أكد تقرير حديث أصدرته شركة نفط الهلال، أن تراجع كفاء استخدام الطاقة لدى العديد من الدول يضغط باتجاه تسجيل مستويات استهلاك قياسية، في وقت تسجل أسواق الطاقة المزيد من الارتفاعات على أحجام الاستهلاك دون ضوابط أو قيود عملية، بعيداً عن ارتفاع المعروض من النفط والذي يدفع في كثير من الأحيان إلى ارتفاع حجم الاستهلاك الإنتاجي وغير الإنتاجي.وأوضح التقرير، أن قطاعات الطاقة حول العالم باتت تسجل المزيد من المؤشرات المتناقضة والمتعارضة فيما بينها حيث يسجل قطاع الطاقة المتجددة ارتفاعاً غير مسبوق على حجم الإنتاج وحجم الاستهلاك، في الوقت الذي يسجل قطاع الطاقة التقليدية ارتفاعاً على الإنتاج وارتفاعاً على أحجام الاستهلاك، والتي وصلت إلى مستوياتها الأعلى على الإطلاق.وتقف الأسعار متعارضة مع أهداف كافة المنتجين والمنتجات من الطاقة، في المقابل فإن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سجلت ارتفاعاً ملموساً في نهاية العام 2015 بالمقارنة بمستوياتها المسجلة في نهاية العام 2014. وسجل إنتاج النفط حول العالم ارتفاعاً بواقع 2.8 مليون برميل يومياً خلال العام الماضي، نتيجة ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تحسن الإنتاجية لدى بقية الدول حول العالم لتحتل الولايات المتحدة المركز الأول بإنتاج 12.7 مليون برميل يومياً تلتها السعودية بإنتاج 12 مليون برميل.يذكر أن كافة الضغوط والعقبات القائمة لدى أسواق الطاقة وأسواق المنتجين والمؤشرات الرئيسة للاقتصاد العالمي جميعها ترجح كفة سلبية رفع الإنتاج على أسواق الطاقة والأسعار السائدة، في حين يلاحظ أن الزيادة في الاستهلاك جاءت أقل من الزيادة المسجلة على الإنتاج، وبالتالي فإن الأسواق تراوح مكانها ولا تستطيع مغادرة نطاقات الضعف والتذبذب وعدم التماسك أمام كافة التطورات المالية والاقتصادية من كافة الأحجام والمصادر، مع الإشارة هنا إلى أن أسواق الطاقة تتجه نحو تسجيل المزيد من التقلبات والإرباك نتيجة الصعوبات المالية والاقتصادية التي تواجهها غالبية دول العالم. وتزداد مخاطر ارتفاع الاستهلاك كلما تركز الاستهلاك لدى الدول النامية والدول الاقل كفاءة في الاستهلاك والتي تنعدم لديها الآليات والخطط العملية لضبط الاستهلاك على المدى المتوسط وطويل الأجل.يشار إلى أن الهند جاءت في المرتبة الأولى في ارتفاع نسبة استهلاك الطاقة بنهاية العام الماضي وبنسبة زيادة وصلت إلى 8.1% مقارنة بين الدول العشر الأكثر استهلاكاً للطاقة حول العالم، حيث جاءت الولايات المتحدة الأمريكية بالمرتبة الأولى بواقع 19.4 مليون برميل يومياً، تلتها الصين بواقع 12 مليون برميل، وجاءت الهند في المرتبة الثالثة بواقع 4.16 مليون برميل. ويزداد الأمر خطورة على أسواق الطاقة كلما ارتفع الاستهلاك لدى الدول الأقل كفاءة، بالإضافة إلى عدم قدرتها على وضع آليات وخطط من شأنها ضبط الاستهلاك على المدى المتوسط والطويل، فيما تأتي مخاطر ارتفاع الاستهلاك لدى الدول الأكثر كفاءة تبعاً لانعكاسات ذلك على حالة الاستنزاف للموارد التي تتعرض لها الدول المنتجة للنفط وحالة ارتفاع الاستهلاك غير الإنتاجي حول العالم ككل.