عواصم - (وكالات): مع تعثر الجهود الدبلوماسية لإيجاد تسوية للنزاع في سوريا والحصار المفروض على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، يدرس الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقوبات جديدة على سوريا يمكن أن تكون لها وطأة شديدة على النظام وتستهدف أيضاً روسيا الداعمة للرئيس بشار الأسد. وقال مسؤولون ودبلوماسيون إن البحث جارٍ في هذه الاستراتيجية، مشيرين إلى أن الجهود الأولية قد تركز على فرض عقوبات في الأمم المتحدة على الجهات الضالعة في هجمات بواسطة أسلحة كيميائية. ومن المتوقع أن تصدر لجنة تحقيق مدعومة من الأمم المتحدة خلال الأسابيع الأربعة المقبلة تقريراً جديداً حول هجومين بالأسلحة الكيميائية وقعا في سوريا في 2014 و2015. وسبق أن حملت اللجنة التي شكلتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قوات الأسد مسؤولية هجومين كيميائيين بغاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، هما تلمنس في 21 أبريل 2014 وسرمين في 16 مارس 2015. من جهة أخرى، حقق جيش الأسد تقدماً ميدانياً هو الأول منذ عام 2013 داخل الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، فيما حذر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، من أن الأحياء معرضة «للدمار التام». على الصعيد الدبلوماسي، وفي إطار السعي لتمرير مشروع القرار الفرنسي حول سوريا في مجلس الأمن، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو وقال له إن «لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار» التي تتساقط على حلب. ووجه الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نداء مؤثراً لإنقاذ الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب، والتي قال إنها قد تدمر بشكل كامل بنهاية العام، داعياً المسلحين إلى مغادرة المدينة. وصرح دي ميستورا في جنيف «خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى، إذا بقيت الأمور تسير على هذه الوتيرة فقد تدمر أحياء شرق حلب بالكامل». وتتعرض الأحياء الشرقية في حلب منذ أكثر من أسبوعين لقصف عنيف من قوات الأسد بدعم إيران وروسيا، استهدف كذلك المستشفيات. وقال دي ميستورا إن وجود مقاتلي جبهة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة» في المدينة يشكل مبرراً لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم عليها. وأضاف مخاطباً مقاتلي النصرة «إذا قررتم الخروج بكرامة ومع أسلحتكم (...) فإنني مستعد شخصياً لمرافقتكم». من جهته أعلن الأسد أن قواته ستواصل محاربة «المسلحين» في حلب حتى يغادروا المدينة، إلا إذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة، متعهداً باستعادة المدينة والسيطرة على كامل البلاد، وفق مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية.