بعد تلك الحادثة.. أصبحت أسمع الصوت نفسه.. يتردد في أذني.. مشلول هو لساني.. فقد أفقت من النوم مصابة برعب وخوف ترتجف منه أركاني.. لا أحد بقربي ولا أستطيع إصدار صوت.. أمي هل ما حدث فعلاً كان واقعاً؟؟ أم أنه من مخيلتي؟ أمي أجيبيني؟ لعلي أجد الجواب! وأعود إلى النوم فالظلام يملأ الغرفة وأصوات الشخير سمفونية مرعبة في تلك الليلة الموجعة.. ودموعي تعبر عن مصيبة أدخلها في فصدري، دون أن يدرك ما فعله.. تساؤلات طرحتها على نفسي ولم أجد لها إجابة. تشرق الشمس وعيناي تراقب المكان.. ربما يأتي أو يفتح الباب ويفعل ما فعل.. يهشم جسدي أو يكسر حاجياتي أو يحطم النافذة التي بقربي.. أفكار كثيرة والوجع ينتشر بجسدي الصغير حينها كأنه الموت البطيء.. وترتفع حرارة جسدي وأتقيأ فتصحوا أختي الكبرى لتأتي أمي وتأخذني بجوارها. أعود إلى رشدي.. وأحاول الاستمرار.. فالكل لا يدرك ما أحدثه أخي العاق بتلك الليلة.ونكتفي بلا نقاش، فهذه هي حالنا دون نقاشات لحل مشكلة أو لفك ألغاز حدثت لترعبنا وتنتهي.. فالكل يسير ويرى أمامه النور إلا أنا وجدت نفسي ألتفت خلفي خوفاً من أن يأتي ويمسكني بقوة ويهتك بي، وأنتهي.. وليته فعلها لتنتهي مأساتي. سارة الكواري