القاهرة - (وكالات): أكد نائب وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله آل سعود أن «زيارته لمصر ومباحثاته مع الرئيس المصري عدلي منصور تأتي فى إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بالتواصل والتنسيق المستمر مع مصر، وتقديم الدعم الكامل لها فى هذه المرحلة الدقيقة، فمصر خط أحمر والوقوف إلى جوارها واجب ديني وقومي».وأثنى منصور على «الموقف الحاسم لخادم الحرمين المؤيد لإرادة الشعب المصري فى 30 يونيو»، مشدداً على أن «مصر والمصريين لن ينسوا هذا الموقف لجلالته». وقالت الرئاسة فى بيان إن «اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، بما فى ذلك الشأن السوري، وأمن الخليج العربي».من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن العلاقات بين أمريكا ومصر أكبر من قضية المساعدات التي اعتبر أن قطعها «ليس عقوبة» لمصر، كما أكد وقوف بلاده مع المصريين «في مرحلة التحول» التي تمر بها، ودعا إلى إجراء محاكمات مدنية، كما رفض الأعمال الإرهابية، وقال إن «مصر تقود المنطقة منذ سنوات تفوق عمر الولايات المتحدة». وذكر كيري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، نبيل فهمي، بعد اجتماعهما «أتيت إلى هنا في هذه اللحظة المهمة نيابة عن الرئيس أوباما للتحدث عن مستقبل الشرق الأوسط ومستقبل العلاقات مع مصر التي هي مهمة جداً، وأؤكد للمصريين بكل وضوح أن أمريكا صديقة للشعب المصري وشريكة لبلدكم». وتابع كيري «الولايات المتحدة تريد أن تنجح مصر ونريد أن نساهم في نجاحكم، نجاح مصر اقتصادياً وسياسياً مهم لمصر والمنطقة وأمريكا. مصر شريكة أساسية لنا وكدولة تحتوي على ربع الشعب العربي فهي دولة مهمة للغاية، وما يحصل هنا بصراحة مهم لنا وللشرق الأوسط». وأضاف «ليس سراً أننا في أوقات صعبة وأن السنتين الأخيرتين شهدتا أوقاتاً عصيبة ولكن الشعب المصري أظهر إصراره وعزمه على التحول لتلبية طموحاته، ونحن نعرف أن الطريق إلى الأمام هو بيد الشعب المصري، وكما قال الرئيس أوباما نحن ملتزمون بالعمل معاً والتعاون مع الحكومة المؤقتة، ولدينا الكثير لنعمل فيه».وشدد كيري على العلاقة بين تقدم مصر الديمقراطي ونجاحها الاقتصادي الكلي، مضيفاً «التاريخ أكد أن الديمقراطيات تكون أكثر استقراراً ورخاء وقابلية للحياة من أي نظام آخر، وهناك شيء أكيد أن الاستثمارات الداخلية والخارجية تبحث عن الاستقرار، الاستقرار يجلب السياحة والاستثمارات وكذلك النمو في الوظائف وأمريكا تؤمن بأن الشراكة بين مصر وأمريكا ستكون في أقوى صورها عندما تمثل مصر حكومة منتخبة».وأكد كيري ضرورة وجود دستور يحمي حقوق كل المصريين، ويضمن حرية التجمع والدين، كما دعا إلى ضرورة إجراء محاكمات مدنية عادلة ووقف كل أشكال الإرهاب التي أكد أن بلاده تدينها تماماً، وعدد على سبيل المثال الهجمات على الكنائس ودور العبادة وأعمال العنف في سيناء وكذلك في الشوارع والهجوم على رجال الشرطة.وحول المساعدات التي قامت الولايات المتحدة بقطع بعضها مؤخراً قال كيري «ناقشنا بإيجاز قضية المساعدات واتفقنا على أن علاقات مصر وأمريكا يجب ألا تحدد بالمساعدة فهناك قضايا أكبر بكثير تشغلنا في هذه العلاقة. قبل فترة كتب الرئيس منصور للرئيس أوباما رسالة اقترح فيها البدء بحوار استراتيجي، ويسرنا أن أقول نيابة عن أوباما قبول الدعوة ومصر قائدة في المنطقة منذ سنوات تفوق عمر الولايات المتحدة». أما فهمي، فأكد التطلع نحو المزيد من الحوارات مع الولايات المتحدة، وشكر كيري لزيارته إلى مصر في ظل «التغييرات بالمنطقة» وشدد على عمق العلاقات مع أمريكا وأهميتها لمصر «بناء على أولويات كل دولة» ووصف جولة المباحثات مع نظيره الأمريكي بأنها «جدية ومعمقة».والتقي كيري كذلك في القاهرة الرئيس المؤقت عدلي منصور والرجل القوي في البلاد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وممثلين للمجتمع المدني.وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن محادثات كيري مع السيسي تناولت «العلاقات بين البلدين والتأكيد على الطبيعة الاستراتيجية لهذه العلاقات وضرورة العمل على دعمها وتطويرها». من ناحية أخرى، حدَّدت محكمة استئناف القاهرة، أكاديمية الشرطة مكاناً لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين بتهمة التحريض على قتل متظاهرين. وأعلن الجيش المصري حالة الاستعداد القصوى تزامناً مع بدء محاكمة الرئيس المعزول اليوم. وقررت السلطات المصرية فجأة نقل مقر المحاكمة من مجمع سجون طرة، جنوب القاهرة، إلى أكاديمية الشرطة، شرق المدينة.ودعت جماعة الإخوان مؤيدي مرسي إلى الزحف إلى مقر محاكمته المرتقبة، معتبرة أن مرسي صار رمزاً لمبادئ وقيم سامية.وبعد نحو 3 أشهر على عزله من منصبه ظهر مرسي في فيديو مسرّب من محبسه معترفاً بنزول ملايين المصريين إلى الشوارع في ثورة 30 يونيو للمطالبة بعزله، وفقاً لصحيفة «الوطن» المصرية. ويستعرض تقرير الصحيفة لقاء مرسي مع وفود سياسية وحقوقية حول أمور كثيرة، بدا من خلالها أن الرئيس المعزول مصاب بأعراض «إنكار» واضحة لما حدث، حيث ظهر جلياً التناقض والتضارب الواضح في كلامه خلال أكثر من جلسة.