أتنفس ببطء شديد، كأني أخنق كل الآلام بداخلي، أو أختنق أنا فليس هناك حل آخر، فإما الفشل أو النجاح، وإما الوقوف أو السقوط حتى النهاية، تلك النهاية المظلمة التي لا يستطيع الإنسان البقاء بها فترة طويلة، فهي تنهش وتظل تنهش حتى يفترش الجسم فيصبح مقيداً بأوجاع صنعها بنفسه، يموت ألف مرة قبل الموت، ويتجرع الوجع ويكتم القهر، ويتمدد دون حراك دون أن يشد من أزره أحد أو يقاسمه، فليس هناك من يسدي له نصيحة تنتشله مما هو فيه. يأتي ضوء خافت يقلب أوجاعه فيرى ولا يرى، ويخاطب أشخاصاً يجهلهم فترد عليه فكرة النهوض ليجمع صوتاً يأتيه من بعيد.المنقذ المسعف ذلك الصوت الدافئ صوت لم يزل يحفظ سمفونيته ونبراته، يحفظ عزفه ويشتاق إلى تحسس أوتاره. أبي يا أغلى أب.. نعم أنت.. ذلك العزف المنفرد مهما ضاقت بي الدنيا، أجدك بقربي، أجدك تسمعني نفس العبارة (أمر الله بهون وهونها تهون).. أبي ليس هناك أحد يمسح أحزاني غيرك ولا يبددها فيا رب امنحني قوة لكي أكون كما أراد، وأكون شامخة الرأس قوية صلبة. سارة الكواري