الكويت - (أ ف ب): أعلنت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة الرياض، موافقتها على اقتراح اتفاق تقدمت به الأمم المتحدة لحل النزاع مع المتمردين الذين صعدوا من هجماتهم عند الحدود السعودية. وأكدت حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي أنه يشمل تسليم الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح السلاح، وحل المجلس السياسي الذي شكلوه قبل أيام لإدارة البلاد، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين. وتلبي هذه النقاط سلسلة مطالب حكومية، خصوصاً الانسحاب من المدن وأبرزها صنعاء وتسليم الأسلحة الثقيلة، وهي بنود وردت في قرار مجلس الأمن 2216 الصادر العام الماضي. وأعلنت الحكومة أمس موافقتها على اقتراح المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ إحمد، إثر اجتماع عقده هادي وأركان حكومته في الرياض، بحسب ما أفادت وكالة «سبأ» الحكومية. وأوضحت أن «مشروع الاتفاق (...) يقضي بالانسحاب من العاصمة ونطاقها الأمني» ومدن أخرى، مشيرة إلى أن هذا الانسحاب سيمهد «لحوار سياسي يبدأ بعد 45 يوماً من التوقيع على هذا الاتفاق». ويسيطر المتمردون على صنعاء منذ سبتمبر 2014. وبدأ التحالف تدخله لصالح القوات الحكومية نهاية مارس 2015. وأكد رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبدالملك المخلافي أن الموافقة مشروطة بتوقيع المتمردين الاتفاق قبل 7 أغسطس.وأتت التطورات بعد سلسلة خطوات مرتبطة بالملف اليمني، أبرزها إعلان الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح الخميس، تشكيل «مجلس سياسي أعلى» يتولى «إدارة شؤون الدولة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وفي مجال الأمن». وكاد الإعلان أن يطيح بالتفاوض، إذ اعتبرت الحكومة أن المتمردين «يطلقون رصاصة الرحمة» على المشاورات، وأنها وفدها يعتزم مغادرة الكويت السبت. إلا أن مواقف دبلوماسية عدة، منها لمجلس التعاون الخليجي والدول الـ18 المعنية بالمشاورات، شددت على ضرورة استئنافها، منتقدة في الوقت نفسه تشكيل المجلس. واعتبرت الأمانة العامة لمجلس التعاون أن تشكيل هذا المجلس من قبل المتمردين يضع «عراقيل في سبيل التوصل لاتفاق سياسي»، داعية إياهم إلى «الانخراط سريعاً بشكل فعال وإيجابي في المشاورات». ميدانياً، قتل السبت سبعة عناصر من القوات السعودية بينهم ضابط، أثناء تصديهم «لمحاولات تسلل واختراق» من قبل المتمردين، بحسب ما أعلن التحالف الذي أكد استهداف مقاتلاته تجمعات للحوثيين في المناطق الحدودية بشمال اليمن ومقتل «عشرات» منهم. واعتبر التحالف هذه الهجمات بمثابة «خرق واضح للهدنة المتفق عليها بين الطرفين»، والتي تم التوصل إليها في مارس.وأفادت مصادر عسكرية يمنية أمس عن تبادل القصف المدفعي في المناطق الحدودية. وفي جنوب اليمن، أفادت المصادر عن مقتل 18 عنصراً من المتمردين و15 من القوات الحكومية في معارك منذ السبت جراء هجوم للمتمردين في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة. وفي مدينة عدن (جنوب)، قتل شرطيان وأصيب ثالث في انفجار عبوة ناسفة في مركبة للشرطة في منطقة خور مكسر وسط المدينة، بحسب مصدر أمني. وفي تغريداته عبر «تويتر»، أكد المخلافي أن الاتفاق المقترح يشمل «الإفراج عن جميع المعتقلين والأسرى والمحتجزين قسرياً»، وأنه يحظى «بدعم وتأييد أممي وإقليمي ودولي واسع». واعتبر أنه بات «على الطرف الآخر الآن أن يثبت حرصه على الشعب اليمني ورغبته في السلام (...) من خلال التوقيع». وكانت وزارة الخارجية الكويتية أعلنت السبت تمديد المشاورات أسبوعاً حتى السابع من أغسطس، بعدما كان مقرراً أن تنتهي نهاية يوليو، وذلك بناء لطلب من الأمم المتحدة. ويؤمل من المشاورات التوصل إلى حل للنزاع في اليمن الذي أدى إلى مقتل أكثر من 6400 شخص منذ نهاية مارس 2015.مقتل 18 متمرداً في الجنوب وعبوة ناسفة في «خور مكسر»الإفراج عن المعتقلين والأسرى أحد بنود المقترح الأممي