واشنطن - (وكالات): أطلقت الشرطة الأمريكية النار على رجل أسود في ولاية مينيسوتا فأردته قتيلاً في واقعة هي الثانية من نوعها خلال 48 ساعة. ويأتي الحادث في الوقت الذي تتواصل فيه المظاهرات في ولاية لويزيانا احتجاجاً على مقتل أمريكي أسود. وأصبح استخدام الشرطة للقوة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي في مدن من بينها فيرغسون وميزوري وبلتيمور ونيويورك محل تدقيق شديد. وأطلقت الشرطة النار على شخص يدعى فيلاندو كاستيلي في سيارته عندما كان يهم بإبراز رخصة القيادة، بحسب مقطع فيديو بثته صديقة كاستيلي مباشرة على موقع «فيسبوك». وكان أمريكي يدعى ألتون سترلينغ قد قُتل أمس الأول بنيران الشرطة في باتون روج بولاية لويزيانا مما أدى إلى خروج المئات من المواطنين احتجاجاً على عنف الشرطة لليلتين متواصلتين.ويأتي الحادث وسط توتر في الولايات المتحدة، بسبب موت رجال أمريكيين من أصول أفريقية على أيدي الشرطة.وتحدث نحو ألف حالة قتل بالرصاص على أيدي الشرطة الأمريكية كل عام، لكن نسبة كبيرة من هذه الحالات تودي بحياة أمريكيين سود.وتناقلت شبكة الإنترنت فيديو يظهر اللحظات الأخيرة لفيلاندو كاستيلي المقتول برصاص الشرطي في مينيسوتا، ما أثار صدمة في أمريكا بعد حادثة مماثلة وقعت في لويزيانا، واعاد فتح ملف أعمال العنف العنصرية التي تمارسها الشرطة في البلد.وللمرة الثانية خلال يومين، طلب فتح تحقيق فيدرالي في قضية قتل رجل أسود بأيدي الشرطة، وطلب حاكم مينيسوتا مارك دايتون من البيت الأبيض «أن تفتح وزارة العدل الأمريكية على الفور تحقيقاً فيدرالياً مستقلاً في القضية».وفي الفيديو الذي صورته صديقة الضحية بواسطة هاتفها النقال، تصرخ لافيش رينولدز «يا إلهي لا تقولوا لي إنه قتل، إن صديقي رحل بهذه الطريقة (...) لقد أصبته بأربع طلقات سيدي». والفيديو الذي بث مباشرة على «فيسبوك لايف» شوهد 3 ملايين مرة أمس. وإلى جانبها في السيارة يمكن رؤية صديقها فيلاندو كاستيلي «32 عاماً» الموظف في مقصف في مدرسة وهو ينازع بعد أن أصيب بالرصاص وعلى قميصه دماء.والرجل الشاب أصيب بأربع رصاصات وهو ينزف بكثافة، فيما الشرطي يبقي المسدس مصوباً عليه تحت أنظار ابنته الجالسة في المقعد الخلفي. وقالت المرأة إن الشرطي الذي كان يقوم بالتدقيق في الهويات أطلق النار على صديقها عندما كان يبحث عن أوراقه الثبوتية. وأضافت أن صديقها أبلغ الشرطي أنه يملك سلاحاً مرخصاً له.ونشرت صفحة على فيسبوك تم إنشاؤها بعنوان «العدالة لفيلاندو كاستيلي» ما يلي «قتل فيلاندو كاستيلي برصاص الشرطة في 6 يوليو 2016. نطالب بإحقاق العدالة!». وقالت والدته فاليري لقناة «سي ان ان»، «تتم مطاردتنا كل يوم».وأكدت الشرطة مقتل رجل بعد عملية تفتيش روتينية في مدينة فالكون هايتس في مينيسوتا.وقالت خطيبة فيلاندو كاستيلي إن الضباط بمسرح الحادث لم يتحققوا من نبض خطيبها بعد إطلاق الرصاص وإنهم قيدوها بالأصفاد.وقالت دياموند رينولدز التي نشرت ما حدث بعد إطلاق الرصاص على فيلاندو كاستيل إن الضباط المنخرطين في الحادث لم يقدموا لخطيبها إسعافات أولية وإنها وابنتها خضعتا للاستجواب بشكل منفصل لدى الشرطة.وقالت للصحافيين خارج مبنى الولاية «عاملوني كأني مجرمة، عاملوني كأنني من قام بهذا. كانوا عنصريين للغاية تجاهي. عاملوني كأنني المذنبة».وتزامنت الحادثة مع محاكمة شرطي في بالتيمور بتهمة قتل فريدي غراي، الشاب الأسود الذي أصيب إصابة قاتلة داخل حافلة للشرطة قبل أكثر من سنة، في قضية أثارت اضطرابات في المنطقة في حينها وتسببت في أعمال عنف وشغب.كما تأتي الحادثة بعد عملية قتل أخرى وقعت في لويزيانا وأخذت أبعاداً وطنية بعد نشر صور وفيديو على الإنترنت.وفتحت السلطات الأمريكية تحقيقاً فيدراليا في قتل الرجل الأسود التون سترلينغ بالرصاص في ولاية لويزيانا.وأثارت لقطات في تسجليْن مصوريْن لحادث إطلاق النار احتجاجات وموجة غضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.ووفقاً لشريط فيدو التقطه هاو لا يظهر كل تفاصيل الحادثة، حيث يرفض هذا البائع المتجول الانصياع لأوامر الشرطيين اللذين طلبا منه التمدد على الأرض. وطرحه شرطي أرضاً وساعده زميله للسيطرة عليه.وصرخ أحدهم «إنه مسلح!» عندها شهر الشرطيان سلاحهما وسمعت عدة طلقات نارية، ويبدو أن سترلينغ أصيب عن مسافة قريبة. وفي فيديو آخر نشر لاحقاً وصور من زاوية أخرى، يظهر سترلينغ وهو ينزف بغزارة من صدره واحد الشرطيين يسحب من جيبه ما يبدو أنه سلاح. وبحسب صحيفة «ذي ادفوكت» المحلية تجمع عشرات الأشخاص في باتون روج عاصمة لويزيانا لإضاءة الشموع في موقع مقتل سترلينغ الذي كان يبيع أقراصاً مدمجة في موقف مركز تجاري.وكان هذا الرجل أباً لخمسة أولاد. وقال جون بل ادواردز حاكم الولاية للصحافيين «الهيئة الرئيسة المكلفة بالتحقيق ستكون وحدة الحقوق المدنية في وزارة العدل». وإذ أبدى ادواردز «قلقه الشديد»، دعا إلى الهدوء بعدما أدت مثل هذه الأحداث إلى مواجهات وأعمال شغب مؤخراً في عدد من المدن الأميركية مثل بالتيمور وفرغسون.وقال كيب هولدن رئيس بلدية باتون روج أن البيت الأبيض عرض المساعدة.وقال كارل دبادي قائد الشرطة المحلية «لدى وصول الشرطة كان سترلينغ مسلحاً وأدى الشجار الذي أعقب إلى مقتله».وكان يتحدث بعد ساعات على مؤتمر صحافي مؤثر عقده أفراد أسرة سترلينغ أكدوا فيه تضامنهم وطالبوا بإيضاحات.وأجهش أحد أبناء سترلينغ كاميرون بالبكاء في حين كانت والدته كينيتا ماكميلون تتحدث في مذياع.وقالت «إننا مستمرون حتى إحقاق العدالة». وأضافت «أدعو كل من لديه الشجاعة الكافية في هذه المدينة أن يذهب لتوقيف الشرطيين. إذا كان النظام نفسه للجميع يجب أن يطبق أيضاً عليهما».وأعربت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عن أسفها لهذه «المأساة». وأضافت «هناك مشكلة حقيقية عندما يكون لهذا العدد الكبير من الأميركيين أسباب تدفعهم إلى الاعتقاد بأن البلاد لا ترى أن لديهم نفس القيمة كغيرهم بسبب لون بشرتهم».