انطلقت أمس في معهد البحرين للتنمية السياسية أولى فعاليات برنامج «المبتعث السفير»، بمشاركة الطلبة والطالبات المبتعثين للدراسة في الخارج من قبل وزارة التربية والتعليم، بهدف تهيئتهم وتثقيفهم بالجوانب السياسية والقانونية والإعلامية والاجتماعية والحقوقية وإعدادهم ليكونوا سفراء قادرين على نقل الصورة الحضارية لوطنهم في الخارج، ومؤهلين للقيام بواجباتهم في إيضاح الحقائق والرد على المغالطات حول ما تعيشه مملكة البحرين من نهضة تنموية وأجواء ديمقراطية.وبدأت فعاليات البرنامج بكلمة ترحيبية، أعرب فيها المعهد عن ترحيبه بالطلبة والطالبات المشاركين في البرنامج، وخالص تهنئته لهم على ما حققوه من نتائج متميزة وتفوق علمي في دراستهم، متمنين لهم دوام التوفيق والنجاح في مختلف المسارات الدراسية التي سيلتحقون بها في حياتهم العلمية مستقبلاً.ويطمح المعهد من خلال هذا البرنامج المشترك مع وزارة التربية والتعليم إلى تطوير قدرات ومهارات الطلبة المبتعثين للخارج ليكونوا خير سفراء لوطنهم في الخارج وتحصين هويتهم الوطنية ضد عمليات التغريب والتشويه وحمايتهم بإرشادهم للحالات الطارئة.ويرفع البرنامج مستوى الوعي السياسي والقانوني والدستوري والحقوقي والاجتماعي للطلبة المشاركين كطلاب مبتعثين في الخارج وبدورهم الوطني خارج البلاد. وقد تناول اليوم الأول من البرنامج «المحور الإعلامي»، والذي قدمه الإعلامي البحريني المهندس علي الريس، وركز من خلاله على جانبين أساسيين هما مهارات التواصل، ومهارات التأثير على الرأي العام.وأكد المدرب علي الريس أن مهارات التواصل ذات أهمية كبيرة في الحياة بصفة عامة لتطوير العلاقات الاجتماعية والارتقاء في التعليم والعمل، إذ بموجبها يقوم الشخص بنقل أفكار أو معاني أو معلومات على شكل رسائل «كتابية أو شفوية» مصاحبة بتعبيرات الوجه ولغة الجسد وعبر وسيلة اتصال، مشيراً إلى أن العناصر الأساسية لعملية التواصل تقوم على «الرسالة، المتلقي، المستقبل، وقناة الاتصال»، وأن أهداف عملية التواصل تتمثل في إحداث تغيير في المعلومات، أو المواقف، أو السلوك.وقال الريس: «إن مهارات الاتصال تعد إحدى المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المبتعث للدراسة في الخارج، حيث إنه مقبل على التعرف والتواصل مع ثقافات جديدة من مختلف الحضارات الأخرى، وهو ما يتطلب إعداده بشكل جيد لاكتساب مهارات التواصل والحوار والإقناع، لكون قادراً على التأثير فيمن حوله، والرد بالحجة والمنطق على أية مغالطات تثار بشأن وطنه، والمساهمة في إيصال الصورة الحقيقية عن البحرين وما تعيشه من انفتاح وحريات متقدمة تعكس الوجه الحضاري للمملكة». وتناول الريس مهارات التأثير على الرأي العام، مستعرضاً مظاهر الرأي العام، وخصائصه، وأنواع الرأي العام، والعوامل المؤثرة في تكوين الرأي العام، وذلك بهدف تنمية قدرات ومهارات المبتعثين في هذا المجال، وتهيئتهم لكي يكونوا متحدثين يتمتعون بالقدرة والمهارة على إيصال رسالتهم والتأثير بشكل فعال على الرأي العام في محيطهم الدراسي والمجتمعي بشكل عام. يشار إلى أن الإعلامي علي الريس، هو الرئيس السابق لنادي أفق ونادي المملكة توستماسترز وأول بحريني ينال لقب التوستماستر المتميز باللغة العربية وهو ارفع وسام يناله عام 2016، و هو أول بحريني ينال رتبة المتواصل المتقدم الذهبي ورتبة القائد المتمكن باللغة العربية عام 2013، وصاحب الميدالية الذهبية في مجال التواصل، وعضو لجنة الترجمة الى اللغة العربية في منظمة التوستماسترز العالمية والتي قامت بترجمة الكتب الخاصة بهذا المجال، كما أنه صاحب البرنامج ومنفذ نشرة مهارة الخطابة والقيادة في مدارس مملكة البحرين الحكومية الثانوية والذي استفاد منه حتى الآن أكثر من 7000 طالب وطالبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. كما قدم مجموعة كبيرة من الدورات والورش التدريبية في هذا المجال تجاوز عدد حضورها 5000 فرد، قدمت لمختلف مؤسسات المجتمع المدني والوزارات والإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والبرلمانية والأهلية داخل وخارج البحرين. ويأتي طرح معهد البحرين لبرنامجه السنوي «المبتعث السفير» تزامناً مع إعلان نتائج البعثات الدراسية للطلاب المتفوقين في الثانوية العامة، وهو أحد البرامج التوعوية التي ترتبط بشكل وثيق بتحقيق أهداف المعهد ودفع جهوده في مجال التنشئة السياسية وتنمية الوعي السياسي. ويهدف البرنامج إلى تكوين قاعدة معلوماتية وثقافية عامة لدي المبتعث قبل سفره للخارج تسهم في تهيئة مبتعثين على دراية ووعي عام بالشأن الوطني، وذلك حرصاً على الارتقاء بشخص المبتعث سياسياً وقانونياً واجتماعياً وحقوقياً، وتوعيتهم بحقوقهم كطلاب مبتعثين في الخارج وبدورهم الوطني خارج البلاد، باعتبارهم المرآه التي تعكس واقع المجتمع وصورته الحقيقية في الخارج. كما يسعى البرنامج الذي يقدمه نخبة من المحاضرين والمدربين المتخصصين، إلى تعزيز أواصر الترابط بين المبتعثين وأوطانهم من خلال التركيز على غرس القيم الوطنية وتعزيز روح الانتماء والشعور الوطني لدى الطلبة، بما يجنبهم مخاطر التغريب والنتاج السلبي لاختلاط الثقافات، والحؤول دون تعرضهم لأية مخاطر أو مشكلات خارج البلاد.