عواصم - (وكالات): حمّل أطباء في الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب الأمم المتحدة مسؤولية عدم إجلاء الجرحى خلال الهدنة الروسية لعدم تمكنها من توفير الضمانات اللازمة لأمنهم، بينما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ إن «مجموعة بحرية قتالية روسية يعتقد أنها تتجه إلى سوريا يمكن أن تستغل في استهداف المدنيين بحلب المحاصرة»، في حين اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر بدء الاستعدادات لعزل مدينة الرقة، «عاصمة» تنظيم الدولة «داعش» في سوريا، وذلك تزامنا مع الهجوم المستمر على مدينة الموصل العراقية، موضحاً أن بلاده تتوقع أن تتداخل عمليتا الموصل العراقية والرقة السورية ضد التنظيم المتطرف، وسط أنباء عن بدء عزل الرقة. وقال الجراح حمزة الخطيب، المتحدث باسم مجموعة من أبرز 9 أطباء في الأحياء الشرقية، «نلقي اللوم على الأمم المتحدة لعدم توفيرها خطة واضحة». وأضاف «نحن بحاجة إلى ضمانات، ألا يتم اعتقال أو يحصل اعتداء على هؤلاء الجرحى والمرضى ومرافقيهم». وأوضح أنه نتيجة ذلك «لم نقدم أسماء الجرحى لأن أي خطة واضحة لم تصل إلينا (...) وكانت الأنباء متضاربة جداً بشأن الإجلاء»، سواء بالنسبة إلى الجهة التي ستنقلهم أو نقطة اللقاء أو إذا كان سيتم تفتيشهم.وكانت الأمم المتحدة تعتزم إجلاء جرحى في اليوم الثاني من الهدنة التي شهدتها حلب بمبادرة روسية لمدة 3 أيام الأسبوع الماضي، إلا أنها لم تتمكن من ذلك.وبحسب الأمم المتحدة فإن 200 مريض وجريح بحاجة لاجلائهم سريعا من الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص. وتسيطر قوات النظام على أالغربية لحلب، في حين تسيطر الفصائل المعارضة المسلحة على أحيائها الشرقية حيث يعيش نحو ربع مليون شخص تحت حصار خانق. من جانبه، اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشنكوف في بيان إن الطائرات الروسية والسورية لم تقترب من حلب منذ الثلاثاء الماضي عندما علقت روسيا الضربات الجوية قبيل وقف إطلاق النار. وقال المسؤول بوزارة الدفاع الروسية سيرجي رودسكوي إنه جرى تمديد وقف الضربات الجوية لكنه لم يحدد المدة.لكن المرصد السوري ومسؤولا دفاعيا قالا إن مناطق خاضعة للمعارضة في المدينة تعرضت لضربات في الأيام الأخيرة.من ناحية أخرى، ضغطت بريطانيا وفرنسا كي يفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات على قوات الرئيس بشار الأسد بعد أن حملها تحقيق دولي المسؤولية عن 3 هجمات بالغاز في حين قالت روسيا حليفة سوريا إنها لا تزال تدرس نتائج التحقيق. وألقى التقرير الرابع للتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ عام باللوم على قوات الحكومة السورية في هجوم ثالث بغاز الكلور. وتمهد نتائج التحقيق الساحة أمام مواجهة في مجلس الأمن بين القوى الخمس التي تملك حق النقض «الفيتو» حيث من المرجح أن يكون الخلاف بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى حول كيفية محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات.