التحركات الدبلوماسية الملكية لم تتوقف لبناء الشراكات شرقاً وغرباً في زمن تبدلت فيه التحالفات، فعاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزّه، بزياراته المتتالية للدول الشقيقة والصديقة يعكس تقديره وتقدير بلاده لمن وقف ويقف مع مملكة البحرين، وهي خطوة استثنائية ترسم الشراكات المستقبلية لمملكة البحرين ومساعيها لتطويرها هنا وهناك. فعلاً إنها زيارة تاريخية مهمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى العاصمة التركية أنقرة، فهي زيارة مهمة لقائد عربي بارز إلى قائد تركيا الشقيقة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي قدم نموذجاً إقليمياً فريداً لبناء الدولة والتنمية. الزيارة الملكية تعد ثاني زيارة منذ العام 2011، وهي تعطي دلالات بأهمية أنقرة في دائرة اهتمامات السياسة الخارجية البحرينية. إضافة إلى أنها أول زيارة لرئيس دولة عربي يزور العاصمة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وهو ما يؤكد الدعم البحريني لهذا البلد الشقيق، ويعكس متانة العلاقات الثنائية. البحرين وتركيا لا تبعدان كثيراً عن بعضهما بعضاً في زمن لا تقاس به المسافات بالكيلومترات، بل بالعلاقات والشراكات. هذه هي المنامة، وتلك هي أنقرة اللتان قدمتا درساً مشتركاً في ضرورة الدفاع عن المؤسسات الدستورية من أجل الحفاظ على كيان الدولة، والحفاظ على الأمن والاستقرار، والحفاظ على مكتسبات المواطن، وضمان ديمومة التنمية. البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي تتشارك في أهمية الدور التركي إقليمياً لمواجهة الأطماع الإيرانية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، إضافة إلى وجود تضامن مشترك تظلله الهُوية الإسلامية بين البلدين، وهو ما لا يمكن إزالته أو محوه. نتطلع لقمة ناجحة بين جلالة الملك حفظه الله وفخامة الرئيس التركي، قمة تدفع بالعلاقات نحو الأمام، وتحفظ المصالح، وتعظم المكتسبات لبناء شراكة جديدة لا تتوقف حدودها المستقبل.