واشنطن - (وكالات): انتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية استمرار سجن غوانتنامو ووصفته بأنه لعب دوراً في إلهام «إرهابيين» أكثر من المحتجزين فيه، مضيفة أن كثيراً من نزلائه لو منحوا فرصة الدفاع عن أنفسهم ولم يعذبوا لما لعب هذا السجن ذاك الدور.وقالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيترك منصبه دون تحقيق ما تعهد به من إغلاق غوانتنامو حينما وصف في 2008 هذا السجن بأنه إهانة للدستور الأمريكي والقيم الأمريكية، لكنها أشارت إلى الخفض الكبير بعدد المحتجزين «من 780 إلى 61».وسردت الصحيفة ما حل بالسجين السعودي الذي قضى حتى الآن 14 عاماً بغوانتنامو، أبو زبيدة، كمثال على الظلم الذي حاق بكثير من المحتجزين وسوء المعاملة غير المبررة وغير الضرورية التي تأتي بنتائج سلبية على أمريكا. وقالت «نيويورك تايمز» إن أبو زبيدة اعتقل في باكستان خلال «الفترة المسعورة» التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر مباشرة، وهو أول معتقل بالسجن يتعرض للتعذيب بأسلوب الإغراق في الماء على يد محققي الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه»، وأنه دخل المخيلة الأمريكية لسنوات بوصفه تجسيداً للشر.وأوردت أن مجموعة صغيرة من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين حظيت الثلاثاء الماضي بمشاهدة أبو زبيدة لأول مرة لدى مثوله أمام لجنة من المسؤولين الحكوميين للدفاع عن أنه لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة إذا تم الإفراج عنه.وعلقت «نيويورك تايمز» بأن جلسة الاستماع التي سمح للمدنيين بمشاهدة جزء منها على الهواء عبر فيديو، كانت فرصة للتفكير في التكتيكات المخجلة التي طبقت ولسنوات، وللتفكير في إحياء الجهود الهادفة إلى إغلاق السجن.وأوضحت أن معظم أعمال التعذيب التي طبقت ضد المحتجزين استندت إلى معلومات خاطئة، مشيرة إلى أنه حتى ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش عام 2006 عن أن أبو زبيدة هو «أحد أكبر قادة الإرهابيين» اتضح لاحقاً أنه خطأ، كما اتضح أن أبو زبيدة ساعد طوعاً في إعطاء معلومات مفيدة للمحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي، ورغم ذلك تعرض لتعذيب شديد شمل إغراقه 83 مرة عندما سلم لوكالة الاستخبارات المركزية لأنه لم يكن لديه المزيد من المعلومات لإعطائها لمحققي الوكالة.وأضافت أن أبو زبيدة لم يحاكم ولم يسمح له بالحديث علناً حول محنته، كما إن معذبيه الأمريكيين لم تتم محاسبتهم، وكشفت عن أن أبو زبيدة قال في بيان قرئ بالنيابة عنه أمام اللجنة إنه لم يرغب يوماً في الإضرار بالولايات المتحدة أو أي دولة أخرى.