عواصم - (وكالات): واجهت شرطة شارلوت جنوب شرق الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة لنشر تسجيل فيديو لمقتل رجل أسود يدعى كيث لامونت سكوت «43 عاماً» برصاص شرطي بعد ليلة ثالثة من التظاهر رغم حظر للتجول.وتحدى مئات الأشخاص حظر التجول في المدينة ونزلوا إلى الشوارع مجدداً تنديداً بمقتل سكوت. في غضون ذلك، قالت مجموعة عمل تابعة للأمم المتحدة في تقرير ستجري مناقشته الاثنين المقبل في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية إن قتل الشرطة للسود في الولايات المتحدة تذكره بعمليات الإعدام خارج نطاق القانون وإن على الحكومة فعل المزيد لحمايتهم.ويناقض رفض الشرطة المحلية موقف السلطات في أوكلاهوما، حيث جرت حادثة مشابهة الجمعة الماضي في تالسا. وسمح نشر التسجيلات بإحراز تقدم سريع في التحقيق وتوجيه التهمة بعد أيام الى الشرطية المعنية. واستمرت التظاهرات في المدينة وصاحبتها أعمال عنف متقطعة.واستجابت الشرطة جزئياً لمطالب المتظاهرين الحثيثة بشأن تسجيلات الفيديو، فوافقت على أن يشاهد أقارب سكوت الذي قتل الثلاثاء الماضي تسجيلات الحادث. إلا أن التسجيلات لا تحسم نقطة الخلاف الرئيسة بين الشرطة التي تؤكد أنه كان يمسك سلاحاً بيده وأقاربه الذين يقولون إنه كان كتاباً، بحسب أحد محامي الأسرة.وصرحت رئيسة بلدية شارلوت جنيفر روبرتس عبر قناة «سي ان ان» «أريد أن تنشر» التسجيلات مؤكدة أن النقاشات جارية لهذا الغرض.وفيما أكدت أنها لا تتمتع «فردياً بصلاحية طلب نشر التسجيل» دافعت رئيسة البلدية عن أهمية الانتباه «للتوقيت». وأوضحت «نريد أن نتأكد مثلاً من أننا لا نغير وجهة نظر الشهود حول ما جرى» عبر نشر تلك الصور. في هذه الأثناء يتفاقم الغضب وليس في الشارع حصراً.وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس «ليس من مبرر قانوني لحجب الفيديو عن العامة ووسط هذا التوتر تكمن الطريقة الفضلى لتبديد حذر السكان في الشفافية التامة». كما عبرت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش بشكل ضمني عن تأييد نشر التسجيلات. وقالت «لن أصدر تعليمات للشرطة فوراً، لكنني أعتقد عندما يتم نشر معلومات، ولو كانت مشاهدتها قاسية، فإن مجرد إبداء مزيد من الشفافية أكثر فائدة من القيام بالعكس».وهذا الأمر أثبت في تالسا، حيث قتل أسود آخر هو تيرينس كراتشر الجمعة الماضي برصاص الشرطة بعد أن سار إلى سيارته رافعاً يديه. ووجه الاتهام إلى الشرطية التي أطلقت النار بالقتل غير المتعمد، وبانتظار المحاكمة أفرج عنها بكفالة 50 ألف دولار. وأضاف المحامي جاستن بامبيرغ لشبكة «سي ان ان» أن التسجيل يظهر سكوت وهو يسير إلى الوراء عندما يتعرض للقتل ولا يبدو فيه أي سلاح. وأوضح بامبيرغ «ذراعاه كانتا بمحاذاة جسمه وكان هادئاً ويبدو أنه كان يحمل شيئاً بيده لكنه من المستحيل تحديد ما هو». في المقابل، أعاد قائد الشرطة كير بوتني التأكيد أنه تم العثور على مسدس وليس كتاب في المكان بعد مقتله. مع أنه أقر بان التسجيل «لا يتضمن دليلاً بصرياً يؤكد أن شخصاً يوجه سلاحاً» إلا أنه يظهر أن الشرطي الذي أطلق النار ويدعى برنتلي فينسون أسود أيضاً وكان لديه مبرر للقيام بذلك. وتابع بوتني لشبكة فوكس نيوز «لقد أدرك أن سكوت رفض الانصياع للأوامر الشفهية، وأنه لم يلقِ سلاحه وأنه كان يشكل تهديداً وشيكاً لرحال الشرطة».وتظاهر المئات أمس في تحدٍّ واضح لحظر التجول وحالة الطوارئ المفروضة في المدينة. وفرقت الشرطة المحتجين بالغاز المسيل للدموع.ويجزم محتجون بوجود دوافع عنصرية واستخدام مفرط للقوة من قبل الشرطة وهو ما أدى إلى ظهور حركة «بلاك لايفز ماتر» أو «حياة السود مهمة».ويشكل مقتل سكوت بحسب المتظاهرين فصلاً جديداً في سلسلة طويلة من عنف الشرطة ضد السود، وسط تصاعد كبير في العامين الأخيرين للتوتر العنصري في البلاد. في غضون ذلك، قال الادعاء العام في مدينة تلسا بولاية أوكلاهوما إن الشرطية التي أطلقت النار على سائق أسود فأردته قتيلاً وجهت لها تهمة رسمية بالقتل الخطأ.ويمكن أن تسجن بيتي شيلبي لمدة 4 سنوات إذا أدينت بالتهمة المنسوبة إليها.وأطلقت الشرطية النار على تيرانس كراتشر الأسبوع الماضي عندما كان واقفاً بالقرب من سيارته المعطوبة على قارعة الطريق.وقالت الشرطية التي أطلقت النار على كراتشر إنه لم يمتثل للتعليمات وكان عليها أن تطلق النار عليه عندما أخذ يتحسس نافذة سيارته.وأدى موت كراتشر إلى احتجاجات في تلسا لكنها ظلت سلمية. وتشهد الولايات المتحدة منذ سنتين تصاعداً في التوتر العرقي مع تكرار حوادث قتل سود غير مسلحين في أحيان كثيرة بايدي شرطيين، وبسبب المعاملة العنيفة التي يلقاها السود من الشرطة.وتحول استخدام الشرطة القوة ضد السود منذ عامين إلى هدف للاحتجاجات في مختلف مناطق الولايات المتحدة، وقد أصبح الموضوع الآن مطروحاً بقوة في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.