حلب- (وكالات):تدور معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط حلب رغم إعلان موسكو هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات.وفي شمال سوريا، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجروح أمس في غارات روسية كثيفة على مدينة الرقة ومحيطها.وتواصلت المعارك العنيفة في جنوب مدينة حلب، حيث تسعى قوات الأسد لاستعادة مواقع خسرتها .وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بمعارك عنيفة وقصف كثيف أمس في جنوب غرب حلب، لافتاً إلى أن حدة الاشتباكات والقصف تراجعت صباحاً من دون أن تتوقف عند العاشرة صباحاً، موعد بدء الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها روسيا.وأعلنت روسيا الأربعاء «فترات تهدئة إنسانية من 10,00 إلى 13,00 بالتوقيت المحلي» بدءاً من الخميس على أن يتم خلالها «وقف كل المعارك والقصف الجوي والقصف المدفعي».وفي جنيف، اعتبر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن هدنة من «ثلاث ساعات لا تكفي» معتبراً أن هذا الاقتراح «الأحادي الجانب» من موسكو لا يمكن أن يؤدي إلى إدخال قوافل المساعدات.ووجه أطباء سوريون من القلة المتبقية في الأحياء الشرقية رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما اتهموا فيها واشنطن بأنها لم تقم بـ«أي جهد (...) لرفع الحصار أو حتى استخدام نفوذها لدفع الأطراف إلى حماية المدنيين». وحذروا من أنه «ما لم يتم فتح شريان حياة حقيقي إلى حلب، فستكون مسألة وقت فقط حتى تحاصرنا قوات النظام مجدداً ويفتك الجوع، وتجف مستلزمات المستشفيات تماماً».وطالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان الأمم المتحدة ب»تحقيق مستقل» حول «الهجمات العسكرية السورية والروسية على المستشفيات في الأسابيع الأخيرة» في حلب.وقالت مصادر طبية والدفاع المدني إن أربعة أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم وعانى كثيرون من صعوبات في التنفس عندما ألقي غاز يعتقد أنه الكلور مع براميل متفجرة على حي في حلب الأربعاء.و أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أن بلاده «قلقة حيال معلومات» عن وقوع هجوم كيميائي.وندد ايرولت «بشدة بكافة الهجمات على المدنيين، وخصوصاً حين يتم استخدام أسلحة كيميائية»، محملاً النظام السوري مسؤولية ذلك.و قال دي ميستورا رداً على سؤال حول هذا الهجوم «لست أنا من يحسم قضية معرفة ما إذا حصل فعلاً، رغم وجود أدلة كثيرة تثبت أن هذا ما حصل». وأضاف «إذا حصل ذلك فسيكون جريمة حرب، وعلى الجميع أخذ ذلك في الاعتبار».على جبهة أخرى في شمال سوريا، قتل ثلاثون شخصاً الخميس بينهم 24 مدنياً على الأقل وأصيب سبعون آخرون بجروح جراء غارات روسية عنيفة على مدينة الرقة ومحيطها، وفق المرصد السوري. فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربات على أطراف مدينة الرقة. وفي خطوة تعكس التقارب الروسي التركي، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو «لطالما دعونا روسيا إلى عمليات مشتركة ضد داعش.. عدونا المشترك» لافتاً إلى أن وفداً تركياً موجوداً في ووسيا لإجراء مباحثات حول سوريا.ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير التركي لدى روسيا أوميت يارديم قوله إن حكومة تركيا تعتقد أن القيادة السورية الحالية يمكن أن تشارك في المحادثات الرامية لحل الأزمة في سوريا.إلى ذلك تعتزم روسيا توسيع قاعدة «حميميم» باللاذقية (غربي سوريا)، التي تستخدمها في عملياتها، وتحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.وأعلن نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي «فرانس كلينتسيفيتش»، في تصريح، أن موسكو تخطط لتوسيع «حميميم»، وتهيئة الظروف التي تتيح بقاء الجنود الروس فيها بشكل دائم، بحسب صحيفة «ازفستيا» الروسية.وأشار كلينتسيفيتش، العضو في مجلس الشيوخ، إلى إمكانية مضاعفة عدد المقاتلات المنتشرة في القاعدة، وفقاً للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين الجانبين، غير أنه ليس هناك ما يقتضي ذلك في الوقت الراهن.وأضاف، أن بلاده لن تنشر في القاعدة أسلحة نووية، ومقاتلات ذات قدرات تدميرية عالية.وقالت الصحيفة، إنه سيجري توسيع القاعدة بشكل يتناسب مع هبوط طائرات كبيرة عليها، وإنشاء بنية تحتية من أجل إيواء عسكريين فيها، وزيادة التدابير الأمنية.