كشف عضو فريق المفاوضات النووية الإيراني المعتقل شاهين دادخواه في رسالة من سجن "إيفين" عن خلافات كبيرة حول القضية النووية في إيران، وتحدث عن "أنشطة نووية موازية" تمارسها بعض الأجهزة العسكرية في البلد. وقال دادخواه في هذه الرسالة التي تلقت "العربية.نت" نسخة منها، إنه "لا يوجد أي إجماع بين المسؤولين حول الملف النووي خلافا لما يروج إليه النظام، وإن الخلافات بهذا الشأن هي أكبر من باقي القضايا في البلد". وأضاف "النظام لم يسمح لحسن روحاني بالتعاون مع أعضاء فريقه النووي السابق من أمثال حسين موسويان ورضا البرزي وأمير زمان نيا وغلام علي خوش رو وسيروس ناصري". وقال إن ثلاثة من زملاء حسن روحاني في الفريق النووي السابق يقبعون حاليا في سجن أيفين، وغادر حسين موسويان ورضال البرزي وسيروس ناصري البلد إلى الخارج. المدعي العام يلفق اتهامات واتهم دادخواه مدعي عام البلاد غلام حسين ايجئي بتدبير اتهامات كاذبة ضد أعضاء الفريق النووي السابق قائلا: "إن الخلافات بين المتشددين والمعتدلين حول الملف النووي بدأت في عام 2007 بعد اعتقال حسين موسويان بتهمة التجسس، لكن لم يثبت هذا الاتهام ضده واعتقلت أنا (شاهين دادخواه) ومدير نزع السلاح في مركز الأبحاث الإستراتيجية رحمان قهرمان بور في عام 2010". وقال دادخواه إن روحاني أشار إلى بعض هذه الخلافات في كتابه "الدبلوماسية النووية والأمن القومي" حيث أكد أن "بعض المؤسسات، ومنها مؤسسة الطاقة الذرية خلال فترة رئاسة أقازاده، قدمت تقييما خاطئا حول أجهزة الطرد المركزي ما أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة".
وقال إن أقازاده لم يتعاون مع مجلس الأمن القومي كما كشف روحاني في المناظرات التلفزيونية للانتخابات، وإن محسن رضائي كان قد نشر القرارات السرية بشأن النووي على موقعه "بازتاب" وترك بذلك تأثيرا على السياسة النووية للبلد. وأشار دادخواه إلى أن رئيس الملف النووي سعيد جليلي السابق كان يعتبر أن كتاب روحاني "غير قانوني"، كما أنه (جليلي) أمر بوقف نشر كتاب "نزع الأسلحة في ليبيا" لرحمان قهرمان بور الذي يقبع حاليا في السجن. وقال إن علي لاريجاني الذي كان يستعد للترشح للانتخابات الرئاسية 2005 كان يعمل لعرقلة مهام الفريق النووي. نشاط نووي عسكري وأضاف دادخواه أن "منظمة الطاقة الذرية لم تتعاون في إرسال تقارير فنية الى الفريق النووي، كما أن بعض الأجهزة العسكرية كانت ترفض وقف أنشطتها النووية الموازية، وكانت المجموعات المتطرفة تخشى تحسين العلاقات بين ايران والغرب، لأنها تفقد مصالحها إذا ما حصل هذا التطور". وأكد أن "المجموعات المختلفة كانت تسعى لاستغلال الملف النووي لتلبية مصالحها، ومن هؤلاء أحمدي نجاد الذي كان قد أقال علي لاريجاني من فريق المفاوضات عندما كشف بأنه يقترب من الاتفاق مع خافيير سولانا واستبدله بسعيد جليلي الذي كان يفتقر إلى التجربة". وقال إن السلطات أقصت أحمدي نجاد من الملف النووي في عام 2011 وقد اعترف في مقابلة تلفزيونية بأنه لم يتدخل في الملف النووي منذ فترة. وأضاف أن المتطرفين كانوا يشرفون على الملف النووي قبل فوز حسن روحاني، وتم نقل الملف إلى وزارة الخارجية ليتم منع تأثيرهم على القضية. وحكم القضاء على الدكتور شاهين دادخواه بالسجن 7 سنوات بتهمة التجسس لصالح الأجانب، وقد نشر عضو فريق المفاوضات النووية السابق رسالتين من معتقله خلال الشهرين الماضيين، تطرق فيهما إلى تطورات هذا الملف وظروف اعتقاله.