رغبته لهم في الإفطار معهم، ومن ثم قام بتفجير نفسه بينهم.وأشارت المصادر لمقتل الانتحاري واستشهاد 4 رجال أمن بالإضافة لوقوع 4 إصابات خطيرة، ولم يتمكن الانتحاري من دخول باحة الحرم النبوي الشريف، وأن الحركة تسير بشكل طبيعي داخل الحرم النبوي الشريف، موضحة أن المصلين يتوافدون على الحرم النبوي لأداء صلاة العشاء والتراويح. وأظهر مقطع فيديو بعد انفجار المدينة سحابة دخان هائلة وسيارات متوقفة مع حلول الليل مع صوت صافرات الإنذار في الخلفية. وأظهرت صورة رجلاً مصاباً بحروق وينزف راقد فوق محفة في أحد المستشفيات. وبينت صور أخرى متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي دخاناً أسود يتصاعد من ألسنة اللهب قرب المسجد النبوي.في سياق متصل، وقع تفجيران آخران قرب مسجد في القطيف شرق السعودية. وأفادت تقارير في الرياض بنجاة المصلين من تفجيري القطيف الانتحاريين. وشوهدت أشلاء بشرية يعتقد، بحسب شهود عيان، أنها تعود لمنفذ التفجير الانتحاري، بينما لم تسجل إصابات في صفوف المصلين نتيجة التفجير. وأظهر فيديو جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي يفترض أنه صور عقب تفجير القطيف حشداً هائجاً بأحد الشوارع بينما تشتعل النار قرب مبنى وجثة مخضبة بالدماء على الأرض. وفجر أمس، قام انتحاري بتفجير نفسه قرب القنصلية الأمريكية في مدينة جدة السعودية الواقعة على البحر الأحمر، في يوم عيد استقلال الولايات المتحدة.وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان إن التفجير وقع داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه فجر أمس. ويقع المستشفى في مكان قريب من القنصلية الأمريكية في جدة.وذكرت وزارة الداخلية في بيانها الذي بثته وكالة الأنباء السعودية أن «رجال الأمن اشتبهوا في أحد الأشخاص وفي تحركاته المريبة». وأضافت «عندما بادر رجال الأمن باعتراضه والتحقق منه والتعامل معه بما يقتضيه الموقف بادر إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه داخل مواقف المستشفى».وأوضحت الداخلية أن ذلك أدى إلى «مقتله وإصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة نقلاً على إثرها إلى المستشفى». ويأتي الانفجار يوم ذكرى إعلان الاستقلال في الولايات المتحدة في 4 يوليو. وقال بيان الوزارة إنه «لم يتعرض أحد من المارة أو الموجودين بالموقع لأذى»، لكنه أشار إلى «أضرار في بعض السيارات المتوقفة بالموقع» فقط. وقد باشرت الجهات الأمنية في حينه إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها وتحديد هوية الجاني.من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن منفذ هجوم جدة في العقد الثالث من العمر، وهو ليس سعودياً بل من المقيمين في المملكة.وأضاف التركي أن الحزام الناسف للانتحاري لم ينفجر بشكل كامل، وعثر رجال الأمن على عدد من العبوات الناسفة في مكان الحادث، وتعامل معها رجال الحماية المدنية بشكل سريع.وكان الانتحاري قد فشل في الوصول إلى هدفه، ففجر نفسه داخل مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه في جدة.من جهتها، قالت قناة «الإخبارية» السعودية إن الانفجار وقع بالقرب من مسجد. وأضافت أن «رجال الأمن نجحوا في إبطال 6 عبوات ناسفة أخرى». ويؤكد بيان وزارة الداخلية السعودية معلومات نشرتها صحيفة «سبق» الإلكترونية القريبة من السلطات قبيل ذلك.وقالت الصحيفة إن انتحارياً فجر نفسه بالقرب من القنصلية الأمريكية في جدة، موضحة أن رجلي أمن أصيبا بجروح «نتيجة التفجير الفاشل». وأظهرت صور نشرتها الصحيفة الإلكترونية نفسها جزءاً كبيراً من جثة ممددة على الأرض بين سيارة أجرة وباب سيارة أخرى وقد تضررتا بشظايا ناجمة عن التفجير.وفي واشنطن قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية «نحن على علم بالتقارير عن انفجار في جدة ونعمل مع السلطات السعودية لجمع مزيد من المعلومات». وأضاف أنه تم إحصاء وجود كل أفراد من أعضاء طاقم البعثة الدبلوماسية الأمريكية.ولم تتوفر أي معلومات عن هوية منفذ التفجير. وقالت وزارة الداخلية السعودية إن «الجهات الأمنية باشرت إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها وتحديد هوية الجاني»، موضحة أنها ستصدر «بياناً إلحاقياً بما يستجد».ومنذ نهاية 2014، تستهدف أعمال عنف يتبناها تنظيم الدولة «داعش» أفراد قوات الأمن السعودية ومدنيين.وفي مارس 2015، أغلقت السفارة الأمريكية في الرياض والقنصليتان الأمريكيتان في جدة والظهران شرق السعودية، عدة أيام لأسباب أمنية لم تعرف. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في مايو من العام الحالي مقتل 4 متطرفين خلال عملية للشرطة شرق جدة. وقتل اثنان من أفراد الخلية في تبادل إطلاق النار مع القوة المداهمة، في حين فجر الآخران نفسيهما. وقالت السلطات السعودية حينذاك إن القتلى الأربعة بينهم مطلوبون بتفجير مساجد واستهداف مصلين في المنطقة الشرقية من المملكة. وأحد هؤلاء الأربعة كان محل بحث للاشتباه بضلوعه في هجوم انتحاري استهدف في أغسطس 2015 مسجداً داخل مجمع لقوات الطوارئ السعودية في مدينة أبها جنوب غرب البلاد. وتبنى تنظيم الدولة «داعش» -»ولاية الحجاز» في بيان نشر على مواقع متطرفة، الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 15 من عناصر قوات الطوارئ.
4 تفجيرات إرهابية تستهدف 3 مدن في السعودية
05 يوليو 2016