عواصم - (وكالات): اشتد الخلاف في إيران حول منح الروس قاعدة عسكرية في محافظة همدان شمال غرب البلاد، حيث يرى بعض البرلمانيين أن القرار يمثل انتهاكاً لمواد الدستور الإيراني خاصة المادة 146، بينما رد وزير الدفاع حسين دهقان ألا علاقة للبرلمان بمنح قاعدة عسكرية، فيما أعلنت إيران أنها تسعى إلى نقل خوادم تطبيق «تلغرام» الذي يستخدمه أكثر من 15 مليون مواطن إيراني إلى داخل البلاد من خلال التفاوض مع الشركة، وسط قلق من منظمات حقوق الإنسان حول تشديد الرقابة على المواطنين وإمكانية التجسس على الناشطين عبر التطبيق الذي يحظى بشعبية واسعة داخل البلاد، في وقت كشفت فيه الحكومة للمرة الأولى عن منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة «باور 373» المصنعة محلياً والمماثلة لمنظومة الصواريخ الروسية اس 300، ما يدل على تصميم طهران على تطوير قدراتها العسكرية رغم مخاوف الغرب.وقال دهقان إن قرار استفادة المقاتلات الروسية من القاعدة لشن غارات ضد مواقع في سوريا، اتخذه النظام والمجلس الأعلى للأمن القومي ولا علاقة للبرلمان في ذلك، بحسب ما ذكرته وكالة «تسنيم» المقربة للحرس الثوري الإيراني.وتوقع وزير الدفاع الإيراني، رغم الخلافات الموجودة داخل البرلمان وخارجه حول منح روسيا قاعدة جوية، إمكانية توسيع هذا النوع من التعاون مع الروس في «ظروف معينة».وعارض عدد من البرلمانيين الإيرانيين قرار السماح للمقاتلات الروسية الاستفادة من قاعدة همدان الجوية، حيث يرون أن مثل هذا القرار يعارض المادة 146 من الدستور الإيراني التي «تحظر إقامة أي قواعد عسكرية أجنبية في البلاد، حتى لو كانت لأغراض سلمية».وفي هذا السياق، طالب 20 نائباً في البرلمان الإيراني بعقد جلسة طارئة وعلنية مع مسؤولي النظام، لمعرفة أسباب منح قاعدة «نوجيه» الجوية في همدان إلى الروس حيث اعتبروا القرار بأنه ينتقص من سيادة إيران واستقلالية قراراتها الوطنية. في غضون ذلك، كشفت إيران للمرة الأولى منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة «باور 373» المصنعة محلياً والمماثلة لمنظومة الصواريخ الروسية اس 300، ما يدل على تصميم طهران على تطوير قدراتها العسكرية رغم مخاوف الغرب. ويظهر في الصور التي نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية الرئيس حسن روحاني ووزير الدفاع أثناء الحفل الذي أقيم للإعلان عن المنظومة الجديدة، المشروع الذي انطلق إبان الحقبة التي كانت تخضع فيها إيران للعقوبات الدولية. وكان دهقان أعلن في مايو الماضي «دخول منظومة باور 373 قيد الإنتاج» موضحاً أنها «قادرة على تدمير صواريخ وطائرات بدون طيار وطائرات حربية وصواريخ بالستية».وقررت إيران الانطلاق في المشروع عندما قررت روسيا تعليق عقد تسليم منظومة «اس 300» عام 2010 بسبب العقوبات. وقد فرضت العقوبات من قبل الغرب والأمم المتحدة لدفع طهران المتهمة بالسعي إلى اقتناء السلاح الذري، إلى وقف أنشطتها النووية الحساسة. لكن إبرام الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والقوى العظمى في طليعتها الأمم المتحدة، في يوليو 2015 سمح برفع تدريجي للعقوبات بعد أن تعهدت طهران ضمان الطبيعة السلمية المحضة لبرنامجها النووي عبر خفض كبير لقدراتها في هذا المجال. وفي هذا الإطار سمحت موسكو مجدداً بنقل صواريخ اس 300 التي تسلمت إيران بعضها. وفي موازاة الصور التي نشرت حول منظومة باور 373، كشف روحاني أيضاً عن أول محرك «توربو جيت» أعده مهندسو الصناعة الدفاعية. وأكد دهقان من جهته «إن إيران هي بين 8 دول في العالم تمكنت من امتلاك التكنولوجيا لصنع المحركات». وأكد روحاني أن حكومته «زادت بأكثر من الضعف» الميزانية العسكرية هذه السنة مقارنة بالسنة السابقة من أجل زيادة قدرات البلاد العسكرية. من جهة ثانية، أعلنت إيران أنها تسعى إلى نقل خوادم تطبيق «تلغرام» الذي يستخدمه أكثر من 15 مليون مواطن إيراني إلى داخل البلاد من خلال التفاوض مع الشركة، وسط قلق من منظمات حقوق الإنسان حول تشديد الرقابة على المواطنين وإمكانية التجسس على الناشطين عبر التطبيق الذي يحظى بشعبية واسعة داخل البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن المدير العام لشركة «افرانت» لخدمات الإنترنت فريدون قاسم زادة، قوله إن مفاوضات تجري مع تلغرام لنقل خوادمها إلى إيران كما أن «غوغل» و«مايكروسوفت» تسعى إلى إدخال خوادمها إلى داخل البلاد»، على حد تعبيره. وعلى هامش مراسم افتتاح مؤسسة «ديتا سنتر» المعلوماتية قال قاسم زادة إن «رفع الحظر بشكل كامل فتح الطريق أمام شركات التقنيات للدخول إلى إيران»، مشيراً إلى أنه «مع حل المشاكل القائمة فإن خوادم شركة «تلغرام» ستدخل إلى إيران». يذكر أنه بداية أغسطس الحالي قالت وكالة «رويترز» إن السلطات الإيرانية من خلال جيشها الإلكتروني قامت باختراق 15 مليون حساب لمواطنيها على تطبيق «تلغرام» الشهير، وسط نفي من مسؤولي «تلغرام» صحة المعلومات.
خلاف بين «العسكر» و«البرلمان» في إيران حول منح الروس قاعدة عسكرية
22 أغسطس 2016