من المحبط أن تقوم بدورك -كمواطنة صالحة تعمل لبلدها اقتصادياً وأمنياً- وتجد من يصدك بدافع «الرسميات» أو ما يسمونه «المعمول به لدينا».أنا مواطنة وجدت بعض العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، وعندما بلغت الجهات المسؤولة في هيئة تنظيم سوق العمل بالمخالفين أخبروني بأنه لا بد أن أحضر شخصياً، لتقديم بلاغ حتي يتسنى للمفتشين التحرك لمكان المخالفة.شعرت أنني أدخلت نفسي في نفق ضيق للغاية، من بعد أن كانت نيتي سليمة أن أعمل صالحاً لمحاربة المتخلفين من العمالة السائبة، أصبحت أنا في نظرهم أشبه بالمجرمة التي تلقي بالتهم جزافاً على الناس. في الوقت الذي نتصل فيه على وزارة الداخلية «بكبرها» والتي تعد أكثر حساسية من «سوق العمل» فتتجاوب معنا من دون أن تقدم لنا «الداخلية» طعناً مبطناً في وطنيتنا أو تصدنا أو تتسبب في إحباطنا من أن نلعب دور الأمناء والرقباء على هذا البلد.ولكن في هيئة سوق العمل فإن «الأمر غير» تماماً، فهل هذا ما تريده هيئة سوق العمل أن نكون صماً بكماً عمياً؟ هل هذا يعني أن مفتشي سوق العمل يعلمون كل مراكز العمالة السائبة ولا يحتاجون لتدخلاتنا نحن المواطنين؟ أم أن وراء رفضهم استقبال شكاوى المواطنين الشرفاء أموراً أخرى لا نعرفها؟ لو كانت الهيئة تقوم بدورها تجاه العمالة السائبة، أسوة بغيرها من هيئات ومؤسسات المملكة لما اضطررنـــا لأن نشكو وجود عمالة سائبـــة وسط الأحيــــاء السكنية، وكذلك لم نضطر أن نكتوي بنيران بيوت العمالة وسط الأحياء التي تندلع بين الفينة والأخرى.لماذا لا تتجاوب سوق العمل مع المواطنين بدلاً عن انتظار الشكاوى عبر الصحف ومن ثم الاكتفاء بالرد الكتابي على المواطنين. لا نسعى إلى استنهاض ردودكم في الصحف على ما نشكو ولكن نسعى إلى التفاعل مع ما نشكو لا أقل أو أكثر. وهل المفتشون مشغولون لدرجة أن ليس لديهم وقت لسماع صوت المواطن؟.يا رئيس سوق العمل، نرجو شاكرين الاستماع لصوت المواطن كما وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ولا تجلسوا -أو مفتشوكم- في أبراج عاجية لا يمكن الوصول إليها، فهناك أكثر من طريقة رسمية يمكن لنا أن نقدم بها شكوانا.. ولكن هل نحن في حاجة لكل ذلك؟البيانات لدى المحرر