من أصعب اللحظات وأقساها توديع الأحبة والأهل وخاصة إذا كان الشخص عزيزاً على قلوب الجميع، ولكن هذه هي الحياة الدنيا، فبعد العسر يأتي اليسر وبعد الحزن يأتي الفرح وبعد الدمعة تأتي البسمة فهذا حال الدنيا.. فمنذ أيام قليلة وفي النصف الأخير من الليل وفي الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة اختار المولى عز وجل هذه الإنسانة الطيبة فحلقت بروحها إلى السماء في هذا اليوم المبارك.. وودع أبناء وأحفاد وكبار عموم عائلة الشيخ والسيد والعوضي والعباسي والكوهجي فقيدتهم المغفور لها بإذن الله تعالى زوجة خالي الغالية والعزيزة على قلوبنا وقلوب الجميع السيدة (نور علي محمد السيد) رحمها الله وغفر لها وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان على فراقها.. ما أصعبها من لحظة.. رحلت عميدة العائلة.. رحلت عنا امرأة تضج المجالس بطيب ذكراها ومواقفها المشرفة ومساعدتها للناس وحبها لفعل الخير.. و على الرغم من تعبها وألمها الشديد وعلى الرغم من نومها على هذا السرير الأبيض في المستشفى العسكري و لأكثر من مرة إلا أن ابتسامتها كانت لا تفارقها وحبها للناس وسؤالها عنهم فرداً فرداً بشكل دائم ومستمر لم يمنعها.. وعلى الرغم من تعبها إلا أن كلمة (الحمد لله) لا تفارق لسانها العطر بذكر الرحمن وكانت دائماً تذكر الله سبحانه وتعالى وتطلب الدعاء لأبنائها وأهلها وأقربائها ومحبيها، كما أن قراءتها واستماعها للقرآن الكريم أيضاً لا يفارقها.. رحلت عميدة عائلة السيد.. رحلت المرأة الطيبة والبشوشة صاحبة القلب الكبير.. رحلت ونور بيتها انطفأ من دونها.. رحلت ولكن ذكراها لم يرحل.. رحلت وحبنا لها لم ينتهِ.. رحلت وذكرى الناس لها بالخير مازال موجوداً والجميع يذكرها بالخير.. رحلت والجميع يبكي وحزين على رحيلها.. رحلت المرأة التي تساهم في الخير وتساعد غيرها دون أن تنتظر أي مقابل.. رحلت المرأة التي عندما نزورها في بيتها في الرفاع ترحب بنا وتضيفنا وتنتظرنا بابتسامتها الجميلة المشرقة.. رحلت من كانت تدعو لكل واحد منا دعوة وتتمنى لنا كل الخير والتوفيق في حياتنا.. رحلت صاحبة القلب الكبير والصافي والتي لا تحمل في قلبها على غيرها إلا كل الخير والمحبة والمودة.. رحلت من كانت تجعل باب بيتها مفتوحاً للجميع وترحب بهم وتسعد بزيارتهم لها.. رحلت ولكن جعلت في كل زاوية من زوايا منزلها بصمة وسراً مميزاً لها.. فعندما ندخل لبيتها لتقديم واجب العزاء لأبنائها وأحفادها وأهلها ومحبيها نتذكرها كثيراً ونتذكر كلامها الجميل وابتسامتها المشرقة التي كانت ترحب بنا بها.. حقاً رحلت من كانت تطبع الفرح والسرور على قلوبنا عندما تحدثنا.. مهما أكتب في هذه السطور إلا أنني أشعر بالنقصان وإنني لن أوفي هذه المرأة العظيمة والقوية ولو جزءاً من حقها وإحسانها لغيرها.. إلى جنات الخلد يا من سكنتِ قلوب الناس والأحبة.. وآخر ما أقوله رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وألهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان على فراقك... وأخيراً أتقدم بخالص الشكر وجزيل الامتنان إلى كل من وقف بجانبنا وشاركنا وخفف عنا حزننا في فقيدتنا الغالية سواء بالحضور أو الاتصال أو إرسال برقيات التعازي.. فشكراً من القلب للجميع وجزاكم الله خير الجزاء.. إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإننا على فراقك يا زوجة خالي (نور علي محمد السيد) لمحزونون. منال الشيخ
إلى جنات الخلد يا زوجة خالي الغالية
07 أغسطس 2016