زهراء حبيبالعصبية والعنف وأعراض التوحد والعزلة ملامح تظهر لدى الطفل مع تزايد ساعات استخدامه للحاسب اللوحي «الآيباد»، كما تحول الجهاز نفسه إلى أداة لوقوع العديد من الأطفال بفخ شبكات تعرضهم للاستغلال الجنسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وفي الوقت الذي كشف فيه أولياء أمور عن ملاحظاتهم الدقيقة لتغيير سلبي بسلوك أطفالهم جراء استخدامهم المفرط لمتابعة مقاطع الفيديو وألعاب الحركة والعنف على جهاز الآيباد، حذر اختصاصيون وخبراء من ترك جهاز الآيباد في متناول الطفل دون رقيب وحسيب، فهناك مواقع تستدرج الأطفال والمتاجرة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وأشار الخبراء إلي أنهم تقدموا مؤخراً ببلاغ للجهات المعنية ضد إحدى صفحات الإنستغرام التي تعرض صوراً للأطفال في وضعيات غير أخلاقية والمتاجرة بهم عبر صفحتها. وأوضحوا لـ«الوطن» أن الآيباد أحد المسببات الرئيسة للتوحد الذي يعتبر اضطراباً دائماً بالجهاز العصبي بالمخ. وبينوا أن الآيباد له شقين السلبي والإيجابي، والشق الأخير يتحقق باستخدام الطفل للجهاز في اللعب بالبرامج التي تنمي ذكاءه كالتركيبات وتكملة المقاطع أو الجمل، والشق السلبي هو التسمر أمام الشاشة لمشاهدة الأفلام عبر تطبيق اليوتيوب، وفي كل الحالات يجب على أولياء الأمور تحديد مدة زمنية للاستخدام للطفل وهي ساعة واحدة وعدم ترك المجال مفتوحاً... «الوطن» كشفت تفاصيل الظاهرة المتفشية وسلبياتها على المجتمع في السطور المقبلة..في البداية، تقول فاطمة حسن إنها لاحظت تغير سلوك طفلتها ذي الخمس سنوات، مع زيادة ساعات استخدام ابنتها للآيباد لمتابعة مقاطع الفيديو الخاصة بالشخصيات المعروفة كسبايدرمان وبات مان، فأصبحت تمتاز بحدة الطباع والعناد بصورة مخيفة، كما تصدر منها سلوكيات لا تتناسب مع جنسها أم عمرها كالعنف مع الأطفال الآخرين وممارسة بعض الحركات الصبيانية، وسهرها لساعات طويلة تحت رحمة هذه البرامج ورفضها القاطع لإطفاء الجهاز والخلود للنوم. وأشارت إلى أن سلوكيات طفلتها تثير مخاوفها في الفترة الأخيرة، لكثرة بكائها بصوت عالٍ وصراخها المستمر في حال قبل أي طلب لها بالرفض، وهي باتت في حيرة من أمرها حول كيفية التصرف مع ابنتها التي فرضت سيطرتها على أفراد الأسرة. من جانبها، فوجئت أم أحمد بنسيان طفلها لبعض الكلمات وتوقفه عن الكلام، وصراخه المستمر في حال قامت بتغيير القناة التلفزيونية، وتنتابه حالة من الهستيريا عند أخذه لجهاز الآيباد من يد طفلها، وكانت تعتقد في بادئ الأمر بأنها طريقته في التعبير عن رفضه لسلوكياتها معه، ومحاولة لفرض رغباته عليها في مشاهدة المسلسلات والأفلام الكرتونية لساعات طويلة، أما للعب أم متابعة الفيديوهات في موقع اليوتيوب، لكن الأمر أصبح يشكل خطراً على حياة طفلها خاصة بعد ملاحظته لمتابعته المستمرة لمقاطع تتصف بالدموية والمشاهد العنيفه، ناهيك عن انعزاله التام عن العالم الخارجي وعدم تكوينه لصداقات وعدم رغبته بالاحتكاك بأبناء خالاته وأعمامه وأقاربه. وقالت إنه بعد أن بلغ عمر الأربع سنوات وعجزها عن فهم سبب عصبية طفلها وانعزاله وعدم حديثه معها أو مع الآخرين، حتى بعد عرضه على أطباء ومتخصصين بالنطق والسمع، لجأت لأطباء نفسيين ومتخصصين بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لتشخيص حالة طفلها، فكانت المفاجأة» طفلك يعاني من طيف التوحد متلازمة أسبرجر». واسترجعت أم أحمد شريط الذكريات منذ اليوم الأول لولادة طفلها حتى بلوغه أربع سنوات وتصرفات طفلها، واندماجه بالعالم الافتراضي بجهاز الآيباد ورفضه للتغيير، مما دفعها للسؤال أن حرمان طفلها من الأجهزة الإلكترونية هو الحل لعلاج حالة طفلها، فجاءها الرد بأن استخدام الطفل لهذه الأجهزة تساعد على ظهور عوراض وملامح التوحد وتزيد من حالته المرضية وتقنين الفترة الزمنية واقتصاره على الدور التعليمي سيكون له الأثر الإيجابي في الحد من أعراض « التوحد». وأم أخرى انصدمت من تصرفات ابنها ذي الـ3 أعوام بتقليده لبعض السلوكيات غير السوية متأثراً بما يشاهده عبر شاشات التلفاز لبعض المسلسلات الكرتونية ببعض القنوات، وكذلك مقاطع الفيديو التي يتابعها عبر اليوتيوب، بعد أن فشلت محاولتها في بحظر ومنعه من الولوج للمقاطع غير المرغوبة، إذ استطاع كسر الحظر بطريقته الخاصة.ومن جهتها، حذرت مديرة مركز شريفة سوار للإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والسلوكي د.شريفة سوار من ترك جهاز الآيباد في متناول الطفل دون رقيب وحسيب، فهناك مواقع تستدرج الأطفال والمتاجرة بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منوهة بأنها تقدمت ببلاغ لدى الجهات المعنية ضد أحد صفحات الإنستغرام التي تعرض صوراً للأطفال في وضعيات غير أخلاقية والمتاجرة بهم عبر صفحتها. وأردفت بأن الاستخدام السلبي لجهاز الآيباد يترك وراءه أطفالاً أعصابهم حادة، ويعانون من الجفاف العاطفي والسلوك الإباحي وغير السوي، وأشخاصاً سلبيين كسولين، ومتبلدين ذهنياً، ومدمنين على اليوتيوب، وزيادة وتيرة العنف تجاه الأطفال الآخرين لتأثرهم بمقاطع العراك والمصارعة على صفحات الإنترنت. وأكدت بأن تأثير استخدام الأجهزة الذكية والآيياد لن يقتصر على فترة زمنية من عمر الطفل، بل آثاره تستمر للأبد، فهناك أزواج مدمنون على تلك المواقع والألعاب الإلكترونية منعزلين عن حياتهم الزوجية والأسرية. وشددت على أنها رصدت موقعاً في العالم الافتراضي «الإنستغرام» من يقوم بالمتاجرة وعرض الأطفال وغيرهم على صفحاته للراغبين بالرذيلة، وقامت بإبلاغ الجرائم الإلكترونية عن ذلك الموقع. وأشارت إلى أن هناك 12 فتاة من السن 11 حتى 17 سنة تمت المتاجرة بهن، وكل فتاة قامت باستدراج الأخرى إلكترونياً لذلك الوكر. ولفتت بأن ردت فعل أولياء الأمور بعد اكتشاف انقياد أطفالهم وتعرضهم للبيع على تلك المواقع الإلكترونية، يقتصر على الصدمة والضرب، دون التساؤل عن الدافع وراء ذلك، ومن سهل للطفل طريق الرذيلة؟. وطالبت سوار من الجهات المعنية إنشاء دار لرعاية القاصرين من الذكور والإناث المتعرضين للعنف الأسري من أسرهم، ومن وقع ضحية للتفكك الأسري وأصبح لقمة سهلة لمن تسول له نفسه بالمتاجرة بهم في عالم الدعارة. وفي ذات الصدد، أكد رئيس جمعية التوحديين البحرينية أحمد الصفار أن الآيباد هو أحد المسببات الرئيسة للتوحد الذي يعتبر اضطراباً دائماً بالجهاز العصبي بالمخ. وأشار الصفار بأن الآيباد له شقين السلبي والإيجابي، والشق الأخير يتحقق باستخدام الطفل للجهاز في اللعب بالبرامج التي تنمي ذكاءه كالتركيبات وتكملة المقاطع أم الجمل، والشق السلبي هو التسمر أمام الشاشة لمشاهدة الأفلام عبر تطبيق اليوتيوب، وفي الحالاتين يجب على أولياء الأمور تحديد مدة زمنية للاستخدام للطفل وهي ساعة واحدة وعدم ترك المجال مفتوح. ولفت إلى أن شاشة التلفاز تحمل نفس المخاطر، ففي السابق كانت القنوات تحدد فترة عرض الرسوم المتحركة بوقت محدد لا يتجاوز الساعتين، أما الآن فهناك عشرات القنوات المفتوحة على مدار 24 ساعة تعرض مئات الأفلام والرسوم والبرامج الخاصة بالأطفال، فأصبح الأطفال جهاز تلقٍ فقط، مثل الصندوق المحشو على حد وصفه. وأشار إلى أن جهاز الآيباد يخلق أطفالاً منعزلين عن العالم الخارجي، وتقتصر حياتهم على عالمهم الافتراضي الخاص بهم، وهو ذات المحيط الذي يعيش فيه الطفل المصاب بالتوحد. وبين أن النسبة العالمية للأطفال المصابين بالتوحد على مستوى العالم تقدر بشخص لكل 100، وفي البحرين هناك نحو ألفي حالة توحد، أما السعودية بلغ عددهم 500 ألف شخص توحدي، وهي أعداد تدق ناقوس الخطر. وعلى الصعيد نفسه، أشارت الدراسات إلى أن أضرار الآيباد على الأطفال تتلخص في: إضعاف عضلات الجسم الدقيقة وتحديداً التي يستخدمها للكتابة وإمساك القلم، والتأثير على قدرته على التركيز من خلال تقليلها وإضعاف انتباهه للأشياء التي حوله، والتأثير على الحاجز الدماغي الوقائي عند الطفل؛ لأن دماغ الطفل يمتص أضعاف كميات الأشعة التي يمتصها دماغ الشخص البالغ، واضطراب قدرته على التحكّم في شهيته، والكسل والخمول وعدم الرغبة على النهوض وممارسة النشاط الحركي أو حتّى التمارين الرياضية، مما يؤدي إلى زيادة وزنه وما يصاحب ذلك من أمراض ومشاكل صحية، وتواجهه صعوبات كبيرة في التعلم والتدريس، فمثلاً تضعف قدرته على القراءة، وأرق واضطراب في عدد ساعات النوم؛ لأن الطفل سيفضل حمل الآيباد واللعب عليه بدلاً من النوم، وزيادة عصبيته وقلقه بحيث يصبح أكثر عنفاً، وتراجع قدراته على التذكر، والسلوك الإباحي، والتبلد الذهني.