فعلاً إنها فترة جميلة من طفولتنا البريئة التي كنا نعيشها في الماضي على شواطئ البحر النظيفة وكنا نحتفل بقدوم موسم الحج وعيد الأضحى المبارك في كل سنة من تلك الأيام الجميلة التي لا نستطيع أن ننساها مهما طال الزمن، نعم هي تلك الأيام التي كنا نستعد فيها لتجهيز تلك السلة الصغيرة المصنوعة من سعف النخيل المنتشرة في البلاد في ذاك الزمن الجميل وكانت تلك السلة تحتوي على رمل زراعي وبذور وسماد وهي صغيرة في حجمها كبيرة في قلوب الأطفال، وهي تلك العادة القديمة التراثية «الحية بية» أي بمعنى مفسر «الحجة سوف تأتي» ونحن ننتظر على الشاطئ وبعد الانتهاء من الأناشيد الخاصة نبدأ بقذف هذه السلة الخضراء المزينة بالزرع والحشائش بعد صبر طويل الى أبعد مسافة في البحر، وفي تلك الأثناء تتكون مجموعات كبيرة من الأطفال وبعض من الكبار يشاركون في تلك الفرحة التي لا توصف في ذاك الزمن.نعم هي فترة الطفولة البريئة التي مرت على كل بحريني فلا يمكن أن ننسى هذا التقليد الشعبي الجميل على الرغم من اختلاف الزمن وزيادة ارتباطنا بالتكنولوجيا ومازالت هناك ذكرى سنوية تتكرر في بعض من مناطق البحرين مثالاً على ذلك البديع – الزلاق –المحرق ومناطق أخرى تطل على البحر. وبالنسبة لي كنت أعيش في منطقة الحورة المشهورة بسواحلها الجميلة وقد كانت احتفالية الحية بية متواصلة والتجمع على البحر كان متواصلاً، وأوجه كلمتي لجميع من أراد أن يتذكر تلك الفترة الجميلة فليذهب إلى تلك الشواطئ المطلة على البحر وسوف يشاهد تلك السلة الخضراء في أيدي الأطفال المشاركين في هذه المناسبة الجميلة وسوف يسمع هذه الأناشيد.أهزوجة الحية بية:حيــــــــة بيـــــــة...على درب الحنينيةراحت حيـــــــــــة.....أو جات بيـــــهيا حييتي يا بيتي...غديتك عشيتك.نهار العيـــــــــد...لا تدعيــــــــن عليهوأستذكر أيضاً أهزوجة «باكر العيد» التي يتم أنشادها في ليلة العيد:باكر العيــد بنذبح أبقــرة...نادوا خلفان ابسيفة وخنجرةباكر العيــد بنلبس اليــديد...بناكل عيش أو خوخ أو سنكرة يا الله يا اصبيان يا الله يا بنات... اليوم العيد ما نبي دندرة الناشط الاجتماعي صالح بن علي