عواصم - (وكالات): أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل الأمريكي جون دوريان قيام القوات العراقية بـ»التوقف» لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة «داعش»، فيما كشفت الأمم المتحدة أن التنظيم قتل أكثر من 230 شخصاً في مدينة الموصل ومناطق حولها، فيما يلوح شبح نزوح جماعي كبير مع تزايد أعداد الفارين من تلك المناطق، مضيفة أن «التنظيم اختطف 8000 عائلة من محيط المدينة، أي عشرات آلاف المدنيين، واقتادهم إلى المدينة لتشكل دروعاً بشرية حول مواقع التنظيم العسكرية في الموصل».وتعرض مدنيون آخرون في الرطبة غرب البلاد لاعتداءات مماثلة نفذها عناصر من قوات «الحشد الشعبي» الشيعية الذين قدموا من بغداد لفرض الأمن بعد دخول «داعش» للمدينة فأعلنوا حظر التجوال وباشروا باعتقالات عشوائية. وفي وقت سابق، أعلنت القوات المدعومة من إيران أمس أنها ستنضم قريباً للمعركة ضد «داعش» على جبهة جديدة غرب الموصل. وستجلب القوات التي تضم آلافاً من المقاتلين الذين صقلتهم المعارك ودربتهم إيران قوة نيران إضافية مهمة لما يتوقع أن تكون أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003. لكن وصولهم إلى ميدان القتال في واحدة من أكثر مناطق العراق تنوعاً يثير أيضاً قلق الدول الغربية التي تدعم هجوم الحكومة العراقية إذ تخشى أن يثير المقاتلون الشيعة حفيظة السكان في المناطق ذات الغالبية السنية. وقال متحدث باسم الحشد الشعبي إن التقدم باتجاه مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة «داعش» على بعد 55 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل سيبدأ في غضون «أيام قليلة أو ساعات». وإذا نجح الهجوم فإنه سيترك مقاتلي «داعش» ونحو 1.5 مليون مدني مازالوا يعيشون في الموصل تحت حصار تحالف من القوات التي تتقدم سعياً لسحق المتشددين في معقلهم بالعراق. وتقدم ما يصل إلى 50 ألفاً من أفراد الجيش والشرطة العراقيين ومقاتلي البشمركة الأكراد بدعم جوي وبري تقوده الولايات المتحدة نحو الموصل منذ نحو أسبوعين من الجنوب والشمال والشرق. وانتزعت هذه القوات السيطرة بالفعل على عشرات القرى في السهول المنبسطة شرق الموصل وعلى امتداد نهر دجلة إلى الجنوب من المدينة المعقل الكبير الأخير للدولة الإسلامية في العراق. وطالبت جماعات حقوقية بغداد بإبعاد المقاتلين الشيعة عن ميدان القتال متهمة إياهم بارتكاب أعمال قتل وخطف انتقامية في مناطق أخرى حررت من قبضة «داعش». ومما يزيد من التحديات التي تواجه القوات المتقدمة ما صرح به قرويون من الموصل من أن مقاتلي «داعش» المتقهقرين أجبروا نساء وأطفالاً من قرى نائية على السير معهم كدروع بشرية أثناء انسحابهم من المدينة وهو ما يزيد التحديات التي تواجه القوات المتقدمة. وقال القرويون إن الصبية الأكبر سناً والرجال في سن القتال اقتيدوا إلى مصير غير معروف. وأعلنت الأمم المتحدة إن متطرفي «داعش» خطفوا 8000 أسرة من محيط الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية وقتلوا 232 شخصاً قرب المدينة عندما رفضوا الانصياع لأوامرهم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين إن «الإستراتيجية الحقيرة والجبانة للتنظيم هي محاولة استخدام وجود المدنيين لجعل نقاط أو مناطق معينة أو قوات عسكرية محصنة من العمليات العسكرية باستخدامه فعلياً عشرات الآلاف من النساء والرجال والأطفال كدروع بشرية».وفيما تواصل القوات العراقية فرض حصار على الموصل، يتزايد عدد الفارين من سيطرة «داعش» هرباً من معركة قريبة في مناطق يسيطر عليها المتطرفين. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن 18 ألفاً و804 أشخاص فروا منذ بدء العملية في 17 أكتوبر الحالي، غالبيتهم العظمى من محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل. وقال كارل شمبري المستشار الإعلامي الإقليمي للمجلس النروجي للاجئين «لاحظنا (...) تزايداً كبيراً في الأعداد خلال الأيام القلية الماضية، وهم الآن يتوجهون إلى مخيمات أقيمت حديثاً». وأكد أنه يتوقع ارتفاع عدد النازحين كلما اقتربت القوات العراقية ودخلت مدينة الموصل.ومن المتوقع أن تكون هناك مشكلة بين بغداد وإقليم كردستان الشمالي، الذي تلعب قواته دوراً بارزاً في المعارك ضد المتطرفين، لكنها تمتد وتسيطر على مناطق خارج حدود الإقليم. وسيمثل الأمر مشكلة في حال مطالبة الإقليم بالاستقلال، الذي تحدث عنه رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني مؤكداً أنه سيتم بحثه مع بغداد بعد الانتهاء من معركة الموصل. وقال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إنه يريد مناقشة «استقلال» هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي فور استعادة مدينة الموصل من متطرفي التنظيم. وأضاف «نحن لسنا عرباً بل أمة كردية (...) سيكون هناك استفتاء حول استقلال كردستان، لنترك الناس يقررون».