عواصم - (العربية نت، وكالات): قالت مصادر أمنية إن نحو مئة عائلة كردية اضطرت إلى النزوح عن منازلها جراء قصف مدفعي إيراني استهدف قرى حدودية شمال شرق محافظة أربيل شمال العراق، بينما بحث ممثلون عن الشعوب والأقليات القومية والدينية في إيران «حق تقرير المصير» خلال ندوتين عقدتا، خلال اليومين الماضيين على هامش الدورة الـ 33 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مقر المنظمة الدولية في جنيف. وأضافت المصادر أن القوات الإيرانية قصفت عدداً من القرى التابعة لناحية سيدكان الواقعة على الشريط الحدودي بين إقليم كردستان العراق وإيران، وتسبب القصف في إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وأكد مصدر بقضاء سيدكان لوكالة الأنباء الألمانية أن إيران واصلت قصف مناطق بإقليم كردستان العراق، ما تسبب في نزوح 70 أسرة من منازلها.وقال إن المدفعية الإيرانية قصفت القرى التابعة لمنطقة بربزين في قضاء سيدكان وقرى سقر وكردهاجر وكروي سينكاو وبردسبي وكروزينيان.وأشار إلى أن طائرة مسيرة تحلق باستمرار في السماء، في حين اندلعت النيران في مساحة واسعة من المنطقة. وكانت المدفعية الإيرانية قصفت في 11 أغسطس الماضي مناطق حدودية في إقليم كردستان العراق؛ مما أدى إلى نزوح عشرات العائلات وحرق مساحات واسعة من الأراضي.وأجبر القصف حينها مئات الأسر على النزوح من القرى الواقعة على الحدود بين إيران والعراق.وتزعم طهران أن هذه المناطق تضم مواقع لمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.وفي وقت سابق، قال مصدر مقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني إن أفراده عززوا مواقعهم وحصنوها بشكل أكبر بمحاذاة الحدود العراقية الإيرانية.وكانت المدفعية الإيرانية قصفت في 26 يونيو الماضي مناطق في محيط أربيل، مما أسفر حينها عن جرح 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال.وجاء القصف رداً على تنفيذ الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني هجمات داخل إيران انطلاقاً من الأراضي العراقية.من ناحية أخرى، بحث ممثلون عن الشعوب والأقليات القومية والدينية في إيران «حق تقرير المصير» خلال ندوتين عقدتا، اليومين الماضيين، على هامش الدورة الـ 33 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مقر المنظمة الدولية في جنيف.وحضر ندوة «حق تقرير المصير» في اليوم الأول، خبراء من الأمم المتحدة وممثلون عن منظمات حقوقية دولية وإقليمية، واستمعوا إلى أطروحات وآراء ممثلي الشعوب غير الفارسية والأقليات العرقية والدينية في إيران كالأكراد وعرب الأحواز والبلوش والبهائيين وغيرهم، والذين يعانون من الاضطهاد والتمييز على يد السلطات الإيرانية.وناقش المشاركون في هذه الندوة التي نظمها مركز «زاغروس» لحقوق الإنسان، بدعم من منظمات ذات صفة استشارية في الأمم المتحدة، الجوانب القانونية والحقوقية لحق تقرير المصير وتعريفاته بالقوانين الدولية، وكيفية تعامل الدول ومؤسسات الأمم المتحدة مع هذا المبدأ وتطبيقه على الشعوب المضطهدة.وقال رئيس «منظمة حقوق الإنسان الأحوازية» الدكتور كريم عبديان بني سعيد، إنه «في ظل غياب الحماية الدولية المطلوبة لمنع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان ضد القوميات في إيران، بما فيها الشعب العربي الأحوازي، ليس هناك طريق أمام هذه الشعوب إلا ممارسة حقها القانوني في المطالبة بحق تقرير المصير». وانتقد بني سعيد بشدة، موقف المجتمع الدولي إزاء ما يمارسه النظام الإيراني من جرائم وإعدامات وانتهاكات ضد القوميات والأقليات، وقال إن «استمرار السياسات العنصرية وقمع الحكومة المركزية للأقليات العرقية يدفع باتجاه المطالبة بحق تقرير المصير للخلاص من الإقصاء والاضطهاد المستمر».وأكد أن «المزيد من القمع والإقصاء السياسي واستمرار التهميش الاقتصادي والاجتماعي ضد عرب الأحواز قد يولد ردود فعل متطرفة في أماكن أخرى في المنطقة».وحذر بني سعيد من «بلقنة» إيران، قائلاً إنها ستواجه مصير يوغوسلافيا السابقة إذا لم يتم إعطاء الأقليات القومية المكونة له استقلالها الذاتي لإدارة شؤونها والتي كانت تتمتع به لقرون قبل صعود الشاه رضا بهلوي إلى السلطة في عشرينات القرن الماضي».من جهته، تحدث بابان إلياسي، ممثل مركز «زاغروس» لحقوق الإنسان، عن أوضاع الأكراد في إيران والأساليب القمعية التي تمارسها الحكومة المركزية والتي تدفع بالأكراد نحو العمل المسلح.وقال إلياسي إن «عودة الأكراد للكفاح المسلح في إيران هي نتيجة إهمال حقوقهم ومطالبهم الإنسانية ومجابهتها بالقمع والإعدامات من قبل الحكومة المركزية»، مطالباً المجتمع الدولي بالاهتمام بقضايا القوميات المضهدة بمن فيهم الأكراد وحقهم في تقرير المصير». وفي اليوم التالي للندوة التي عقدت تحت عنوان «حقوق الأقليات في إيران»، مساء الجمعة الماضي بمقر الأمم المتحدة بجنيف، تحدثت ديان علايى، ممثلة مؤتمر البهائيين، عما تتعرض له الطائفة من قمع ومضايقات وتنكيل على يد السلطات الإيرانية.وقالت علايى إن السلطات الإيرانية تحرم البهائيين من إكمال دراستهم، وتحرمهم من الوظائف الحكومية، وتروج ضدهم الكراهية».كما تحدثت صباح بندوئي، الناشطة البلوشية، عما يتعرض له البلوش وأهل السنة في إيران من اضطهاد مزدوج قومي وطائفي منذ قيام نظام الملالي عام 1979. وطالب المشاركون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية للالتزام بتعهداتها الدولية وحماية حقوق الأقليات، كما شددوا على ضرورة منح الشعوب المضطهدة حقها القانوني في تقرير المصير وفقاً للقوانين الدولية والآليات الأممية.