قالت المسؤول عن مركز إصلاح للإرشاد الأسري بجمعية الإصلاح سهى لوري، إن: «المركز يعكف حالياً على إعداد دراسة، حول أسباب ارتفاع معدل الطلاق، لتقديمها لعلاج هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع البحريني، مشيرة إلى أن المركز يسعى، إلى تحقيق السعادة الأسرية، من خلال الخدمات الإرشادية التي يقدمها لجميع أفراد الأسرة، ونشر مفاهيم الثقافة الأسرية المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية والسنة النبوية، بإشراف كوادر متخصصة ومؤهلة». وأضافت في حوار، أن «المركز يعمل على نشر الثقافة الأسرية السليمة، التي تعد مطلباً أساسياً لكل زوجين، في عدة مجالات أساسية ومهمة، منها الشرعي، والصحي، والاجتماعي، والجنسي، من خلال الكتب والدورات والمحاضرات التي يقدمها متخصصون، يتم التطرق لها بشكل علمي وموضوعي، دون المساس بما يخدش الحياء». وتابعت لوري، أن «المركز يتميز، بتنظيم عدد من الأنشطة المتفردة منها مشروع هديتي، ومشروع إيحاءات على الطريق، وبطاقات «جوى»، مشيرة إلى أن كل ذلك يهدف إلى تثقيف الشباب وتأهيلهم ونشر الثقافة الأسرية بين فئة المقبلين على الزواج، وتعزيز أواصر الترابط الأسري، وتنمية أدب الحوار والتعامل الأمثل بين الزوجين، وهو ما يصب في تحقيق الاستقرار والتوازن الأسري للمجتمع.. وإلى تفاصيل الحوار.. متى تم إنشاء مركز إصلاح للإرشاد الأسري؟«إصلاح للإرشاد الأسري»، عمل مؤسسي ومشروع من مشاريع جمعية الإصلاح في مملكة البحرين تم تأسيسه في يوليو 2007، واستغرقت مدة التأسيس عامين من اللقاءات التشاورية، وعقد خلالها 20 اجتماعاً بين أعضاء المجلس التأسيسي لتحديد الأهداف، ودوافع إنشاء المركز، وتحديد الفئة المستهدفة، ومهام المركز، وتكوين فريق العمل، وتحديد اللجان ومهام كل لجنة، وصياغة الرؤية والرسالة، واختيار اسم وشعار المركز ومتابعة تجهيز وتأثيث المقر. وبتوفيق من الله تعالى وفضله ثم بفضل تعاون المسؤولين في جمعية الإصلاح، افتتاح المقر في يونيو 2009. ما الهدف من إنشاء مركز إصلاح للإرشاد الأسري؟أهداف المركز، تتمثل في تأهيل الشباب والفتيات لمرحلة ما قبل الزواج وبعده، وتوعية المقبلين على الزواج بالحقوق والواجبات الأسرية، ونشر مفاهيم الثقافة الأسرية الصحيحة في ضوء تعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية، وأخيراً تحقيق الألفة والتقارب بين الأزواج وزيادة الترابط العائلي. وهل تزايد المشكلات الاجتماعية والأسرية كان السبب في إنشاء الجمعية؟نعم، هناك مبررات أخرى منها: «حاجة المقبلين على الزواج والمتزوجين الجدد لجهات متخصصة لإكسابهم الثقافة الأسرية، لبناء علاقتهم الزوجية على المودة والتراحم. وحاجة المتزوجين لاستشارة كوادر مؤهلة وحكيمة تستمع لهمومهم وتبحث معهم أسباب المشاكل والخلافات الزوجية والعائلية وتوجههم لأنسب الطرق والأساليب لحل مشكلاتهم. ولزيادة حالات الطلاق لأسباب بسيطة يمكن علاجها عن طريق إصلاح ذات البين وحل المشكلات سلمياً دون اللجوء إلى المحاكم».ما هو الدور الذي يقوم به «إصلاح» للإرشاد الأسري؟يقوم المركز بثلاثة أدوار، دور وقائي، ودور إنمائي، ودور علاجي. ما أبرز الأنشطة والفعاليات التي يقدمها المركز؟يقوم المركز باستقبال الاتصالات عبر الخط الساخن، واستقبال الحالات وإرشادها، وتنظيم محاضرات توعوية جماهيرية، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجال العلاقات الزوجية وتربية الأبناء، وتنظيم برامج تأهيلية للمقبلين على الزواج. كيف يتم نشر الثقافة الأسرية بين أفراد الأسرة؟نحن في «إصلاح للإرشاد الأسري» نسعى جاهدين لنشر الثقافة الأسرية بين أفراد الأسرة بعدة طرق ووسائل، حيث تتكاتف جهود جميع اللجان، فمثلاً اللجنة العلمية توفر الكتب المناسبة والمختارة بعناية وتعرضها للبيع في المركز، ومن خلال الفعاليات والأنشطة والعمل على تطبيق مشروع هديتي ونشره في أنحاء المملكة، أما لجنة التوعية والتدريب فتصب جهودها في تنظيم الفعاليات الثقافية من محاضرات ودورات تدريبية، كما تقوم اللجنة الإعلامية باستكمال المسيرة بالإعلان عن تلك الفعاليات والأنشطة؛ ومن ثم تصويرها، ونسخها في صورة أقراص «CD» وبيعها لتتاح فرصة الاستفادة لمن لم يحضر تلك الأنشطة، وإرسال الرسائل النصية التوعوية. وعن طريق إعلانات الشوارع التي تبين أهمية الأسرة والعناية بها والقيام على إدارة وتنفيذ مشروع إيحاءات على الطريق، ويسعى هذا المشروع إلى تعزيز العلاقات الأسرية غرس القيم الأسرية في أفراد الأسرة، وتنمية المهارات الحياتية لدى أفراد الأسرة، ومعالجة المشاكل الأسرية المتكررة، وبث الوعي الاجتماعي لدى شرائح المجتمع المختلفة عن التفاعل المتبادل بين الزوجين، كل ذلك يتم عن طريق نشر الرسائل الإيجابية التي تساعد في تقوية الأواصر الأسرية. ويتم نشر هذه الرسائل عن طريق: لوحات الطرق، رسائل نصية على الهواتف الخلوية، التويتر، والفيس بوك، قد وصل متابعو المركز على تويتر لنحو 2,746 شخص، وعدد المسجلين لخدمة الرسائل النصية يصل إلى 5 آلاف شخص.من أي منظور فكري تقدمون تلك الخدمات الإرشادية؟منظورنا الفكري مستمد من شريعتنا الإسلامية، ويتمثل في نشر مفاهيم الثقافة الأسرية الصحيحة في ضوء تعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية، نظراً لما للأسرة من أهمية بالغة في الإسلام، وقد فصل الله في أحكامها ولم يترك الإسلام مجالاً في نظام الأسرة إلا ورسم ملامحه، ووضع الضوابط والحلول لأي مشكلة. ومن سنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي أوضح لنا مفهوم القوامة والولاية والطاعة والمسؤولية. هل أنشطة المركز موجهة للمتزوجين فقط أم تشمل أيضاً الشباب والمقبلين على الزواج لإرشادهم؟الفئة المستهدفة هم كافة أفراد الأسرة، الزوجان والأبناء والشباب المقبلين على الزواج، حيث يتم تنظيم دورات تأهيلية لهم سنوياً، ولله الفضل والمنة نجد زيادة الوعي وكثرة المقبلين على هذه الدورات. كما تم تنظيم عدد من الدورات والمحاضرات ذات الصلة بتربية الأبناء ومعالجة مشاكلهم.ما هي الوسائل والأدوات لتوصيل الثقافة الأسرية السليمة من دون خجل؟الثقافة الأسرية السليمة مطلب أساسي لكل زوجين، ولها عدة مجالات أساسية ومهمة منها الشرعي، والصحي، والاجتماعي، والجنسي، ومن خلال الكتب والدورات والمحاضرات التي يقدمها أطباء متخصصون، يتم التطرق لها بشكل علمي وموضوعي، دون المساس بما يخدش الحياء. كم عدد الكوادر والمدربين في المركز وكيف يتم تأهيلهم؟يبلغ عدد أعضاء المركز 23 عضواً، إضافة إلى 7 أعضاء متعاونين من خارج المركز. وقد تم تأهيلهم عن طريق الدورات المتخصصة، وحالياً نسعى لتأهيلهم من قبل الجامعات والأكاديميات. هل تقوم الجمعية بالتعاون مع الجامعة والمدارس لتقديم دورات إرشادية للطلاب؟تم تقديم بعض المحاضرات بالتعاون مع بعض المدارس والجمعيات الأهلية والمساجد والمجالس النسائية.ما هي الروشتة التي يقدمها المركز لمكافحة انتشار الطلاق داخل المجتمع البحريني وهل تفكرون في عقد دورات للتصدي لتلك الظاهرة؟بالفعل نحن في طور إعداد دراسة عن أسباب الطلاق، حيث تم إعداد الاستبانة، ونحن في طور نشرها بإذن الله قريباً. وبالنسبة لروشتة علاج زيادة معدلات الطلاق فهي زيادة التآلف الأسري من خلال استقبال الحالات التي تفكر في الطلاق لأسباب بسيطة يمكن علاجها عن طريق إصلاح ذات البين وحل المشكلات سلمياً دون اللجوء إلى المحاكم.حدثنا عن مشروع «هديتي» ودوره في إرشاد المقبلين على الزواج؟مشروع هديتي عبارة عن حقيبة تحمل شعار المركز، تحتوي على كتب أسرية مختارة في عدة جوانب، مع بعض المحاضرات والدورات المسجلة على قرص «CD»، إضافة إلى هدية رمزية توزع مجاناً في الزواج الجماعي، عن طريق مجموعة من المأذونين الشرعيين. ويعد هذا المشروع من المشاريع النوعية، إذ إنه يطرح لأول مرة في البحرين مشروع من هذا النوع، الذي يهدف إلى نشر الثقافة الأسرية بين فئة المقبلين على الزواج، وتعزيز أواصر الترابط الأسري، وتنمية أدب الحوار والتعامل الأمثل بين الزوجين، وتحقيق الاستقرار والتوازن الأسري. ماذا عن بطاقات جوى للمتزوجين؟«جوى» هو من أسماء الحب، وهذه البطاقات تم تصميمها واختيار العبارات والألوان بعناية من قبل بعض العضوات في المركز لتعزيز العلاقة الزوجية في عدة مناسبات وتحمل اسم وشعار المركز ويتم بيعها، وقد لاقت إقبالاً كثيراً.ما أبرز الحملات التي قام المركز بتصميمها لنشر الثقافة الأسرية؟هناك البرنامج الثقافي الأسري ويتكرر سنوياً، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات تأهيلية للمتزوجين حديثاً. ومشروع إيحاءات على الطريق، أيضاً ثمة الدورات التدريبية للمتزوجات وتأهيل المقبلين على الزواج ولتثقيف الأمهات بالمهارات التربوية، ونقوم بإعداد دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج والتعاون مع لجنة الأعمال الخيرية في تقديم هذه الدورات لتكون جزءاً من برنامج الزواج الجماعي السنوي، فضلاً عن مشروع هديتي الذي تحدثنا عنه، وتوفير الكتب القيمة وبيعها في مقر المكتب ومن خلال الدروس والدورات المختلفة في المساجد والجمعيات الخيرية والمعارض.ما أبرز الدورات التي عقدها المركز؟قدمنا دورات عن المرأة في المواثيق الدولية، وكيفية اختيار شريك الحياة، وأسرار السعادة الزوجية، وكيفية التعامل مع أهل الزوج، وقواعد الاستقرار الأسري، وفنون ومهارات تربوية، وفن احتواء المراهق، والمرأة الإيجابية. لماذا لا تقدمون برامج في الإذاعة والتلفزيون للوصول إلى أكبر قدر مستهدف من الجمهور؟شاركنا في الإذاعة على مدى العام الحالي في البرنامج الأسري» عالم الأسرة «من إعداد وتقديم بدرية عبداللطيف، بفقرة أسبوعية بعنوان «إصلاح للإرشاد الأسري».هل لديكم خط ساخن لاستقبال الأسئلة المتعلقة بالإرشاد الأسري وكيف يتم التعامل مع تلك الأسئلة؟لدينا خط ساخن ثلاثة أيام في الأسبوع خلال الدوام على رقم المركز 17322842. كيف تتغلبون على مسألة السرية التي تمنع البعض من التحدث في المشكلات الأسرية؟استطعنا بفضل الله كسب ثقة الناس والاحتفاظ بأسرارهم، وأوراقهم تسجل برمز الحالة وعدم التصريح بالاسم في ملفات تحفظ في خزانة مقفلة.