أكدت شخصيات ومحللون سياسيون في جمهورية تركيا، بمناسبة زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى الجمهورية التركية الشقيقة، أن هناك مجالاً واسعاً بين تركيا ودول الخليج العربي بشكل عام، ومملكة البحرين بشكل خاص للتعاون في محاربة الإرهاب ومكافحته.وأنتج مركز الأخبار بتلفزيون البحرين 3 برامج حوارية من تركيا لمواكبة زيارة جلالته وما تضمنته من مباحثات ثنائية ورسمية وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى حضور عاهل البلاد المفدى حفل افتتاح جسر السلطان سليم الأول في اسطنبول، بدعوة تلقاها جلالته من رئيس الجمهورية التركية الشقيقة رجب طيب أردوغان.وأضافت الشخصيات في أحد البرامج التي بثها تلفزيون البحرين، أنه «كما تتعرض تركيا لهجمات إرهابية كذلك تعاني البحرين من التدخل الخارجي لإثارة القلائل والفتن الطائفية».وأشار الضيوف المشاركون في البرامج إلى تميز تركيا والبحرين في محيطهما وأن هناك مشتركات يمكن البناء عليها، موضحين أن البروتوكولات المُوقعة بين الجانبين التي شملت الجوانب الثقافية والاقتصادية والشبابية والمجال الحقوقي والمواصلات فيها الكثير ما يُعد بتطوير العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد.وتم إعداد البرامج وبثها على 3 مراحل زمنية، لتغطية جميع مراحل الزيارة وما تضمنته بالعرض والتحليل، من خلال استضافة مجموعة من الكتاب والمحللين السياسيين والمتابعين للشأن التركي من الأتراك والعرب المتواجدين في تركيا، حيث كان البرنامج الأول تمهيدي، ويسبق زيارة عاهل البلاد المفدى وتم تسجيله وبثه من أنقرة قبل بدء الزيارة يوم 24 أغسطس الجاري، حيث استضاف البرنامج كلا من رئيس المركز التركي العربي للدراسات الاستراتيجية د.محمد عادل، والكاتب والمحلل السياسي التركي دانييل عبد الفتاح، وعبر الأقمار الصناعية من إسطنبول الكاتب والمحلل السياسي التركي زاهد جول.وتناول البرنامج المضامين والمعاني العديدة التي تحملها زيارة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية تركيا الشقيقة، والتي تؤكد حرص البلدين الشقيقين على تعزيز مسيرة التعاون المشترك بينهما.وأشاد الضيوف خلال الحلقة، بزيارة جلالته وبأهمية هذه الزيارة من ناحية توقيتها وما تمثله من تضامن ودعم البحرين، للشرعية والديمقراطية في الجمهورية التركية الشقيقة كون زيارة جلالته تعتبر الأولى على مستوى دول المنطقة لتركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث تعكس زيارة جلالته حرص المملكة على احترام النهج الديمقراطي والشرعية، إلى جانب رغبة البلدين في تعزيز مسيرة التعاون وتوثيق الشراكة الاقتصادية البينية بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. وكان البرنامج الثاني بالتزامن مع بدء الزيارة ووصول عاهل البلاد المفدى، إلى الجمهورية التركية الشقيقة، حيث استضاف البرنامج الذي بث من إسطنبول الكاتب والمحلل السياسي ومدير مكتب وكالة «الاسوشيتد برس» طه عودة، إلى جانب الكاتب والمحلل السياسي التركي سمير صالحة.وتحدث الضيوف عن أهمية زيارة العاهل المفدى التي تستند على العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين وما قد تفتحه من آفاق لمزيد من التعاون المشترك على مختلف الأصعدة السياسة والأمنية والاقتصادية، مشيرين إلى أن زيارة جلالته إلى جمهورية تركيا الشقيقة حظيت باهتمام وترحيب كبيرين من الإعلام التركي.وأشار الضيوف إلى تاريخ العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين علاقة تاريخية، والزيارات المتبادلة ما بين الطرفين، مبينين القواسم المشتركة من حيث الموقع الجغرافي لكلا البلدين وما شهده البلدان من إصلاحات سياسية واقتصادية، حيث المشروع الاصلاحي لعاهل البلاد المفدى في البحرين، والأمر ذاته في الجمهورية التركية منذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى سدة الحكم.وتحدث الضيوف حول أهمية التنسيق الاستراتيجي الإقليمي بين دول الخليج وتركيا لمواجهة كافة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة، لافتين إلى أن هناك توجهاً تركياً لإعادة رسم لاستراتيجية العلاقات مع دول الخليج، مشيرين في ذلك إلى حضور تركيا لأكثر من مرة قمم مجلس التعاون الخليجي .وتخلل البرنامج مقابلة مسجلة مع سفيرة الجمهورية التركية لدى مملكة البحرين هاتون ديمرير، التي عبّرت فيها عن امتنان الشعب التركي لزيارة عاهل البلاد المفدى، مؤكدة أهمية هذه الزيارة بالنسبة لتركيا حيث تعتبر الزيارة الأولى على مستوى دول المنطقة لتركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشل.وأضافت أن زيارة جلالته تبين العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتعكس الرغبات السياسية للبلدين لتطوير العلاقات في كل المجالات، خصوصا الجانب الاقتصادي حيث من المتوقع أن تحفز هذه الزيارة القطاع الخاص ليكون أكثر نشاطاً.وفي اليوم الأخير لزيارة جلالته، تم إعداد برنامج وبثه في اليوم نفسه من إسطنبول، تناول بالتحليل ما تضمنته زيارة عاهل البلاد المفدى من مباحثات مثمرة والتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين التي ستسهم في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الوثيق في مختلف المجالات بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين، إضافة إلى حضور جلالته لحفل افتتاح جسر السلطان سليم الأول الذي أنشئ كثالث جسر يربط بين ضفتي إسطنبول الآسيوية والأوروبية بعد جسر البوسفور، وجسر السلطان محمد الفاتح.واستضاف البرنامج اكتاي يلماز خبير في الشأن التركي، وسعيد الحاج كاتب ومحلل سياسي، وتحدثا عن أهمية الزيارة التي تأتي بعد 8 سنوات من الزيارة الأولى لعاهل البلاد المفدى إلى جمهورية تركيا الشقيقة.وأشارا إلى أن العلاقات البحرينية التركية متميزة وتربط البلدين الشقيقين علاقات ثقافية واقتصادية واجتماعية، حيث أكد ضيوف البرنامج أن زيارة العاهل المفدى إلى تركيا تؤكد للقيادة التركية أن الوقوف إلى جانب تركيا ودعم الديمقراطية والشرعية فيها ليست مجرد تصريحات، وإنما معززة بموقف ميداني واقعي من خلال زيارة جلالته على رأس وفد بحريني كبير.وبيّن ضيوف البرنامج أن هناك مجالا واسعا بين تركيا ودول الخليج العربي بشكل عام، ومملكة البحرين بشكل خاص للتعاون في محاربة الأرهاب ومكافحته.