عواصم - (وكالات): تبدو هدنة «الفرصة الأخيرة» لإخراج سوريا من الأزمة صامدة أمس، لكن غياب المساعدات الإنسانية يثير خيبة أمل لدى السكان في المناطق المحاصرة، فيما رحبت المملكة العربية السعودية بوقف إطلاق النار في سوريا، مشيرة إلى أنها «تتابع الهدنة، وتأمل أن يؤدي الاتفاق إلى استئناف محادثات السلام على أساس إعلان «جنيف 1»». وتوقفت المعارك مع الإعلان عن تجاوز عدد القتلى 300 ألف بينهم 87 ألفاً من المدنيين في الحرب التي بدأت منتصف مارس 2011 وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ودخلت الهدنة حيز التنفيذ مساء أمس الأول بموجب اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة. وأعلنت روسيا أن قوات النظام السوري تحترم الهدنة لكنها اتهمت مسلحي المعارضة بانتهاكها 23 مرة. من جهته، أشار التلفزيون الرسمي السوري إلى انتهاكات طفيفة لوقف إطلاق النار لم تسفر عن سقوط إصابات.وأشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا «بتراجع كبير في العنف» بعد أكثر من 24 ساعة على إعلان وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة لم توزع أي مساعدات في سوريا في اليوم الأول للهدنة». وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة عدم البدء بعمليات إنسانية لأن المنظمة الدولية تطلب ضمانات أمنية لقوافلها. وبهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، أقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات من تركيا إلى إحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. وينص الاتفاق الروسي الأمريكي على السماح بممر إنساني عبر طريق الكاستيلو الذي يجب أن يكون «خالياً من السلاح». لكن مصدراً عسكرياً أكد أن جيش الرئيس بشار الأسد كان لا يزال في المكان. غير أن دمشق أكدت رفضها إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب خاصة من تركيا من دون التنسيق مع حكومتها ومع الأمم المتحدة. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال مساء أمس الأول «أحض جميع الأطراف على دعم الاتفاق لأنه قد يكون الفرصة الأخيرة المتوافرة لإنقاذ سوريا موحدة». وسكتت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة في حلب التي تعد ساحة رئيسة للمعارك في البلاد. وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج إلى الشوارع والاحتفال بأول أيام عيد الأضحى. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جبهات القتال الرئيسة في حلب ودمشق وإدلب «كانت هادئة تماماً». وعم الارتياح عدداً من المدن والبلدات وخصوصاً تلك التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. وفي مدينة تلبيسة بريف حمص التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وتعرضت في الفترة التي سبقت الهدنة لقصف عنيف، أكد الناشط حسان أبو نوح أن القصف توقف. ولم تعلن الفصائل المقاتلة التي تكبدت خسائر ميدانية خلال الفترة الأخيرة، موقفاً حاسماً من الهدنة. وطلبت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم ممثلين لأطياف واسعة من المعارضة السياسية والمسلحة «ضمانات» من واشنطن حول تطبيق الاتفاق، مبدية «تحفظها» حيال «الاتفاق المجحف». في المقابل، أعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق والتزامها تطبيق «نظام التهدئة لمدة 7 أيام». ويستثني الاتفاق الجماعات المتطرفة من تنظيم الدولة «داعش» وجبهة فتح الشام اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في فبراير الماضي واستمر لاسابيع. من جهة أخرى، أعلن الجيش السوري إسقاط طائرتين اسرائيليتين إحداهما حربية في ريف دمشق، وأخرى للاستطلاع في ريف القنيطرة جنوباً الأمر الذي نفته إسرائيل.