كتب – أحمد الجناحي:«الالتزام بالمواعيد من أدب الملوك»، حكمة بريطانية تدل على ما يشكله الوقـــت بساعاته ودقائقــه وثوانيــه مــن أهميــــة. ورغم أن العرب اشتهروا سابقاً بوفائهــم بوعودهم، ألا أن كثيرين منهم اليوم لم يعودوا يحرصون عليها. وبحسب العم بوصالح فإن «أهمية الالتزام بالمواعيد تعكس مـــدى جديــــة الإنســان ومصداقيته، ومن يتخلف عن المواعيد دون أسباب مشكلة مستمرة وغير مستحبة في مفهوم الشعوب». ويرى بوصالح أن عدم الالتزام بالمواعيد ظاهرة تهدر الكثير من الوقت وتسبب العديد من المشاكل والخسائر وتفسد العلاقات في أحيان كثيرة، مشيراً إلى أن نظرة المجتمع لهذه الفئة نظرة دونية تقلل من مكانتهم ومدى احترامهم أمام الناس «من يتخلف عن الموعد يخدش قيم الرجولة والثقة في نفسه». ويستشهد العم بوصالح بحديث النبي داود عليه السلام حين قال «لا تعدن أخاك شيئاً لا تنجزه له فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة»، داعياً للالتزام بالمواعيد أو الاعتذار قبلها بوقتٍ كاف. شعب مستعجلوتشير صفية محمد إلى أن المجتمع الغربي بدأ يأخذ فكرة سيئة ويكون صورة عديمة الملامح عن المجتمع العربي والخليجي بالذات، حيث يعتبر المجتمع الخليجي مستعجلاً ومشغولاً من لا شيء، «أخبرني أحد الزملاء الأجانب بالعمل عندما كنا بانتظار أحد الموظفين لبدء اجتماع يخص العمل أن الشعب الخليجي مستعجل بلاشيء، ومشغول بلاشيء، ويسيء إدارة الوقت وتنظيم جدول الحياة، مما جعلني أعجز عن الكلام بعد كل تلك الصفات والصورة التي كونها المجتمع الخليجي دون أن يشعر، وبالفعل عندما حضر الموظف، اعتذر عن التأخير بحجة نسيانه موعد الاجتماع، وتواجده بالمنطقة المخصصة للتدخين مبرراً عدم إجابته على تلفون المكتب». وتضيـــف صفية أن الالتزام من الأمـــور المهمة في العمل والمقابلات الوظيفية وغيرها، لأن الانضباط يعني إثبات شخصية يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها، ومن اهم أسباب إخلاف الموعد عدم المبالاة فيه الصفة التي جعلت الناس يتأخرون ويتخلفون عن الحضور ولا يتكلف أحد منهم مشقة الاعتذار. إنجليزي المواعيدبدوره يؤكد المدير العام لإحدى شركات التنظيف محمـــد حمـــد أن عـــدم الالتـــزام بالمواعيد صفة سيئة وغير مستحبة من كافة شرائح المجتمع، «شخصياً أحرص على الالتزام بالمواعيد ولكي لا أتأخر عن أي موعد أقوم بتقديم ساعتي 10 دقائق حرصاً مني على المواعيد واحترام أصحابها حيث يصفني البعض بـ « إنجليزي المواعيد« نظراً لالتزام المجتمع الغربي بالمواعيد واحترامهم الدقيقة، مقابل آخر يتأخر عن الاجتماع أو أي موعد ساعة كاملة، بحجة أنه كان مع زوجته بالسوق، وربما يكون كاذباً». ويجد عبدالسلام محمد في انتشار التخلف عن المواعيد مدعاة للوقوع في أخطاء أكبر، «أحيانا يؤدي عدم الالتزام بالمواعيد للوقوع في الكذب، وهو أمر عظيم ويجر صاحبه بمتاهات أكبر، فكل كذبة بحاجة لـ 10 كذبات أخرى ليصدقه الناس، ولك أن تتخيل القصة التي سيكون صاحبنا أحد أبطالها». ويضيف أن اختلاق الأعذار والكذب مخالفة سلوكية تعكس عدم انضباط الفرد وتعكس عدم ترتيب وقته وبالتالي فإن احترام الناس وتقبلهم لشخصيته تصبح ضعيفة، لأنها تجعل من إنسان سلبي في نظر المجتمع. ويؤكد عبدالسلام أنه يحاول بكل جهد أن يلتزم بالمواعيد وينظم وقته وجدول مواعيده ويحرص على الخروج إلى موعد قبل وقت كافٍ، لافتاً إلى أن عدم اتخاذ الوسائل المناسبة للتذكير بالمواعيد من أهم الأسباب التي تجعل الفرد ينسى مواعيده «بعض الناس يريد الحضور في الموعد الذي التزمه، لكنه لا يتخذ من الوسائل ما يكفل له ذلك؛ خصوصاً إن كان الموعد المضروب بعد أسابيع أو شهور فهذا يحسن به أن يتخذ مذكرة أو مفكرة ينظر فيها كل يوم ليتذكر بها مواعيده، أو يتفق مع آخرين يحضرون معه، تلك الوسائل ناجعة في تحقيق الالتزام المطلوب خصوصا لمن كان مصاباً بمرض النسيان»، ويشير أنه لا ضرر في طلب المساعدة من الآخرين بتذكيره من خلال الاتصال إلى أن يتمكن الإنسان من تكوين روتينه الخاص.سوء حظ أما نادين جمعة فتربط عدم التزامها بالمواعيد بسوء الحظ، «كل مرة تظهر لي العراقيل وموانع سببها ضغوطات الحياة أو أزمات المرور، أو أسباب شخصية تقف وراء عــدم الالتــزام بالموعد»، مؤكدة أن المجتمع «مطالب بتلمس الأعذار للآخرين خصوصاً إذا كانت أعذاراً مقنعة وصحيحة، ومحاسبة الأشخاص الذين لا يستطيعون تنظيم وبرمجة أوقاتهم ولا يجدون سـوى الأعــذار».
Variety
حين كان احترام الموعد رجولة!
03 نوفمبر 2013