هل أصبح الطلاق مشكلة اجتماعية مزمنة، يا ترى ما هي الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة بين الأزواج في مجتمعنا المحافظ بحيث تدفع ثمنها الأسرة بجميع مكوناتها، ولعل أكثر المتضررين هم الأبناء، يا ترى ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك هناك من ينسب ذلك إلى أن الفوارق الاجتماعية بين الزوجين وهناك من يرى الفارق التعليمي بين الزوجين، وبعض الناس يتهم بها المجتمع وقوانينه الوضعية وهناك من يرى ضعف الوازع الديني والتحلل الأخلاقي والأدبي فصلاح الأسرة يعني بالضرورة وجود مجتمعاً صالحاً متكافئاً ومتعلماً أما التفكك الأسري يؤدي إلى فساد وانهيار القيم الإنسانية والأسرية. انظروا حولنا إلى كثير من الأسر وقد أفرزت جيلاً من الأبناء أقل ما يمكن وصفه بالتائه والضائع، انتشرت بينهم كثير من السلوكيات الخاطئة والتي بدورها أدت إلى انتشار الرذيلة والأخلاق السيئة واكتظاظ المحاكم بالمشاكل الأسرية والتي يدفع ثمنها في النهاية جيل من الشباب ليس له ذنب إلا أنه فقد الرعاية والاهتمام من قبل الأسرة، هناك من يعمل على إشعال روح الفتنة والكراهية بدل من إطفائها وإصلاح ذات البين مصداقاً لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها». إن هناك من أفراد الأسرة من يعمل على إذكاء ونشر الكراهية بدلاً من أن يعمل على الإصلاح ولعل من الواجب علينا أن نذكر أن من سيدفع الثمن هم طبقة الشباب فالأزمات النفسية والشعور بالضياع هما أقصر الطرق لانحلال الشباب إلى طريق الفساد وأن الفطرة السليمة تحتم علينا اهتمام الوالدين بالأبناء وتوفير أقصى درجات الراحة والاستقرار لهم مع الأخذ بالاعتبار العمل على نشر القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية وتزويدهم بالعلم والإيمان لتحقيق ما نصبوا إليه من بناء جيل واعٍ ومثقف يستطيع أن يواجه ويقبل على الحياة بكل حب وجد وغرس روح المحبة والولاء والعمل على تطوير الذات للوصول إلى أعلى درجات التطور والكمال، إننا مطالبون أن نعي الدور الكبير الذي حملنا الله تجاه أبنائنا مصداقاً لقول رسولنا الكريم « كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته». اتقوا الله في أولادكم واصلحوا ذات بينكم، إذ يجب على الوالدين أن يعملوا على عدم التشويه على الطرف الآخر والظهور بمظهر إيجابي أمام الناس والأهم أمام أبنائهم وعدم نشر الخلافات بطريقة تثير الريبة والكراهية وتبنى في نفوسهم الكثير من الظنون والمعتقدات الخاطئة الغير صحيحة والتي بالضرورة تؤثر على سلوكياتهم تجاه أبنائهم.يجب على الحاضن للأبناء أن يحسن التصرف تجاه الأبناء والاحتفاظ بالصورة الجميلة الناصعة التي من شأنها المحافظة على النمو النفسي والبدني والفكري للأبناء.نسأل الله جلت قدرته أن يحفظ مجتمعنا ويصون أسرها من شر الأشرار.حنان بنت سيف بن عربي
انتبهوا للسلوكيات الخاطئة في العلاقات الأسرية
30 أكتوبر 2016