لم يعد الأمر مقتصراً على مشاركتك في أحد المهرجانات الدولية لتصنع فيلمك الخاص، فببعض الأدوات البسيطة وبإرادتك سيصبح لك جمهور عالمي ينطلق من غرفتك، وساحتك الخاصة، وأولى خطواتك لتصبح صانعاً للأفلام وبقوة سكورسيزي أن تبدأ بدايته بفيلم قصير وبإمكانيات محدودة لا تتجاوز الـ50 ديناراً معتمداً على مصدر إضاءتك الوحيد وخزانة ملابسك مع صداقات جديدة بأشخاص لديهم نفس الميول لصنع فيلم قد يجعل منك مخرجاً سينمائياً عالمياً.السيناريو الجيد - الخطوة الأولى تبدأ من سيناريو الفيلم الذي ستقوم بإخراجه، فليس كل ما نقرؤه من روايات يمكن تحويله لسيناريو فيلم، لذا اعتمد على تخيلك لحلم ولو لثلاث دقائق تخلو فيه الأحداث من الدراما والتشابك وتعتمد أكثر على الإثارة، واصنع له لحظة مفارقة مضحكة أو إنسانية، سجل قصتك على الأوراق في شكل قصة مصورة، وبكمية الإضاءة على وجوه أبطالك وملابسهم وزوايا كاميرتك، ولا يهم أن تتبع الخطوات المنهجية لكتابة السيناريو فقط قم بكتابة تفاصيل للأحداث واربطها بأماكن التصوير والشخصيات وحوارهم أو الموسيقى المناسبة للفيلم في نقاط تنتهي بالوقت المحدد للفيلم، مع مزيد من الأفكار يقدمها لك منتج أفلام أمريكي من بين 101 فكرة لعمل فيلم قصير من هنا.نوع الكاميرا - الخطوة الثانية، انت بحاجة بالطبع لبعض الأجهزة لكن مدى تطور الأدوات المستخدمة لا يصنع فيلمًا، فالعديد من الأفلام التي نالت جائزة الأوسكار تم تصويرها بكاميرات رقمية وبميزانيات منخفضة، لذا يمكنك استخدام كاميرا DSLR المتاحة في الأسواق بأسعار مختلفة لتعدد الشركات المنتجة لها مثل كانون ونيكون وسوني، وهي كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية وعاكسة.أهمية العدسات -الخطوة الثالثة تكمن فيما يسمى «الترايبود» أو «لوليبود» وهو حامل للكاميرا يمكنك استخدامه بسهولة مع حفظ ارتفاع الكاميرا حسب طولك لتبدأ في تحريك الذراع في الاتجاهات الأربعة وبحركة دائرية انسيابية يمكنك التدريب عليها قبل التصوير مع عمل مشهد تخيلي في حجرتك لتظهر لقطاتك بشكل محترف، ومهمة الترايبود أن يحفظ المشهد من الاهتزاز إلا إن أردت التقاط مشهد حي بسيارة أو جري وحركة، وبعد التدريب على «الترايبود» هناك أيضًا جهاز «ستيديكام سموذي» المعد خصيصاً للكاميرات الرقمية والهواتف بحجم صغير يضمن لك الحركة للأمام دون اهتزاز، وحاول استخدام خاصية zoom in وzoom out في كاميرتك ببطء حتى لا تظهر لديك لقطات مهزوزة، وتوفر لك كاميرا DSLR القدرة على تغيير العدسات وأيضاً لجهاز الآيفون الخاص بك يمكنك تبديل العدسات حسب المشهد، واجتمع المخرجون على أن عدسة الزاوية العريضة للكاميرا «وايد» أفضل خاصة عند تصوير المشاهد الداخلية، وإذا كنت تستخدم آيفون فهناك عدسات «سمارت فوكس 3» بثلاث زوايا هي العريضة والقريبة جداً من الأجسام وأخرى للمشاهد البعيدة والتنويع بينهم يضفي مزيدًا من الحيوية للمشاهد.الحوار والصوت - الخطوة الرابعة تبدأ بقيامك وأنت تجري التصوير أن تستبدل الحوارات الحية بالموسيقى خاصة وأن الميكروفون الملحق بالهاتف أو الكاميرا الرقمية ليس بجودة الكاميرا السينمائية، لكن هناك طريقة أخرى إن أردت ذلك بشراء مسجل رقمي «ZOOM H1» للتسجيل أو استخدامه كميكروفون خارجي بتثبيته في الكاميرا، ووفقاً للعديد من صانعي الأفلام فإنه يفضل أن يستخدم المبتدئون موسيقى مسجلة مسبقاً في أفلامهم بدلا من محاولة تسجيل حوار حي، وذلك يعود بسبب رئيسي إلى تدني جودة الميكروفونات المدمجة في الكاميرا الرقمية، لكن إذا رغبت بوسيلة غير مكلفة لتسجيل حوار واضح، فإن ستاينفورد ينصح بجهاز «زووم أتش1» Zoom H1 وهو مسجل رقمي يمكن استخدامه أيضاً كميكرفون أستيريو خارجي لكاميرا التصوير يمكن تثبيته بها عبر فتحة حذاء الفرس التقليدية في أعلى الكاميرا، ولمزيد من التعمق، يمكن الاستثمار بميكروفون أعلى جودة لتسجيل الكلام والصوت المحيط، مثل ميكروفون «Sennheise ME66» الذي يشبه القلم، وقد استخدمه إدجار بارنز عند تصوير مشاهد فيلمه «محطة السجن: آخر أيام الجندي جاك هال» في سجن ولاية آيوا. ويصفه بأنه يقدم صوتا نقيا ولكن عند توجيهه صوب شخص واحد فقط.أكشن تصوير - أما الخطوة الخامسة فتأتي مع كاميرا DSLR يمكنك عمل مشهد من صور مجمعة كأن تظهر تأثير الوقت على ملامح شخص أو مشهد لشروق الشمس بتتابع سريع للقطات من خلال جهاز التحكم عن بعد بالزمن Time RemoteController، وإذا حركت الكاميرا بسلاسة فإنك ستحصل على مشهد أفضل وأقرب إلى «الاحترافية»، حسب قول «ميس»، وللحصول على هذا التأثير ينصح بجهاز «غلايد تراك موبيسلايدر»، ويتضمن خمسة مواضع لتثبيت الهاتف أو كاميرا «دي إس إل آر» على مسار بطول ثلاثين سنتمتراً، كما يمكن استخدام الجهاز «ستيديكام سموذي» وهو نسخة مصغرة عن جهاز التثبيت الذي يستخدمه المحترفون لكنه معد خصيصاً للهواتف الذكية والكاميرات الصغيرة، وينصح «ميس» بعدم المبالغة بمسألة الحركة هذه، والتي -في حالة الهواتف الذكية- يجب أن تكون على الأغلب بطيئة وسلسة، ولا تنس أن تنوِّع عدساتك، فإن العدسات القياسية تتميز بزاوية ضيقة لا تصلح لتصوير المشاهد الداخلية عند الرغبة بالتقاط أكبر قدر ممكن في إطار الصورة.احذر من الإضاءة - الخطوة السادسة تكمن في إيمانك وتفهمك بأهمية الضوء والذي يعد من أهم عناصر المشهد، لذا يمكنك هاتفك الذكي من تتبع الشمس بتطبيق «Sun Seeker» لتتبع حركة الشمس، او امتلك حزمة الإضاءة "Bescor LED-95DK2 Dual LED Light Kit” للتصوير في إضاءة منخفضة، ومع أجهزتك أو ما قد استعرته من أصدقائك ضع قائمة بالموارد المتاحة أمامك وبمساعدة أصدقائك كأبطال للعمل اصنع مشهداً تمهيدياً داخلياً حتى لا تضطر لاستخراج تصريح للتصوير خارج منزلك، وربما تلجأ لاستخدام أسرتك كأبطال مع بعض التدريب، ثم اسرد كل أفكارك وغير السيناريو برأسك لخفض التكاليف وضع جدولاً زمنياً لتنفيذ الفيلم.لقطات ومشاهد - الخطوة السابعة قم بتصوير كل مشهد على حدة بفائض في الوقت، مما يمنحك مجالاً لتحرير اللقطات غير المرغوب فيها، وراجع كل مشهد للتأكد من وضوح الصوت أو الحاجة لإضافة تعليقات صوتية، ومن ناحية أخرى تبقى الإضاءة الثابتة بين بعض المشاهد عند الجمع بينها كي لا يظهر تفاوت ملفت.المونتاج والمكساج - الخطوة الثامنة تكمن فيما يعرف بالمونتاج وهو طريقك لتقوية كل دقيقة في الفيلم وتركيب الأصوات وتصحيح الألوان وترتيب المشاهد وتنقيحها، فيمكنك الآن استخدام بعض البرامج المجانية مثل windows movie maker وI movie و Windows live movie maker مع برنامج المونتاج الاحترافي Final cut مع بعض برامج المونتاج التي تتيح لك استخدامها مجاناً لمدة 30 يوماً فقط للتجربة مثل Sony Vegas وSony Vegas movie Studio مع برامج أخرى رخيصة الكلفة يمكنك شراؤها من هنا.العرض والمشاهدة - الخطوة التاسعة، عليك أن تستعد لاستقبال مئات آلاف من الآراء والتعليقات من النقاد الإيجابيين والسلبيين بعد نشر فيلمك على قناة يوتيوب الخاصة بك.
كيف تصنع فيلماً سينمائياً عالمياً في 9 خطوات ؟
11 يوليو 2016