وصل الطراد الروسي "فارياغ" إلى ميناء الإسكندرية، صباح الاثنين، وسط استقبال رسمي من القوات البحرية المصرية، بحضور المراسم العسكرية، وذلك تزامناً مع زيارة مرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، إلى القاهرة يومي 13 و14 نوفمبر الجاري.ويعتبر الطراد "فارياغ " أحد أهم وحدات الأسطول الروسي وسوف يتولى مسؤولية التشكيل العملياتي الدائم لسلاح البحرية الروسية في البحر المتوسط بعد أن يحل محل طراد "موسكو" التابع لأسطول البحر الأسود الروسي.ويحمل الطراد "فارياغ" على متنه وحدات لمشاة البحرية، وعدداً من مروحيات "كا - 27" القادرة على تدمير الغواصات وتنفيذ عمليات مكافحة القراصنة.يُذكر أن الطراد "فارياغ" هو النسخة الثالثة لمشروع 1164 "أتلانت"، ويزود الطراد بـ16 منصة لإطلاق الصواريخ من منظومة "فولكان" المضادة للسفن، ويبلغ مدى إطلاق الصواريخ 700 كيلومتر.ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع المصرية قوله إن زيارة السفينة العسكرية الروسية للإسكندرية ستستمر حتى يوم السبت المقبل.زيارة مهمةهذا ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي، الزيارة القادمة للمسؤولين الروس إلى القاهرة بأنها "زيارة مهمة وبالغة الدلالة في مثل هذا التوقيت".يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "كوميرسانت" الروسية إلى أن توريد السلاح الروسي لمصر قد يكون الموضوع الرئيسي المدرج على جدول المباحثات الروسية المصرية المرتقبة بين وزراء خارجية ودفاع الدولتين.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) عن عبدالمعطي قوله لوسائل إعلام روسية: "إن علاقات التعاون مع روسيا لم تنقطع أبداً، وإن هناك بعدين هامين لزيارة الوفد الروسي رفيع المستوى، الأول هو البعد الثنائي في إطار رغبة مصرية يقابلها رغبة روسية صادقة لدفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام في كل المجالات، السياسية والتجارية الاقتصادية، والتعاون في قطاع السياحة".وأضاف: "التعاون الأمني والعسكري مهم، لافتاً إلى أن جانباً من تسليح الجيش المصري هو في الأساس من الترسانة العسكرية الروسية"، مؤكداً حرص مصر على التعاون في كافة المجالات في التدريب والصيانة والحصول على قطع الغيار، ومشدداً على انفتاح مصر للتعاون مع روسيا في كافة المجالات.وقال عبدالعاطي، في حوار خاص لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية ووسائل إعلام روسية أخرى، إن الزيارة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي إلى موسكو في سبتمبر الماضي، منوهاً إلى أن الزيارة تأتي استجابة لرغبة مصرية روسية في تعميق العلاقات الثنائية.وتابع أن روسيا قطب فاعل في النظام الدولي، ولها نفوذ وتأثير في النظام العالمي، و"نحن منفتحون للتعاون الكامل مع روسيا، خاصة أن هناك علاقة صداقة قائمة، وهناك أرضية صلبة، فنحن ننطلق من التاريخ"، مضيفاً أن مصر لا تنسى مواقف الاتحاد السوفيتي المؤيدة للحقوق العربية، وأن مصر حاربت وانتصرت في 1973 بالسلاح الروسي، وأن هذا الأمر لا يمكن للشعب المصري أن ينساه، وأن هذه القاعدة التاريخية الصلبة يجب أن نوظفها للدخول في آفاق مستقبلية وتعزيز العلاقات في كافة الجوانب.وقال إن البعد الثاني للعلاقات بين البلدين يتمثل في القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الحديث يدور حول دولة عظمى بوزن روسيا الاتحادية، ودولة إقليمية كبرى بوزن مصر، وأن هناك العديد من القضايا التي سيتم بحثها خلال الاجتماعات المرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، مع الرئيس عدلي منصور، ووزيري الدفاع والخارجية في مصر عبد الفتاح السيسي ونبيل فهمي.