بارقة الامل في خفض البطالة في منطقة اليورو لم تستمر طويلا اذ ان ارقام الصيف تمت رفعها بعد مراجعة لتشير الى وجود حوالى 19,5 مليون عاطل عن العمل، وهو رقم قياسي.وبلغت نسبة البطالة في منطقة اليورو في سبتمبر الماضي 12,2 بالمئة كما في اغسطس، بحسب ارقام نشرها مكتب الاحصاء الاوروبي (يوروستات) الخميس.وفي الوقت نفسه تمت مراجعة ارقام يوليو واغسطس لتبلغ 12,1 بالمئة و12,2 بالمئة على التوالي، بدلا من 12,0 بالمئة وهو رقم شكل اتخفاضا للمرة الاولى منذ سنتين ونصف سنة.وقال كريستيان شولتز من مصرف بيرينبرغ ان هذه المراجعات تؤكد ان البطالة لم تكف عن الارتفاع منذ نيسان/ابريل 2011 وان كانت الوتيرة سجلت تباطؤا واضحا".الا انه لم يستبعد ان تكون النسبة وصلت الى الذورة في الخريف لان بعض المؤشرات في مجال الثقة الاقتصادية تتحسن.من جهتها، رأت ماري ديرون الخبيرة الاقتصادية في مركز ارنست اند يونغ ان "معدل بطالة ثابتا هو افضل ما يمكن ان نحصل عليه في الظروف الحالية". واضافت ان "الشركات لا ثقة كافية لديها بآفاق النمو لتنتقل الى احداث الوظائف".وتابعت الخبيرة الاقتصادية انه "لمن المشجع ملاحظة ان وتيرة الغاء الوظائف تباطأت بشكل كبير في الصيف".وخلال شهر واحد ارتفع عدد العاطلين عن العمل ستين الفا بينما ارتفع على مدى عام حوالى مليون (996 الفا).وقال المفوض الاوروبي المكلف الوظيفة لازلو اندور ان المستوى المرتفع للبطالة "ما زال يهدد الانتعاش الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي"، معبرا عن قلقه خصوصا على مصير الشباب الذين يمكن ان يصبحوا "جيلا ضائعا".وفي الواقع، تطال البطالة 24,1 بالمئة من الذين تقل اعمارهم عن 25 عاما بمستويات مخيفة في اليونان (57,3 بالمئة) واسبانيا (56,6 بالمئة) وقبرص (43,9 بالمئة) وايطاليا (40,4 بالمئة).وفي مجمل منطقة اليورو تترجم هذه النسبة ب3,54 مليون شاب بلا وظيفة.ولتجنب تفاقم المشكلة، يدعو اندور الدول الاعضاء الى "تطبيق الضمانة للشباب بشكل عاجل". وهي تنص على ان يعرض على الشاب تأهيل او وظيفة في الاشهر الاربعة التي تلي انتهاء دراسته وفقدانه للعمل.وبشكل اعم، يدعو الدول ال28 الى تطبيق "سياسات وظيفة نشيطة" تهدف الى تحسين سوق العمل ومكافحة البطالة.لكن الفروق كبيرة في منطقة اليورو. فالوضع سيء في دول مثل اليونان (27,6 بالمئة في يوليو) واسبانيا (26,6 بالمئة) حيث تطال البطالة واحدا من كل اربعة في كل شرائح الاعمار.لكن الدول الواقعة في قلب منطقة اليورو مثل النمسا (4,9 بالمئة) والمانيا (5,2 بالمئة) ولوكسمبورغ (5,9 بالمئة) تسجل نسبا منخفضة جدا للبطالة.من جهة اخرى، ادت الازمة الى تفاقم الوضع في دول هشة مثل قبرص التي تلقت في مارس مساعدات من الاتحاد الاوروبي وصندوق لنقد الدولي. وقد ارتفعت نسبة البطالة فيها من 12,7 بالمئة الى 17,1 بالمئة خلال عام واحد.الا ان الاقتصادي في مجموعة آي اتش اس غلوبال اينسايت هاورد ارتشر قال ان "هناك مع ذلك مؤشرات الى استقرار في بعض الدول التي تتعرض للضغط".وذكر خصوصا البرتغال التي تستفيد من خطة للمساعدة اليونانية منذ مايو 2011 مقابل اجراءات تقشفية، وسجلت فيها البطالة تراجعا طفيفا من 16,4 بالمئة الى 16,3 بالمئة.وفي ايرلندا التي يفترض ان تخرج من خطتها للانقاذ بعد سنوات من التقشف، يبدو التحسن اكثر وضوحا اذ ان نسبة البطالة انخفضت من 14,7 بالمئة قبل عام الى 13,6 بالمئة في ايلول/سبتمبر.