سلسبيل وليدبعد أن رسم الزمن قسوته على ملامح ذاك المسن، جاء صاحب المنزل ليطرده من منزل عاش فيه أكثر من 50 عاماً، حفظ كل شبر فيه وخبأ ذكريات الشباب بطياته لم يستطع أن يقف بوجه صاحب المنزل فانتقل مكروهاً مطروداً ليعيش في بيت الجيران مؤقتاً هو وعائلته ريثما يجد حلاً لهذه المشكلة.6 أشخاص يعيشون في المنزل، كان المسن يعيل اثنين من أحفاده اليتيمين بعد وفاة والدهم إلى جانب زوجته المسنة، إلى أن تزوج أحد أحفاده مؤخراً وأنجب طفلاً ولكن لم يترك منزل جده الذي رباه، فقدم على طلب وحدة سكنية ولكن تحتاج لسنوات من الانتظار.تشتكي ابنة المسن لـ»الوطن» وتقول: إن والدها في الثمانين من عمره قبل أكثر من 50 عاماً كانت الثقة موجودة فلم تحتج الصداقة إلى ثبوت أوراق أو غيره، حيث قام صديق والدها بمنح المنزل لصديقه المسن ليعيش فيه طوال العمر، ولكن بعد وفاة الصديق لم يستطع ابنه أن يطرد المسن من المنزل فقام ببيع المنزل سراً إلى شخص آخر. ولفتت إلى أنها حاولت مع النائب عادل العسومي وخاطبته بما يحدث، حيث قام بزيارة المكان واطلع عليه وعلى المشكلة، فوعدهم بمحاولاته لإيجاد حل سريع، وقام بإرسال خطاب لوزير الإسكان يطلب منه الالتفات إلى هذه العائلة، وإلى الآن لم يتلقَ الرد، وقام بعدد من المحاولات إلا أنه استسلم في آخر الأمر، فيما حاولت هي إقناع النائب بمساعدتها للوصول للوزير ولكنه أكد لها صعوبة الأمر وأن باستطاعتها الذهاب بمفردها دون تدخل مباشر منه. وتابعت «تفاجأ والداي حيث قدم شخص وطلب منهم الخروج من المنزل حيث أكد له المسن أن المنزل هو لصديقه المتوفى وأنه سمح له البقاء فيه طوال العمر، إلا أن المالك أكد ملكية المنزل وأنه اشتراه مؤخراً فطلب منه الإخلاء فوراً لنيته هدم المنزل وبناء عمارة سكنية، فانكسر كل ما في المسن من أمل فلا راتب شهري ثابت ولا مكان يؤويه».وأضافت ابنته أن لديها 4 إخوة جميعهم متزوجون ويعيشون إما في شقق إيجار لا تحوي على أكثر من غرفتين أو شقة إسكانية صغيرة مع عائلتهم، ومن الصعب استقبال 6 أشخاص، إضافة إلى ذلك فإن والديها لن يرتاحا في مكان صغير أو خارج منزلهما، أما أختاها المتزوجتان فهما خارج المملكة، وهي ربة منزل ولا تملك أي دخل شهري لمساعدة والديها، كما أن وضعها لا يسمح باستقبالهم جميعاً. وأوضحت «والداي وأبناء أخي المتوفى هم فعلاً مشردون بلا مأوى، ووالدي كبير في السن ومن الصعب أن يعمل بعد أن أصبح نظره ضعيفاً، كما أن سنه لا يسمح له بتقديم طلب إسكان، عدا أنه بلا دخل شهري ثابت». وأكدت «عشنا في المنزل أنا وإخوتي وبه ذكرياتنا وكل ماضينا، كما أن إخوتي تزوجوا وعاشوا لبعض السنوات به ومن ثم رحلوا عنه».وقالت «لو كان المالك أوجد بديلاً لوالدي لكان الوضع أهون علينا ولكنه طرد بالقوة بمساعدة رجال الأمن، لكون المالك لديه أمر من المحكمة، وهو يتنقل الآن بين منزل الجيران وبين منزل ابنه الذي سافرت زوجته وأبناؤه، مؤقتاً لعله يجد حلاً لهذه المشكلة، خصوصاً وأن ملابسهم وأغراضهم مازالت في منزلهم».وطالبت ابنة المسن توفير منزل خاص لوالدها والعائلة المشردة خصوصاً وأنهم طردوا من المنزل بين ليلة وضحاها، مضيفة أنه بحريني ويجب أن يقدر بعد هذه السنين ومن أبسط حقوقه العيش في منزل يؤويه هو وأسرته كأقل تقدير له.