عواصم - (وكالات): يجري الأمريكيون والروس محادثات في جنيف مجدداً أملاً في تجاوز الخلافات التي لا تزال مستعصية حتى الآن حول النزاع الدامي في سوريا من أجل التوصل أقله إلى هدنة ووقف لإطلاق النار في حين تحرز قوات الرئيس بشار الأسد تقدماً بمواجهة الفصائل المعارضة، التي أصبحت في وضع صعب في حلب شمالاً، المدينة التي لها رمزية كبرى في النزاع حيث تمكنت قوات الأسد بإسناد من الطيران الروسي من إحكام الطوق على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، فيما أعلن المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة «داعش» أن تركيا وأمريكا والفصائل السورية المقاتلة تعمل على «وضع خطة» بالنسبة للرقة شمال سوريا، لطرد مقاتلي التنظيم المتطرف، من معقله الرئيس. وبدا وزيرا خارجية البلدين الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف محادثات جديدة بعد فشل جولات عدة خلال الأشهر المنصرمة، إلا أن مسؤولين أمريكيين حذروا من أن المفاوضات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية دون التوصل إلى اختراق. في غضون ذلك، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن نجاحاً محتملاً للمفاوضات حول سوريا يمكن أن «يحدث فارقاً كبيراً» بالنسبة للمساعدات الإنسانية لكن أيضاً لاستئناف العملية السياسية.وتلقى «جيش الفتح»، تحالف الفصائل المتشددة والإسلامية الأبرز في سوريا، ضربة قوية بمقتل قائده العسكري أبو عمر سراقب في غارة جوية شمال سوريا. ونفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أي دور له في مقتل القائد العسكري لـ «جيش الفتح»، اكبر تحالف من الفصائل الإسلامية في سوريا، الذي قتل في غارة جوية قرب حلب، بينما أعلن مسؤول عسكري أمريكي أن روسيا هي «المشتبه به الرئيس» في الضربة التي قتلت سراقب. وقتل أبو عمر سراقب، الذي قاد جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام» في يوليو الماضي، في غارة جوية استهدفت مقراً كان تجتمع فيه قيادات بارزة في جيش الفتح في ريف حلب أمس الأول. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس أن مقتله «لم يكن في غارة جوية أمريكية». وصرح مسؤول عسكري أمريكي آخر لاحقاً أن روسيا هي «المشتبه به الرئيس» في الضربة التي قتلت سراقب. ويأتي مقتل سراقب في وقت خسر «جيش الفتح» أحد أبرز المعارك في سوريا، والتي يخوضها منذ أكثر من شهر جنوب حلب بعدما تمكن جيش الرئيس بشار الأسد من إعادة فرض الحصار على الأحياء الشرقية في المدينة. ويعد «جيش الفتح» التحالف الأبرز ضد النظام السوري، إذ يجمع فصائل إسلامية، اهمها حركة أحرار الشام و«فيلق الشام»، مع فصائل متشددة على رأسها جبهة فتح الشام والتي يقودها أبو محمد الجولاني.من جانبها، اعتبرت تركيا أن عملية برية يمكن أن تنجح في طرد تنظيم الدولة «داعش» من مدينة الرقة السورية إذا حصلت على دعم جوي من التحالف الدولي. وتزايدت التكهنات بشان شن عملية تركية أمريكية مشتركة للسيطرة على الرقة وربما كذلك مدينة الموصل شمال العراق التي يسيطر عليهما التنظيم بعد أن كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أجرى محادثات حول المسالة مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في قمة مجموعة العشرين في الصين. وصرح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «إذا قدمت قوات التحالف الدعم الجوي، وشاركت قواتنا الخاصة فمن المحتمل تحقيق النجاح في إخراج «داعش» من الرقة والموصل».