إلى غاية اللحظة استطاع كارلو أنشيلوتي المدير الفني لبايرن ميونيخ الألماني تحقيق نتائج طيبة بالفوز في جميع المباريات الرسمية، ومع ذلك تبقى مباراة أتلتيكو مدريد ضمن منافسات دوري الأبطال أول تحدٍ حقيقي خاصة وأن تجربته مريرة مع هذا الفريق بالذات.حال بايرن ميونيخ من حال الأندية الألمانية الأخرى لكرة القدم المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ أن جميعها على موعد مع اختبارات شاقة مبكرة ضمن منافسات المسابقة الأوروبية.بايرن يواجه أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند يقابل ريال مدريد، فيما أوقع الحظ برشلونة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ وموناكو أمام باير ليفركوزن في إطار منافسات المرحلة الثانية لدور المجموعات.وفي الوقت الذي يستهل فيه فريقا دورتموند وباير ليفركوزن المهمة الألمانية لهذه الجولة اليوم سينتظر ليفركوزن وبايرن ميونيخ إلى يوم الأربعاء في ختام منافسات المرحلة.وحين يحل حامل لقب الدوري الألماني على ملعب أتليتيكو، سيستعيد عشاق البافاري ذكرى تجربة مريرة لم تنس بعد وتعود إلى الدور قبل النهائي ببطولة الموسم الماضي. حينها انهزم بايرن أمام أتلتيكو في ذهاب الدور بهدف دون رد، قبل أن يفوز إيابا (2-1) على أرضه، ورغم ذلك خرج من المسابقة، ليواجه السقطة الثالثة له على التوالي أمام فريق إسباني في هذه البطولة.ويطمح النادي الآن للثأر لنفسه، وكلّ أمله في المدرب الجديد الإيطالي، وهو ما لخصه رئيس النادي كارل-هاينز رومينيغه بالقول «الآن مع أنشيلوتي، نرغب في الخروج بنقطة أو حتى حصد الثلاث نقاط».في الوقت ذاته كان رومينيغه واضحاً في تعليماته مشدداً «أن أيّ نتيجة مقبولة، إلا الخسارة فلا»، وذلك في رسالة كان على الفريق حملها معه قبيل توجهه يوم الاثنين الماضي إلى العاصمة الإسبانية مدريد.وحقق أنشيلوتي، بالفعل منذ انطلاق الموسم، مع البافاري رصيداً لا غبار عليه؛ فقد قاد إلى فوز الفريق في جميع المباريات الثمانية التي خاضها إلى غاية اللحظة، ورصيده من الأهداف بلغ حاليا 27 هدفاً مقابل هدف وحيد دخل شباكه.غير أن نظرة في تاريخ المواجهات بين أنشيلوتي وصاحب المركز الثالث في الليغا الإسبانية، تشير إلى رصيد كارثي في ما يتعلق بشخص أنشيلوتي، فمن مجموع المباريات الثمانية الأخيرة التي خاضها الأخير كمدرب أمام أتلتيكو مدريد لم يفز سوى في واحدة منها.بل حتى رصيده من المواجهات المباشرة بينه وبين المدرب دييغو سيميوني ليست أحسن حالاً، فقد فاز الإيطالي 4 مرات، وتعادل 4 مرات، لكنه انهزم في 5 مباريات، آخرها حين دكّ أتلتيكو الموسم الماضي شباك ريال مدريد في الليغا برباعية نظيفة، وكانت القطرة التي أفاضت الكأس في البيرنابيو ودفعت الملكي إلى فسخ العقد مباشرة مع المدرب الإيطالي.ولهذا يمكن القول، إن أتليتيكو الغصة العالقة في حلق أنشيلوتي. وإن كانت مباراة اليوم لن تشكل إطلاقاً أيّ خطر على بايرن في تجاوز دور المجموعات، حتى وإن انهزم فيها.هذه المباراة بمثابة الاختبار الحقيقي الأول الذي وإن نجح فيه، سيضع بلسماً مهدئاً على قلوب إدارة البافاري أولاً لكونها تتطلع بشغف إلى تكرار تجربة 2013/12 حين فاز النادي بلقب الأبطال، ولأجل ذلك تعاقد مع المدرب الإسباني بيب جوارديولا الذي لم يف بالمطلوب، والفوز على أتليتيكو في هذه المرحلة سيقوّي من نفوذ أنشيلوتي في ميونيخ.