ممثلاً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، يشارك صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء اليوم في أعمال مؤتمر القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي ACD المنعقد في بانكوك بتايلند خلال الفترة 8 - 10 الجاري تحت شعار «آسيا واحدة، قوى متنوعة».وحضر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء مأدبة العشاء التي أقامها أمس الجنرال برايوت تشان أوتشا رئيس وزراء مملكة تايلند الصديقة تكريماً لقادة ورؤساء الحكومات والوفود المشاركين في القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي، في قاعة المؤتمرات بالبحرية الملكية التايلندية في العاصمة بانكوك.ورحب رئيس وزراء تايلاند في كلمة له بالحضور معرباً عن شكره وتقديره لقادة ورؤساء الحكومات المشاركين في القمة، مؤكداً أهمية النتائج التي ستخرج بها القمة والتي ستسهم في تعزيز التعاون بين البلدان الآسيوية. من جانبه، أشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالجهود التي بذلتها مملكة تايلند الصديقة في الإعداد والترتيب لاستضافة القمة الثانية لمنتدى الحوار الآسيوي وما وفرته من إمكانيات وتسهيلات لضمان خروج القمة بنتائج إيجابية من شأنها تعزيز التعاون الآسيوي ومد جسور التواصل والتقارب بين الدول الآسيوية بما يعزز من مكانتها السياسية والاقتصادية إقليمياً وعالمياً. وتبادل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على هامش مأدبة العشاء الأحاديث الودية مع رئيس وزراء مملكة تايلند، وقادة ورؤساء الحكومات والوفود المشاركين في القمة بشأن المستجدات على الساحة الدولية والإقليمية والموضوعات التي يتضمنها جدول أعمال القمة وأهميتها في تعزيز التعاون والتفاهم بين دول القارة الآسيوية.وتتضمن فعاليات القمة إلى جانب الجلسات الرئيسية التي يشارك فيها قادة ورؤساء حكومات ورؤساء وفود الدول الأعضاء، عدداً من ورش العمل يشارك فيها نخبة من خبراء المال والتمويل المصرفي، والبنوك والمؤسسات المالية وأسواق رأس المال، تشمل عدة موضوعات منها «عصر جديد من الربط المالي في آسيا»، «دور التقنيات الحديثة في تطوير الاقتصادات الآسيوية»، و»تمويل البنية التحتية في آسيا والربط المالي الابتكاري المستدام في آسيا في القطاع الخاص بدول حوار التعاون الآسيوي».وتأتي أهمية مشاركة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في هذه القمة القارية الدولية الهامة انطلاقاً من أهمية منتدى الحوار الآسيوي الذي يعد أحد أكبر وأهم المنتديات الإقليمية والدولية، حيث إنه يشكل ساحة لتبادل الآراء والأفكار والاقتراحات حول العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والإعلامية في القارة الآسيوية، إلى جانب ما يمثله المنتدى من مناسبة لمناقشة سبل توسيع التجارة والأسواق المالية الآسيوية وزيادة حجم قوة دول آسيا التنافسية مع دول العالم وآليات بناء مجتمع آسيوي قادر على التفاعل مع العالم كشريك حيوي.وتحرص البحرين على المشاركة بفعالية في أعمال المنتدى سواء على مستوى القمة أو من خلال الاجتماعات الوزارية، نظراً لأنها كانت من الدول المؤسسة له في 18 يونيو 2002 إلى جانب 32 دولة أخرى، فضلاً عن أنها محرك رئيسي في محاور التعاون التالية بالحوار» الغذاء والماء وأمن الطاقة، الاتصال العلم والتكنولوجيا والابتكار، التعليم وتنمية الموارد البشرية، تعزيز نهج شامل لتنمية مستدامة».ويأتي اهتمام البحرين بالتواجد في هذا الملتقى الإقليمي الكبير إيماناً منها بأن أهدافه تتماشى مع نهج السياسة الخارجية التي تتبناها البحرين القائم على دعم ومساندة أي جهد يكرس الحوار بين أطراف الأسرة الدولية لما لذلك من أهمية في ترسيخ الاستقرار والسلام في العالم وبخاصة في ظل التحديات العديدة التي تشهدها العديد من مناطق العالم والتي تشكل تهديداً لأمن واستقرار الدول والشعوب، فضلاً عن أن الملتقى وما يتخلله من مناقشات وما يصدر عنه من توصيات من شأنه أن يزيد وتيرة التقارب والتعاون بين الدول الآسيوية والتكتلات الإقليمية العديدة الموجودة بها، وهو ما يسهم من خلال التكامل في تنمية موقع ودور القارة الآسيوية كعنصر رئيس وفاعل في حركة النظام الدولي.وتبدو رؤية البحرين وموقفها من منتدى الحوار الآسيوي جلية في الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى التي ألقاها نيابة عن جلالته سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في القمة الأولى التي عقدت بالكويت في أكتوبر 2012، حيث أكد جلالته أن «الأمن الاقتصادي والمستقبل المزدهر لشعوب القارة هدف يبقى ماثلاً أمامنا وتحدياً لا بد أن ننجح فيه، ووحدها التكتلات الاقتصادية الكبرى تستطيع تحقيق ذلك وتحافظ عليه، ولا شك في أن لدينا كل أسباب التفاؤل بإمكانية المضي قدماً في هذا الاتجاه»، وأضاف جلالته:» إن القارة الآسيوية هي القارة الأكثر سكاناً والأوسع مساحة على مستوى العالم، ولهذا لم يكن مستغرباً أن تكون القارة قاطرة للنمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار وسلامة النظام المالي العالمي خاصة خلال الفترة التي شهدت ذروة اشتداد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية».وجاءت مشاركة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في «المنتدى الاقتصادي لشرق أسيا ـ الآسيان»، الذي عقد في تايلاند في مايو 2012 والكلمة التي ألقاها سموه لترسخ من أهمية هذا التعاون، إذ تضمنت كلمته قراءة عميقة لواقع الاقتصاد الدولي، والتحديات التي تواجهه، ونظرة مستقبلية لما يجب على المجتمع الدولي إنجازه من أجل تحقيق آمال الشعوب في الرخاء والتنمية.كما شدد سموه على تزايد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الدول وفتح آفاق جديدة للتبادل التجاري وإلغاء الحواجز المقيدة للاستثمار وتحفيز النشاط الاقتصادي وحماية الاستقرار المالي في الدول الآسيوية.وكانت البحرين استضافت الاجتماع الوزاري الثاني عشر لحوار التعاون الآسيوي (ACD)، في الفترة 23-25 نوفمبر 2013، والذي صدر عنه «إعلان المنامة» المكون من 25 مادة، من بينها التأكيد على الإدانة القوية للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ودعوة جميع الدول الأعضاء الى العمل معاً لمنع وقمع الأعمال الإرهابية، والتنفيذ الفعال للإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب التي أطلقتها الأمم المتحدة، ومواصلة الجهود الجارية لتعزيز الحوار وتوسيع آفاق التفاهم بين الحضارات، مع الاحترام الواجب للأديان والثقافات المختلفة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز مكافحة الإرهاب، وتشجيع جميع الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي على بذل الجهود المشتركة لاستمرار التعاون والتكامل في مجال التنمية المستدامة، وعلى وجه الخصوص استكشاف مجالات التعاون الممكنة التي يمكن من خلالها استغلال الموارد الآسيوية البشرية والطبيعية والمالية الهائلة وتبادل المعلومات بغرض الحدّ من وطأة الفقر المدقع وتحقيق التنمية المستدامة، وغيرها.إن مشاركة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في القمة تؤكد على اهتمام البحرين للتواجد في مختلف المحافل الدولية، خاصة تلك التي تتعلق بتعزيز مكانة الدول والدفاع عن الأمن والاستقرار والاستفادة من الخبرات في مختلف المجالات وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والمال والطاقة والبيئة والصحة والأمن الغذائي.