عواصم - (وكالات): أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الفصائل السورية المقاتلة التي تدعمها تركيا تتقدم للهجوم على بلدة دابق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي، فيما توجهت حاملة الطائرات الروسية اميرال كوزنتسوف إلى مياه المتوسط لتعزيز القدرات البحرية الروسية التي تدعم حملة القصف في سوريا، بينما يتواصل قصف الطائرات الروسية والسورية للأحياء الشرقية لمدينة حلب موقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، في حين افتتح أمس في لوزان الاجتماع الدولي حول النزاع السوري بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وأبرز دول المنطقة المنخرطة عسكرياً في النزاع. وقال أردوغان في تصريحات نقلتها محطات التلفزيون أنه بعد جرابلس والراعي، «نحن نتقدم، إلى أين؟ إلى دابق». وبدأت تركيا عملية غير مسبوقة داخل سوريا في 24 أغسطس أطلقت عليها اسم «درع الفرات» لتطهير جبهتها من متطرفي تنظيم الدولة «داعش» والمقاتلين الأكراد السوريين. وفي الأسابيع الأولى من العملية تمت استعادة جرابلس والراعي اللتين كانتا من أولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الفصائل السورية المقاتلة والاسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات» تدعمها الطائرات والدبابات التركية، سيطرت على منطقة جنوب شرق دابق وباتت على بعد 1.5 كلم من المدينة. ولا تحظى دابق باهمية استراتيجية مقارنة مع المدن الاستراتيجية التي يسيطر عليها التنظيم كالرقة في سوريا والموصل في العراق المجاور، لكن لها أهمية رمزية لدى التنظيم لاعتقاده أنها ستشهد أكبر معاركه. كما أن ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أمريكية في العراق في عام 2006 ويُنظر إليه على أنه أحد أبرز مؤسسي «الخلافة» التي أعلنها التنظيم على مناطق سيطرته في سوريا والعراق عام 2014، قال في أحد خطاباته «ها هي الشرارة قد انقدحت في العراق، وسيتعاظم إوارها، حتى تحرق جيوش (....) في دابق». وتحمل أهم مجلة ترويجية للتنظيم المتطرف يصدرها باللغة الإنجليزية اسم «دابق». ومساء أمس، افتتح في لوزان الاجتماع الدولي حول النزاع السوري بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وأبرز دول المنطقة. ويهدف الاجتماع الذي تشارك فيه أيضاً مصر والأردن والعراق والسعودية وقطر وإيران وتركيا علاوة على مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إلى التوصل إلى هدنة لكن الآمال ضعيفة بتحقيق اختراق بإقرار المشاركين في الاجتماع. وسبق الاجتماع الذي ميزه غياب الأوروبيين، لقاء جمع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري. وهو أول لقاء بينهما منذ بدء الحملة العسكرية السورية الروسية على مناطق المعارضة المسلحة شرق حلب والتي أوقعت منذ 3 أسابيع نحو 400 قتيل.ويأتي الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الأسد ثاني مدن سوريا، مما سيشكل انتصاراً رمزياً واستراتيجياً حاسماً له منذ بدء النزاع في 2011.وانتقدت المعارضة السورية عدم دعوتها إلى محادثات لوزان، محملة الروس والأمريكيين مسؤولية تدهور الوضع في سوريا. وقال عبد الأحد اسطيفو نائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أبرز ممثلي المعارضة السياسية، إن «تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو إحدى الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق».