شتاء جديد تحت حصار نظام الأسد للثورة السورية، بمعايير خارج نطاق الرفاهية البشرية وما وصلت إليه من تقدم وتطور في القرن الواحد والعشرين، فشتاء الأحياء المحاصرة في حمص يعني المزيد من إيجاد الحلول والبدائل لقضاء شتاء ثالث جديد مع تراكم النقص في كل ما يمكن استخدامه.ووسط شتاء سياسي صامت عالميا عن كل ما يجري بعموم سوريا، يبدي السوريون شكواهم من "برودة" إنسانية العالم التي تجمدت أكثر من برد الشتاء.إنه الشتاء الثالث الذي يمر على المحاصرين، ليكون الشتاء الأقسى على المنطقة في السنوات العشر الأخيرة كما توقعت مراكز الدراسات الجوية، وهو الأقسى على المحاصرين بعد استنفاد الكثير من الحلول لرد برد الشتاء في حصار السنتين السابقتين.وقد أصبح الديزل (المازوت) وعبوات غاز الطبخ أمورا من أحلام المحاصرين، وما كان متواجدا منها في المنازل والمحال التجارية استهلك بشكل كامل على مر ستة عشر شهرا تحت الحصار، والكميات البسيطة المتبقية من المازوت تم حجزها لاستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية لإخراج مياه الآبار، فبدونها سيصبح استخراج الماء مستحيلا.لتصبح الأخشاب هي الحل البديل المتوفر كما هو حال الشتاء الماضي، ولكن هذه المرة مع استنفاذ الحطب المخصص للتدفئة والبدء بالبحث عما تخلفه القذائف من ركام، لأن أكوام الركام ستكون بينها لا محالة أخشاب من أثاث تلك المنازل أو نوافذها أو أبوابها، وسعيد الحظ هو من يحصل على مدفأة مخصصة لإشعال الحطب، فيكون أثر دخانها أقل من قريناتها التي حولت إلى الحطب بدلا من المازوت عملا بالمثل الشهير "دخان يعمي ولا برد يقتل".البعض توقع الأسوأ منذ الشتاء الماضي وأعد العدة لحصار قد يطول، فعمد إلى تهيئة مدفأة العام الماضي ليعيد استخدامها هذا العام في حال نجا منزله من آلاف القذائف التي دكت بها تلك الأحياء.الأطعمة الشتوية التي كانت تخفف من برودة الشتاء في مدينة حمص أصبحت من الماضي، وحتى الأساسيات غير متوفرة، فالنقص كبير في المواد الاستهلاكية وعلى رأسها أبسط أنواع السكر وهو "سكر التحلية"، ويضاف له باقي أنواع المواد الغذائية التي تساعد على تأمين الطاقة اللازمة للنشاطات اليومية.لكن أطفال الحصار ومواليد فترة الحصار هم أكثر من سوف يتأثر بشتاء هذا العام، فأجسامهم الغضة والعجز الغذائي وقلة الأساليب المتاحة للتدفئة سوف تترك كلها آثارها عليهم.
International
مدينة حمص الثائرة تستعد لشتاء قاس تحت حصار قاتل
12 نوفمبر 2013