إسطنبول - (وكالات): رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس انتقادات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتواجد القوات التركية على الأراضي العراقية قبل العملية العسكرية المقررة لاستعادة مدينة الموصل، وقال له «اعرف حجمك، أنت لست نظيري، ولست على مستواي، مضيفاً «لم يفقد جيش الجمهورية التركية من مستواه إلى درجة أن يتلقى تعليمات منك». وأضاف أردوغان خلال اجتماع لزعماء إسلاميين في إسطنبول موجهاً جزءاً من كلامه إلى العبادي «أنه يهينني شخصياً. أنت لست نظيري، ولست على مستواي». وتابع «ليس من المهم مطلقاً كيف تصرخ من العراق. عليك أن تعلم بأننا سنفعل ما نريد أن نفعله». وقال أردوغان «من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي! اعرف حجمك أولاً». وذكر في الاجتماع أن «العراق كان لديه طلبات معينة مننا بشأن بناء قاعدة بعشيقة خلال فترة داوود أوغلو ولدينا سجلات بذلك وسيتم نشرها عبر قنوات التلفزيون قريباً. لهذا ذهبنا إلى بعشيقة والآن يطلبون منا الرحيل لكن الجيش التركي لم يفقد هيبته ليتلقى الأوامر منك». وقالت تركيا إن قواتها ستبقى في العراق رغم تزايد الغضب العراقي قبل العملية المقررة لاستعادة الموصل من أيدي تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. ويتواجد نحو ألفي جندي تركي في العراق، نحو 500 منهم في معسكر بعشيقة شمال العراق يدربون مقاتلين محليين سيشاركون في عملية استعادة الموصل، بحسب الإعلان التركي. ودعت بغداد أنقرة مراراً إلى سحب قواتها، كما حذر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية. وتصاعد الخلاف بعد أن صادق البرلمان التركي على السماح للقوات بالبقاء على الأراضي العراقية والسورية. ووصف البرلمان العراقي القوات التركية بانها «قوة محتلة». وكانت تركيا والعراق تبادلا استدعاء السفراء في مواجهة دبلوماسية متصاعدة. ورفض أردوغان مطلب العبادي بسحب القوات. وقال موجهاً كلامه للعبادي «لم يفقد جيش الجمهورية التركية من مستواه إلى درجة أن يتلقى تعليمات منك». ويهدد التوتر التركي العراقي بتعقيد خطط عملية استعادة الموصل التي يسيطر عليها «داعش» منذ 2014. وتقول تركيا إن قواتها المسلحة موجودة في العراق بدعوة من مسعود بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق التي تربطها بتركيا علاقات قوية. وردت بغداد بانه لم يتم توجيه أي دعوة مماثلة. ومعظم القوات التركية موجودة في قاعدة بعشيقة شمال الموصل على مقربة من الحدود التركية وتشارك في تدريب قوات البشمركة الكردية العراقية والمقاتلين السنة. وتصاعد التوتر بين بغداد وأنقرة بسبب توقعات ببدء القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة لهجوم من أجل استعادة الموصل آخر المدن العراقية الرئيسة التي ما زالت في قبضة «داعش» منذ استيلاء المتطرفين عليها قبل عامين. وقالت تركيا إن هذه الحملة ستسبب تدفق موجة من اللاجئين عبر حدودها وربما إلى أوروبا. وأعرب أردوغان عن استعداد بلاده للانضمام إلى المعركة بموجب تفاهم مشابه لذلك الذي تم التوصل إليه لاستعادة جرابلس في سوريا حيث شن الجيش التركي عملية بدعم من مقاتلي المعارضة لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة على الحدود التركية في سبتمبر الماضي.