عواصم - (وكالات): أعلنت روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصف أمس «موقعاً لجيش النظام في جبل ثردة بمحيط مطار دير الزور ما أدى إلى مقتل 62 جندياً من قوات الأسد وإصابة 100 آخرين»، بحسب حصيلة غير نهائية أعلنها الجيش الروسي، بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مقتل 80 جندياً في الضربات التي شنتها «طائرات تابعة للتحالف الدولي».وفي وقت لاحق، أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة «داعش» أنه قصف ما كان يعتقد أنه موقع للمتشددين في سوريا، لكنه أنهى العملية فور تلقيه تحذيراً من موسكو بأنه ربما يكون تابعاً لجيش النظام السوري. وقال بيان صادر عن قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن «سوريا هي مسرح عمليات معقد مع تواجد قوات عسكرية وميليشيات مختلفة تعمل في محيط قريب، لكن التحالف لم يستهدف عمداً قط وحدة عسكرية سورية». وفي رد عاجل، أعلن الجيش الأمريكي تعليق عمليات التحالف الدولي في دير الزور في سوريا. وتأتي التطورات الميدانية في اليوم الخامس لهدنة هشة تشهدها المناطق السورية بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، تستثني المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون. لكن الجيش الروسي حذر في وقت سابق من أن الوضع في سوريا «يسوء»، وحمل واشنطن مسؤولية أي انهيار للهدنة، في حين أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «موسكو لن تنشر تفاصيل الاتفاق مع واشنطن بشأن سوريا من طرف واحد»، مشيراً إلى أن «الأمريكيين طلبوا الإبقاء على بعض بنود الاتفاق في إطار السرية». واتهمت روسيا أمريكا برفض تقاسم وثائق متعلقة بالاتفاق الأمريكي الروسي حول وقف الأعمال القتالية في سوريا مع مجلس الأمن الدولي الذي ألغى اجتماعاً مغلقاً كان مقرراً بشأن هذا النص، مساء أمس الأول.وأكدت موسكو التزامها بتعهداتها في سوريا، وأعربت عن أملها بموافقة مجلس الأمن على الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الهدنة، وذلك بعد ساعات من إلغاء الاجتماع وتحميل روسيا الولايات المتحدة المسؤولية.ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن بلاده ملتزمة تماماً بتعهداتها في سوريا، لكنه أشار إلى عدم إمكانية الولايات المتحدة تحديد أين توجد المعارضة في سوريا وأين يوجد «المجرمون» على حد وصفه.وأشار إلى أن هناك هدفاً مشتركاً لدى روسيا والولايات المتحدة في اتفاق الهدنة بسوريا. من جانبه، أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن موسكو لن تنشر تفاصيل الاتفاق مع واشنطن بشأن سوريا من طرف واحد، مشيراً إلى أن الأمريكيين طلبوا الإبقاء على بعض بنود الاتفاق في إطار السرية. وأعرب أوشاكوف عن أمله في أن يوافق مجلس الأمن على الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الهدنة في سوريا. وفي وقت لاحق، حذر الجيش الروسي من أن الوضع في سوريا «يسوء»، مؤكداً أن الفصائل المقاتلة نفذت أكثر من 50 هجوماً على القوات السورية وعلى المدنيين في 24 ساعة، وحمل الولايات المتحدة مسؤولية اي انهيار للهدنة. وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو مدير مركز التنسيق الروسي في سوريا في اتصال مع قيادة الأركان الروسية عبر دائرة فيديو مغلقة «الوضع في سوريا يسوء». وفي تطور آخر، أعلن الجيش الروسي أن أكثر من 60 جندياً سورياً قتلوا وأصيب 100 آخرون في ضربات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت موقعاً لجيش الأسد شرق البلاد. وقال الجيش في بيان إن «طائرات للتحالف الدولي شنت 4 ضربات جوية على القوات السورية التي يحاصرها تنظيم الدولة «داعش» قرب مطار دير الزور»، لافتاً إلى «مقتل 62 جندياً من قوات الأسد وإصابة 100 في الضربات». بدوره، أكد جيش الأسد مقتل عناصر من قواته في قصف للتحالف على دير الزور، دون تحديد حصيلة للقتلى. من جانبه، أكد الجنرال فيكتور بوزنيخير من قيادة الأركان الروسية أن روسيا «تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات الحكومية من الرد على النار (..) وإذا لم يتخذ الجانب الأمريكي الإجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته في إطار الاتفاق الموقع في 9 سبتمبر فإن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار». وانتقد مسؤولون عسكريون روس الولايات المتحدة بشدة في شأن مدى التزام مقاتلي المعارضة بوقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي في جنيف في محاولة لوقف سفك الدماء في سوريا. وتسري الهدنة منذ 5 أيام. إلا أن الرئيس الروسي كان أعرب قبل ساعات عن تفاؤله بشأن الهدنة في سوريا مؤكداً التزام بلاده ودمشق بها في ظل توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة على خلفية الكشف عن تفاصيل الاتفاق وتنفيذه. وبرز التوتر بين الدولتين الراعيتين للهدنة في الغاء اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، قالت موسكو إن سببه رفض واشنطن عرض مضمون الاتفاق بينهما بالكامل. ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سوريا مساء الاثنين الماضي بموجب اتفاق روسي أمريكي. وجرى تمديدها 48 ساعة إضافية حتى مساء الجمعة الماضي، واعربت موسكو عن استعدادها لتمديد العمل بها 72 ساعة. ويستثني الاتفاق الروسي الأمريكي «داعش» وجبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقا قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة». ويعد تحالف الاخيرة مع فصائل معارضة وإسلامية في مناطق عدة في البلاد عائقا أساسياً أمام الاتفاق. وترى روسيا أن الولايات المتحدة لم تفِ بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بفصل الفصائل المعارضة عن جبهة فتح الشام، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة كما ينص الاتفاق. وكان يفترض أن يناقش سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن في جلسة مغلقة إمكان دعم الاتفاق الروسي الأمريكي، إلا أن الاجتماع ألغي بطلب من روسيا والولايات المتحدة. وتتحفظ الولايات المتحدة عن اطلاع الأمم المتحدة على تفاصيل الاتفاق، مؤكدة حرصها على سلامة بعض الفصائل المقاتلة التي يدعمها الأمريكيون في سوريا. وكان سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين صرح أنه «لن يكون هناك على الأرجح قرار لمجلس الأمن الدولي لأن الولايات المتحدة لا تريد تقاسم هذه الوثائق مع أعضاء مجلس الأمن». وينص الاتفاق الروسي الأمريكي الذي سرت بموجبه الهدنة، على إدخال مساعدات إلى المدن المحاصرة والتي يتعذر الوصول إليها في سوريا، بدءاً بالأحياء الشرقية المحاصرة من قوات النظام في مدينة حلب. وتنتظر منذ أيام شاحنات محملة بالمساعدات في المنطقة العازلة عند الحدود السورية التركية بأمل إيصال المساعدات إلى تلك الأحياء حيث يعيش 250 ألف شخص. ولا يزال الهدوء مسيطراً على مدينة حلب المقسمة باستثناء بعض القذائف القليلة خلال الأيام الماضية. أما في جبهات أخرى فقد تجدد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود.