تشهد أروقة مبنى الأمم المتحدة بنيويورك اليوم بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71 والتي تعقد تحت شعار: «الأهداف الإنمائية المستدامة.. دفعة عالمية لتحويل العالم»، تسليم جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة إلى الوزير السابق للأراضي والإسكان والتجمعات البشرية بجمهورية تنزانيا والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» أنا تيباجوكا.وسيتم تسليمها الجائزة تقديراً لإنجازاتها في تحقيق المشاريع التنموية من قبل الأفراد والمؤسسات والنجاح في تقديم الحلول الابتكارية التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودورها وإسهاماتها عبر مختلف المناصب التي تبوأتها في تحقيق التنمية الحضرية والتنمية المستدامة. وتأتي الجائزة، انطلاقاً من إيمان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بأهمية الجهود الأممية في مجال التنمية المستدامة وضرورة دعمها من خلال المشاركة الفاعلة في الجهود العالمية لتشجيع المشاريع المتميزة التي ترتبط بشكل وثيق بتحسين الأحوال المعيشية للإنسان في كافة بقاع العالم.واكتسبت جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة مكانة بارزة عالمياً، كواحدة من المبادرات الخلاقة الهادفة إلى دعم جهود المجتمع الدولي في مساعدة المجتمعات الفقيرة، وتمكينها من تحقيق مستويات متقدمة في مجال التنمية الحضرية، تكفل لشعوبها سبل العيش الكريم، حيث أصبحت الجائزة علامة على الموقع الريادي الذي تبوأته البحرين كشريك أممي فاعل في مجالات التنمية الحضرية والبشرية ومكافحة الفقر والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليم والإسكان. وتأتي أهمية الجائزة لإسهامها في دعم خطط وسياسات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على صعيد التنمية الحضرية والإسكان وتجسد في الوقت ذاته، رؤية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على المستوى الدولي فيما يتعلق بتحقيق التنمية الحضرية المستدامة للقضاء على الفقر ولاسيما في المدن والأحياء الفقيرة ونشر ثقافة التنمية المستدامة في المجتمعات الفقيرة.وجاءت الجائزة كمبادرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء خلال تسلم سموه جائزة «الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان»، من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التي عقدت بجنيف في يوليو 2007، تقديراً لإنجازات سموه وإسهاماته التنموية المتميزة فى مجالات التنمية الإسكانية والعمرانية ومحاربة الفقر والعمل المتواصل على رفع مستويات المعيشة. وجسدت الجائزة التي يقوم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بتمويلها شخصياً دعماً لجميع المساعى الرامية إلى تطوير المستوطنات البشرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، حيث تقدم الجائزة كل سنتين لفرد أو جهة متميزة بما في ذلك المدن ومؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمراكز الأكاديمية والبحثية والإعلامية التى ساهمت بشكل ملموس وعبر مشاريع أقيمت على أرض الواقع في الحد من الفقر ودعم الجهود الرامية للتنمية الاقتصادية.ويعكس التقدير الدولي لمبادرة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بإطلاق هذه الجائزة، أهمية التعاون الدولي لابتكار المبادرات الخلاقة، باعتباره الطريق الأمثل للارتقاء بالأوضاع المعيشية للبشر في مختلف أقطار العالم، لاسيما في ظل تزايد التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والأوضاع المضطربة التي يعيشها العالم في الوقت الراهن.كما تترجم الجائزة المكانة المميزة التي تحتلها البحرين عالمياً في تفعيل الشراكة الأممية من أجل التنمية، حيث قدم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، ومن خلال تلك المبادرة العالمية، نموذجاً للشخصية الفاعلة على الصعيد العالمي التي لا ينحصر اهتمامها في قضايا محيطها المحلي المحدود وإنما تعدى ذلك للتفاعل بإيجابية مع مختلف القضايا الدولية المهمة وفى مقدمتها قضايا التنمية المستدامة.وحظيت الجائزة في نسختها الأولى العام 2007 بتفاعل كبير حيث تقدمت العديد من الشركات والمؤسسات من مختلف قارات العالم، بمشروعاتها للحصول على الجائزة التي تشجع على المنافسة لتحقيق الأفضل في مجال التنمية الحضرية والإسكان، وبما يؤدي إلى الارتقاء بمستوى المعيشة للسكان في أرجاء العالم، حيث تركزت المشروعات المترشحة لنيل الجائزة في تحسين ظروف الإسكان وخصوصاً للفقراء والتنمية الحضرية، وتقديم القروض الميسرة والمنح الاجتماعية لبناء وتحسين المساكن، والحفاظ على نظافة البيئة والمدن وتطويرها، بالإضافة إلى توفير مساكن اقتصادية ومنخفضة الكلف للشباب المتزوجين حديثاً. وشهد العام 2008 تسليم «جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية» خلال أعمال الدورة الرابعة للمنتدى الحضري العالمي الرابع الذي أقيم في مدينة نانجين الصينية خلال الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر 2008 بمشاركة أكثر من 1500 مشارك من مختلف دول العالم، للمشروع الفائز وهو مشروع «اللواء الأخضر» لبوركينا فاسو، والذي جاء متماشياً مع رؤية جائزة سمو رئيس الوزراء للمستوطنات البشرية وبالأخص تلك المتعلقة بتطبيقات الموئل على مستوى المدن وتبادل أفضل الممارسات الإبداعية المتعلقة بالتنمية. واعتبرت «جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية» الحدث الأكبر في الدورة الرابعة للمنتدى الحضري العالمي بالصين نظراً لما مثلته الجائزة من تشجيع للطرق المبتكرة لتنفيذ المشاريع التي تقدم إسهامات اجتماعية وبيئية لمختلف المجتمعات وتعمل على حماية مستقبل المدن المستدامة عبر تحويل الأفكار إلى أعمال.وتكمن أهمية هذه الجائزة التي سلمت لجمهورية بوركينا فاسو عن مشروع «اللواء الأخضر» في مساهمتها لدعم خطط وسياسات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على صعيد التنمية الحضرية والإسكان وتجسيد رؤية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على المستوى الدولي فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة، كما تؤكد رغبة البحرين في دعم الجهود الدولية من أجل تحسين الأوضاع المعيشية في العالم ودعمها لجهود الأمم المتحدة وبرنامج المستوطنات البشرية في مجال التنمية الحضرية.كما إن تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء شخصياً بتسليم الجائزة إلى المشروع الفائز من بوركينا فاسو أعطى للعالم نموذجاً إيجابياً ومميزاً يتفاعل مع القضايا الدولية الهامة، وفي مقدمتها قضايا التنمية المستدامة.وواصلت جائزة «خليفة بن سلمان آل خليفة للمستوطنات البشرية» ما حققته من نجاح في دعم الأهداف التنموية العالمية وتمكين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من تنفيذ خططه الخاصة بالتنمية الحضرية المستدامة وخاصة فى البلدان النامية، وتم تسليمها في المنتدى الحضري العالمي الخامس، الذي عقد في مدينة ريودي جانيرو بالبرازيل في الفترة من 22ـ 26 مارس 2010، حيث فاز بالجائزة مشروع «برنامج الأرض والإسكان» لمؤسسة بنتو ربياو من ريودي جانيرو بالبرازيل، حيث ساهم المشروع في رفع مستوى الأحياء الفقيرة وبناء المساكن من خلال تقديم المعونات المتبادلة والعمليات التشاركية وتسوية وضعها فيما يتعلق بحيازة الأراضي عن طريق فريق المؤسسة المتعدد التخصصات فيما يتم الاحتفاظ بأراضي المشروع عبر الملكية الجماعية للمجتمع. ونالت الجائزة اهتماماً واسعاً في المنتدى الحضري العالمي الخامس في ريو دي جانيرو بمشاركة أكثر من 21 ألف مشارك يمثلون أكثر من 160 بلداً، حيث أضحى تقديم الجائزة أحد العلامات المميزة لأعمال المنتدى الحضري العالمي والذي يحظى بمشاركة دولية واسعة، تأكيداً على دورها في تشجيع وتحفيز المبادرات الخلاقة والفعالة للأفراد والمنظمات فيما يتعلق بتنفيذ أجندة الإسكان والمستوطنات المرتبطة بالأهداف الإنمائية.ويحق لمملكة البحرين أن تحتفي بإسهامات قادتها في مساندة الجهود الأممية والدولية للتنمية الحضرية المستدامة ونشر ثقافة التنمية في كل المجتمعات، وخاصة في الدول النامية؛ تجسيداً لإيمان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بضرورة دعم كل الجهود الدولية المبذولة من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للإنسان أينما كان في كل ربوع العالم.