العربية نت:أكد الأمير رضا محمد رضا بهلوي، نجل الشاه الإيراني الراحل ممارسة إيران أعمال تخريبية في البحرين. وقال إن نظام ولاية الفقيه دأب على خداع الإيرانيين بلعبة الإصلاحات التي يدعيها، مشيراً إلى أن أي تغيير أو إصلاح في ظل هذا النظام يبدو مستحيلاً.وقال إن النظام الإيراني هو السبب الرئيس وراء الأزمة في المنطقة، وبزواله ستزول 90% من مشكلات المنطقة الحاليةوأوضح بهلوي أن نظام طهران الحالي يبقى نظام شعارات، وأن الفساد يستشري فيه، وتسيطر مافيا الاستخبارات على جميع مفاصله، وقد بُني على فكرة إيجاد سيطرة إقليمية تحت راية خليفة «عصريّ»، يتخذ من الحكومة الدينية حجة للوصول إلى هدفه.وقال إن نظام ولاية الفقيه ودستوره ليس منتخباً من الشعب، ويمكنه تجاهل كل القوانين في أي لحظة، وفي ظله تبدو أي عملية تغيير وإصلاح مستحيلة، فنحن هنا نواجه نظام شعارات أكثر منه نظام فعل وعمل.. لقد شغلوا الناس لعشرين عاماً بهذه القضية، ابتداء من عهد خاتمي وانتهاء بروحاني، إن أمعنتم النظر ستجدون أن الاختلاف بين الأفراد ليس كبيراً، وأن طبيعة النظام لا تسمح لأحد بإحداث أي تغيير، فضلاً عن أنّ جميع من يمرون عبر هذه «المصفاة» هم فقط من لديهم الأهلية في نظر النظام.وأضاف يمكن القول إن النظام الإيراني يمتلك أدنى بُعد شعبي وديمقراطي، كما أن الفساد المستشري فيه، ومافيا الاستخبارات التي تسيطر على جميع مفاصله، ولا تسمح بتأمين أجواء سياسية واقتصادية صحية، وهي بشكل عملي تحكم قبضتها على النظام برمّته، وهو للأسف يسعى لحماية مصالحه وليس المصلحة العامة، من أجل إطالة عمره، ومن أجل تحقيق هذا الغرض يقوم بقمع الشعب من جهة، ومن جهة أخرى يضغط على المنطقة بأكملها بفكرة تصدير الثورة، وأنتم تشاهدون الآن ما يحدث في اليمن، والعراق، ولبنان، وسورية.وقال إن النظام يتبع عدة أهداف، أحدها تصدير الأيديولوجية كي يستطيع البقاء، مثل هذا النظام يحتاج بشدة إلى خلق الأزمات كل لحظة، أي أنه لا يستطيع استغلال الفرص من أجل النفوذ الإقليمي والتدخل في شؤون الآخرين إلا في أجواء متأزمة وغير مستقرة.وأضاف:»مؤخراً سكب خامنئي ماء بارداً على رؤوس الجميع عندما صرح أن جميع أبناء النظام هم إصلاحيون، وأنه لا يوجد هناك محافظون، وأنهم جميعاً حزب الله، لكنه ذكر في النهاية أن كل فرد يدخل دائرة النظام لا يمكن له فعل أي شيء باستثناء بذل الجهد من أجل حفظه، سواء كان هذا الفرد يسمى روحاني أو خاتمي أو أحمدي نجاد أو أياً كان. وقال:»إن الموقف الذي تتخذه إيران الآن بتواجدها في سورية ولبنان يبعد عن حدودنا كثيراً، والسبب هو أنهم يحاولون من جهة صرف الأنظار قدر استطاعتهم إلى مكان آخر، وعدم جذب انتباه الآخرين إلى الداخل، ومن جهة أخرى هذا يوفّر لهم حالة من الحماية، لأن أي صراع في هذه الحالة سيحدث بعيداً عن حدودهم.فجميع حساباتهم الاستراتيجية مبنية على كيفية استمرارهم في هذا التعدّي والتجاوز، وكيفية ممارسة الضغط على الآخرين، وإشغال البعض بأمور أخرى، وفي هذه الأثناء يحاولون إيجاد موطئ قدم لأنفسهم. كما يقدم النظام الوعود للناس بأن من يحارب في لبنان أو يقتل في هجوم على المصالح الإسرائيلية، فإنهم سيقومون بتعويض عائلته بمبلغ 7 آلاف دولار، أو إن تمّ تخريب بيته فسيقومون بتعويضه بمبلغ 30 ألف دولار، وقال إن المشاكل الاقتصادية في إيران تجاوزت الحدود، الفقر، الفاحشة، الانتحار، هجرة العقول إلى جميع أنحاء العالموأضاف يمكنني أن أعرض عليك قائمة طويلة جداً بمصائب الناس في إيران، كل ذلك في حين تمتلئ جيوب رجال الدين هناك أو «الأسياد» على حدّ تعبيرهم بموارد الدولة، وتسيطر فيها مافيا الحرس الثوري على جميع النواحي الاقتصادية للدولة، ولو أراد تاجر عاديّ، بعد فك الحصار، أن يتعامل مع شركة أجنبية، فسيجبرونه على أن يذهب إلى صلاة الجمعة ويطلق الشعارات، وإلا سيمنعونه من أي نوع من التجارة.وقال إنّ عنصرية النظام في التعامل مع الأقليات سواء كانت قومية أو مذهبية أو دينية من شأنه أن يمهد الطريق إلى تقسيم الدولة.وأضاف أعتقد أن الشعب الإيراني لديه الجاهزية لتغيير جوهري، وخوفه يتناقص يوماً بعد يوم، فلم يعد لديه الصبر والاحتمال، وما شاهدناه من اعتراضات في الأشهر الأخيرة يدل على ذلك، فجميع شرائح المجتمع، النساء والمعلمون والعمال، وكذلك عوائل السجناء السياسيين، والذين تم إعدامهم أو قتلهم، يعترضون باستمرار.وقال لا بدّ من معرفة أن أكثر أفراد القوات المسلحة الموجودين في إيران اليوم مستاؤون، فهم لا يتمتعون بالمنافع التي تتمتع بها المافيا التي تتربع على رأس الهرم، إنهم يسمعون شتائم الناس ولا يفعلون شيئاً، فالنظام لا يعود بالفائدة عليهم، وأجورهم لا تكفيهم.وقال إن النظام الإيراني ينفق الكثير على جماعات الضغط الموالية له في أوروبا وفي أميركا، وهدفهم بذل الجهود لتثبيت دعائم النظام وإضفاء صبغة «الشرعية» عليه، هم يقولون إنهم يقومون بإصلاح الأمور، أو إنهم يوجدون التغيير تدريجياً، وهم أساساً يكررون كلام إصلاحيي الحكومة، الذين يخاطبون العالم بقولهم تعالوا لنتعاون معاً، في حين أنهم يسعون للحفاظ على النظام الموجود.وأضاف إن النظام الإيراني قائم على الوحشية وعدم الاستقرار وخلق الأزمات، وهو أمر من شأنه تعريض استقرار المنطقة للخطر، فعندما يجبر النظام جماعات من الناس على مغادرة بلادهم، هؤلاء المهاجرون سيشكلون ضغطاً كبيراً على الدول الأخرى، الأمر الذي يعد جريمة إنسانية، لو كان النظام الإيراني حريصاً ورحيماً بهذه الشعوب لما فعل ما فعل، جميع هذه القضايا مرجعها ماهية النظام، ولا شك أن هذه الأوضاع ستتغير بمجرد زوال هذا النظام.وعن مستقبل سورية قال:» مستقبل سورية يرتبط على نحو ما بمستقبل النظام الإيراني، إنّ تغيير الأوضاع في إيران سيؤدي بالتأكيد إلى تغيير الأوضاع في سورية، لا يمكن أن يسود الاستقرار في المنطقة، ولا يمكن أن يحلّ الأمن في ظل نظام يهدد جيرانه، ويصدر أيديولوجيته، ويستخدم قوته العسكرية كاملة لقمع شعبه وشعوب الدول المجاورةوأضاف المشكلة التي نواجهها مع النظام الإيراني الموجود حالياً، هو أنه لا يمكنه التعايش مع العالم، أي أنه يعتقد بأن بقاءه رهن زوال الطرف الآخر، وأنه يمكن له البقاء فيما لو حطم الآخر وقيمه، إن خاطبت أميركا أو أوروبا النظام الإيراني قائلة بأننا لا شأن لنا بك، يمكنك البقاء كما أنت، لا تتدخل في شؤوننا ولن نتدخل في شؤونك، الجواب من قِبل النظام الإيراني سيكون بالرفض، وأنه لا يمكن له ألا أن يتدخل في شؤون الآخرين.وقال إن إيران تمارس أعمالها التخريبية في البحرين وغيرها، وأنا أستطيع أن أتفهم أن دول المنطقة في نهاية الأمر ستُجبر على التدخّل، ولن تكتفي بالتفرّج، لذا أعتقد بأن مطالبنا التي ترمي إلى تحرير بلدنا من أجل تحقيق مصالحه الأمنية والاستراتيجية ومطالب دول المنطقة متشابهة، لذا أرى أن الوقت حان من أجل إجراء مشاورات لنتمكن من التنسيق فيما بيننا فيما يخص الأحداث في المنطقة، فلدينا عدو مشترك اسمه «النظام الإيراني».وتابع:الشعب يدرك أن هذا النظام الذي يطلق على نفسه اسم «الإسلامي» هو العائق أمام التطوّر، وإذا تحقق زوال هذا النظام ستُفتح الأبواب أمام الجميع، وستُستأنف العلاقات الحسنة مع دول الجوار خاصة دول الخليج، ودول العالم الأخرى.فالعلاقات السعودية الإيرانية اليوم مقطوعة، وكذلك العلاقات البحرينية مع إيران، كما قامت بعض الدول باستدعاء سفرائها من طهران، والتوترات تتصاعد يوما بعد يوم.وقال إن النظام الإيراني هو السبب الرئيس وراء الأزمة في المنطقة، وبزواله ستزول 90% من مشكلات المنطقة الحالية، ويجب على بعض الدول وخاصة روسيا التي تمسك بخيوط لعبة طهران - دمشق، تحديد ما التوجه الذي ستتخذه على المدى البعيد. كلما كنا نحن دول المنطقة متحدين في الرأي أكثر، فإن فرصة ظهور أي توتر أو حتى حرب ستكون أقل، المهم أن تتسع رقعة هذا الحوار مع جيراننا ومع دول المنطقة على نطاق أوسع، وأن نوضح لهم ما هي رؤيتنا، وإلى أين نريد الوصول، وأن نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل، وأن ننقل وجهة نظرنا.