عواصم - (وكالات): تنتظر شاحنات الأمم المتحدة المحملة بالمساعدات من تركيا في منطقة عازلة على الحدود مع سوريا تمهيداً لنقلها إلى شرق حلب مع بدء انسحاب جيش الرئيس بشار الأسد من طريق الكاستيلو المؤدي إلى المدينة والذي ستسلكه تلك القوافل، بينما اتهمت الأمم المتحدة نظام الأسد بعرقلة وصول المساعدات في وقت يواصل فيه جيش النظام خرق الهدنة. يأتي ذلك غداة تمديد اتفاق الهدنة الساري منذ مساء الاثنين الماضي بموجب اتفاق روسي أمريكي لفترة 48 ساعة إضافية. وللمرة الأولى منذ بدء سريان الهدنة، أعلن يان ايغلاند، الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية في سوريا، أن «الشاحنات العشرين عبرت الحدود التركية، وهي في منطقة عازلة بين تركيا والحدود السورية».في غضون ذلك، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» جون برينان، إن بلاده لا تمتلك «حلاً سريعاً أو عصا سحرية» للمشاكل السورية، مبرراً ذلك بكثرة الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة، والانقسام الطائفي، وسنوات القمع. وينص اتفاق الهدنة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين في 20 مدينة وبلدة محاصرة غالبيتها من قوات النظام. وأعرب ايغلاند للصحافيين عن أمله في أن توزع المساعدات في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب وحيث يعيش 250 ألف شخص محاصرين من قبل قوات النظام منذ أكثر من شهرين بشكل متقطع.وينص الاتفاق على تحويل طريق الكاستيلو إلى منطقة خالية من السلاح. وتشكل الطريق خط الإمداد الرئيس إلى الأحياء الشرقية، وتسيطر عليها قوات النظام منذ أسابيع، ما أتاح لها فرض الحصار على المناطق المعارضة. وبعد وقت قصير على تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة، أعلن مسؤول مركز تنسيق العمليات في سوريا الجنرال فلاديمير سافتشنكو «طبقاً لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجياً».وأضاف أن فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها.وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن الفصائل المعارضة المتمركزة في نقاط عند بداية الطريق ونهايتها لم تنسحب من مواقعها حتى الآن.وأقامت القوات الروسية بدورها على طريق الكاستيلو مركزاً لمراقبة تطبيق الاتفاق. ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة وروسيا في تنسيق شن ضربات جوية ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة «داعش» إذا سارت الأمور وفقاً للخطة المنصوص عليها في الاتفاق. لكن روسيا قالت أمس إن الولايات المتحدة تستخدم «ستاراً من التصريحات» لإخفاء عدم رغبتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بما في ذلك الفصل بين جماعات المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قوات الحكومة السورية هي فقط الملتزمة بالهدنة وإن وحدات من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة كثفت قصفها لمناطق سكنية مدنية. ورغم إعلان الخطوط العامة للاتفاق لم يكشف عن أجزاء أخرى منه مما أثار القلق بين حلفاء الولايات المتحدة ومنها فرنسا المشاركة في التحالف الذي يهاجم «داعش» في العراق وسوريا. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو الولايات المتحدة لإطلاع بلاده على تفاصيل الاتفاق قائلاً إن المعلومات ضرورية للتأكد من أن المتشددين وليس المعارضة المعتدلة هي المستهدفة على الأرض. من جهته، نفى جورج صبرا عضو بالهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل جماعات المعارضة السورية وجود أي موعد لاستئناف محادثات السلام مع الحكومة وذلك بعدما نقلت وسائل إعلام عن مسؤول روسي قوله إن المحادثات قد تستأنف أواخر سبتمبر الحالي. من ناحية أخرى، قالت مصادر عسكرية تركية إن اجتماعاً بين رئيس هيئة أركان الجيش الروسي ونظيره التركي في أنقرة كان «إيجابياً وبناء للغاية» وعزز التفاهم بين الجيشين.من جانبه، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» جون برينان، إن بلاده لا تمتلك «حلاً سريعاً أو عصا سحرية» للمشاكل السورية، مبرراً ذلك بكثرة الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة، والانقسام الطائفي، وسنوات القمع. وأضاف برينان «خلال 36 عاماً من عملي في قضايا الأمن الوطني، فإن سوريا هي أكثر المشاكل التي مرت علي تعقيداً».