يدشن معهد البحرين للتنمية السياسية اليوم برنامج «المبتعث السفير» بمشاركة الطلبة والطالبات الحاصلين على بعثات أو منح دراسية من وزارة التربية والتعليم للدراسة بجامعات خارج البحرين، تزامناً مع إعلان نتائج البعثات الدراسية للطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، بهدف تهيئة الطلبة والطالبات الذين يبتعثون للدراسة في الخارج ليكونوا خير سفراء لوطنهم في الخارج.وقال المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية د.ياسر العلوي إن البرنامج أحد البرامج التوعوية التي ترتبط بشكل وثيق بتحقيق أهداف المعهد ودفع جهوده في مجال التنشئة السياسية، وتنمية الوعي السياسي للمواطنين، إذ إنه يأتي تفعيلاً لدور المعهد ومسؤوليته المجتمعية تجاه الوطن من خلال مشاركته في تنشئة الأجيال المستقبلية على أسس صلبة عمادها قيم الانتماء الوطني ومبادئ الديمقراطية السليمة، التي رسخها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.وأضاف أن المعهد يطمح من خلال برنامج «المبتعث السفير» الذي سيستمر سنوياً إلى تهيئة الطلبة والطالبات الذين يبتعثون للدراسة في الخارج ليكونوا خير سفراء لوطنهم في الخارج وتحصين هويتهم الوطنية ضد عمليات التغريب والتشويه وكذلك حماية امنهم بإرشادهم للحالات الطارئة، خصوصاً في ظل ما تتعرض له البحرين في السنوات الأخيرة من حملات منظمة من التشوية والتضليل الإعلامي المتعمد سيكون البرنامج محطة لتهيئة الطلبة وتثقيفهم بالجوانب السياسية والقانونية والإعلامية والاجتماعية والحقوقية للتوعية بتاريخ البحرين وحاضرها وإبراز حقوقهم وواجباتهم في ظل ما تعيشه المملكة من نهضة تنموية وديمقراطية شاملة وما تتمتع به من حقوق وحريات.وذكر أن الهدف من البرنامج تكوين قاعدة معلوماتية وثقافية عامة لدي المبتعث قبل سفره للخارج تسهم في تهيئة مبتعثين على دراية ووعي عام بالشأن الوطني، حرصاً على الارتقاء بشخص المبتعث سياسياً وقانونياً وإعلامياً واجتماعياً وحقوقياً، وتوعيتهم بحقوقهم كطلاب مبتعثين في الخارج وبدورهم الوطني خارج البلاد، باعتبارهم المرآة التي تعكس واقع المجتمع وصورته الحقيقية في الخارج.وأشار إلى أن البرنامج الذي سيقدمه نخبة من المحاضرين والخبراء المتخصصين، يسعى كذلك إلى تعزيز أواصر الترابط بين المبتعثين وأوطانهم من خلال التركيز على غرس القيم الوطنية وتعزيز روح الانتماء والشعور الوطني لدى الطلبة، بما يجنّبهم مخاطر التغريب والنتاج السلبي لاختلاط الثقافات، والحؤول دون تعرضهم لأية مخاطر أو مشكلات خارج البلاد.وأكد أن الطالب البحريني المبتعث للدراسة في الخارج يتمتع بميزة خاصة، في الاحتكاك المباشر مع مختلف الثقافات والحضارات الأخرى، وهو ما يتطلب إعداده بشكل جيد لاكتساب مهارات الحوار العقلاني والقدرة على التأثير في الرأي العام والإقناع بالحجة والدليل وفن التواصل، لكي يكون متحدثاً قوياً يدافع بالحقائق والحجة والمنطق العقلاني عن البحرين ببيان الحقائق والرد على أية مغالطات بشأن وطنه، والتعريف بالواقع المزدهر الذي تشهده مملكة البحرين على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.ونوه إلى حرص معهد البحرين للتنمية السياسية على ترجمة الرؤية الحكيمة لجلالة العاهل المفدى في شكل برامج وفعاليات هادفة يسعى المعهد من خلالها إلى تنمية الوعي السياسي لدى أفراد المجتمع وتهيئتهم للمشاركة الإيجابية في تحقيق تطلعات المستقبل الواعد في مختلف مجالات التنمية وتعزيز المكتسبات الديمقراطية التي تحققت في ظل العهد الزاهر لجلالته. تشمل محاور برنامج «المبتعث السفير» على خمسة محاور لتهيئة الطلاب المبتعثين سياسياً وقانونياً وإعلامياً واجتماعياً وحقوقياً، بهدف الوصول بمخرجات البرنامج إلى تهيئة مبتعث لديه القدرة على تمثيل مجتمعه بشكل إيجابي، ويتمتع بالقدرة على مواجهة الأكاذيب والإشاعات المغرضة التي يروجها آخرون حول وطنه، والقدرة على الاندماج بسهولة في أوساط المجتمعات الخارجية دون أن تتأثر عاداته وقيمه الاجتماعية والسياسية والثقافية. ويتطرق المحور الأول للبرنامج «الدستوري-القانوني» إلى التعريف بميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين وقوانين مباشرة الحقوق السياسية وقوانين الجمعيات السياسية، أما المحور الثاني «السياسي» فيلقي الضوء على تاريخ النظام السياسي البحريني منذ عام 1971 وحتى الآن، مروراً بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وما نتج عنه من قفزات كبيرة في اتجاه إقامة الدولة المدنية، فيما يتناول المحور الثالث «الإعلامي»، مهارات التواصل، ومهارات التأثير على الرأي العام، كما يشمل البرنامج في محوره الرابع الاجتماعي ويتمثل في تعريف الطلبة بأسس إدارة الأزمات الاجتماعية، ومهارات تكوين وتنشيط منظمات المجتمع المدني البحريني في الخارج، ثم أخيراً المحور الحقوقي، والذي يركز على حقوق الأجانب، والمبتعثين، في المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والقوانين الداخلية في دول الابتعاث المنظمة لحقوق وواجبات الأجانب والمبتعثين، ودور السفارات البحرينية في الخارج وعلاقاتها مع المبتعثين.