القدس المحتلة - (وكالات): الرئيس الإسرائيلي السابق وحامل جائزة نوبل للسلام شيمون بيريز «93 عاماً» الذي تعرض مساء الثلاثاء الماضي لـ»جلطة دماغية كبرى» نقل على إثرها إلى المستشفى حيث يرقد في قسم العناية الفائقة هو احد آخر الآباء المؤسسين للكيان الصهيوني المتبقين على قيد الحياة وأحد أبرز مهندسي اتفاقات أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993، ويعرف بأنه مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي. وتولى العضو السابق بعصابة الهاغاناه رئاسة وزراء إسرائيل في 3 مناسبات، ويعد مسؤولاً عن عدة جرائم بحق الفلسطينيين والعرب أشهرها مجزرة قانا الأولى جنوب لبنان في أبريل 1996.وأكد الطبيب الشخصي له أن الرئيس الإسرائيلي السابق مازال في حالة خطيرة لكنه تحسن فعلي يدعو إلى تفاؤل حذر في الوضع الصحي لهذه الشخصية الأساسية في تاريخ الكيان المحتل.وعلى الرغم من تقدمه في السن ومن تكرار الوعكات الصحية التي أصيب بها هذا العام إلا أن نبأ إصابة تاسع رئيس لدولة الاحتلال بجلطة دماغية شكل صدمة للإسرائيليين.وكان بيريز المعروف عنه اعتناؤه الشديد بصحته ومحافظته على نشاطه رغم تقدمه في السن، قال في إحدى المرات إن سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ يومياً.وذكر في مقابلة سابقة أن «كل الناس يأكلون ثلاث مرات يومياً. نأكل ثلاث مرات ونسمن. ولكن إذا قرأنا ثلاث مرات يومياً نصبح حكماء والأفضل أن يكون المرء حكيماً من أن يكون سميناً»، مؤكداً أن ساعات نومه لا تزيد عن أربع إلى خمس يومياً.وبيريز من الشخصيات التاريخية في حزب العمل، الحزب المؤسس لدولة إسرائيل المحتلة، غير أنه لم يتردد في التخلي عن الحزب للانضمام إلى كاديما الذي أسسه رئيس الوزراء ارييل شارون لأنه رأى أن الحزب الجديد الوسطي يهدف إلى تشجيع السلام، هدف حياته، على حد زعمه.ويتمتع بيريز بمكانة دولية لدى الدول المؤيدة للاحتلال، وظهرت جلية عند احتفاله ببلوغ الثمانين حيث حضرت مجموعة من الشخصيات المرموقة بينها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.ويومها اغتنم بيريز الفرصة لتكريم ذكرى ديفيد بن غوريون مؤسس إسرائيل الذي التقاه حين كان عمره 25 عاماً عندما استوقفه ليقله في سيارته ثم رعاه واطلقه في السياسة. وقال «تعلمت من أستاذي ديفيد بن غوريون أن أفضل الدولة دوماً على الحزب».وخلال حياته السياسية المديدة تقلب في جميع الحقائب الوزارية تقريباً خلال من الخارجية والدفاع والمالية والإعلام والمواصلات والاندماج وغيرها، إضافة إلى تقلده رئاسة الوزراء مرتين قبل ان يتوج حياته السياسية في تبوء الرئاسة، المنصب البروتوكولي في دولة الاحتلال.وكان بيريز يصنف من بين «صقور» حزب العمل، وقد وافق حين كان وزيراً للدفاع في السبعينات على بناء أولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. غير أنه انتقل فيما بعد إلى صفوف «الحمائم» ولعب دوراً حاسماً في إبرام اتفاقات أوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي الراحل ياسر عرفات في 1993 حينما كان يتولى حقيبة الخارجية، فيما كان إسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية السلمية.وتكريماً لدوره، منح بيريز الذي دعا لفترة طويلة إلى «شرق أوسط جديد» يعمه السلام والازدهار، جائزة نوبل للسلام في 1994 بالاشتراك مع رابين وعرفات.ويوم 11 أبريل 1996 بدأ بأمر من بيريز عدوان عسكري شامل ضد لبنان سمي «عناقيد الغضب» لمحاولة القضاء على المقاومة، قصف فيه مدن لبنان بما فيها العاصمة بيروت. ويوم الـ18 من الشهر نفسه لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال بقرية قانا لمركز تابع للأمم المتحدة هرباً من جحيم القصف الإسرائيلي الذي مس أيضاً المركز فتناثرت أشلاء ما يقرب من 250 قتيلاً وجريحاً مدنياً أكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن.قال عنه النائب العربي عن اللائحة العربية الموحدة في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس «شيمون بيريز مغطى بالدم الفلسطيني من رأسه إلى اخمص قدميه». وأضاف «نجح في تقديم نفسه على أنه حمامة سلام إلى أن منح جائزة نوبل للسلام». وأضاف أنه في الواقع «المسؤول المباشر عن الجرائم وجرائم الحرب ضدنا (...) وأحد أقدم أعمدة المشروع الاستيطاني الصهيوني الأكثر مقتاً ووحشية وتطرفاً».وقد سجل رقماً قياسياً في الهزائم في الانتخابات التشريعية في 1977 و1981 و1984 و1988 و1996، ما جعله يوصف بـ»الخاسر الأبدي». غير أنه نهض بعد كل هزيمة، مؤكداً في كل مرة أنه مازال في وسعه خط فصول جديدة في سجله الحافل.ولد بيريز في فيشنيفا في بولندا في أغسطس 1923 وهاجر إلى فلسطين وهو في الحادية عشرة. وبعد إعلان دولة الاحتلال في 1948 عين وهو في التاسعة والعشرين مديراً عاماً لوزارة الدفاع بعد لقائه بن غوريون. ويقول خبراء أجانب إنه «مؤسس» البرنامج النووي الإسرائيلي الذي جعل إسرائيل القوة النووية السادسة في العالم.تزوج شيمون بيريز من صونيا التي توفيت في 2011 وقد أنجب منها ثلاثة أبناء، وهو جد لعدة أحفاد وأبناء أحفاد.
شيمون بيريز.. سفاح قانا المتوج بـ«نوبل» للسلام
16 سبتمبر 2016